تنفق دول الخليج سنوياً عشرين مليار دولار على أدوات التجميل بما في ذلك ما يمتّ لهذه الأدوات من اكسسوارات ومجوهرات, ودور الموضة تجدد كل فصل في السنة في الملابس وأدوات الزينة والعطورات...إلخ!!. وهذه الدور تكسب المليارات من وراء تجارتها في ما يخصّ المرأة; وبالأصح ما يستهوي المرأة, إلى درجة لا يستطيع المرء أن يذكر الأرقام الحقيقية لكسبها وأرباحها. في باريس دلفت إلى دار تجميل مشهورة عالمياً (كريستيان ديور) وهو متجر ضخم أشبه ما يكون بأسطورة; صادفت زيارتي مناسبة من مناسبات عزيزة على هذه الدار. وبما أني اشتريت بمبلغ (مائتي يورو) عطراً وصادفت هذه المناسبة; فقد منحتني الدار بطاقة ضيافة سهرة مسائية تتضمن العشاء وعرض أزياء. ذهبت للعشاء في مكان متميز بجوار (ايفل تور) استمتعت بالعشاء أولاً وبالموسيقى أولاً وبالعرض رقم (1) أولاً; إلا أني غادرت العرض رقم (2) لأنه عرض الأجمل (......) وشيّعني صديق من الجزائر بتهمة: (رجعي ورب الكعبة)!!. الله جميل يحب الجمaال, وعلم الجمال يدرّس في المعاهد والأكاديميات العليا والجامعات المحترمة, باعتباره فلسفة إنسانية, وللجمال في كتاب ديننا الإسلامي الحنيف صفحات مشرقة وأساس!. فالجمال أصل من أصول آدابنا الإسلامية, وكره الإسلام أن يقدم الزوج على زوجه ليلاً; لأن المرأة ينبغي أن تكون في أجمل مظهر وأحسن حال.. والله يحب أن يرى أثر النعمة على عبده. وأفتى بعض العلماء بجواز خلع الزوج زوجها, إذا ثبت للحاكم أن الزوج عدو للنظافة, كما حرّم الإسلام أن تُظهر المرأة جمالها وأن تبدو بزينتها لغير محارمها. وعطفاً على موضوع سابق; فإن التلفزيون بقنواته الفضائية يسهم في إذاعة الجمال وتظهيره; على أن جمال المظهر والمنظر لن يكون جذاباً ومقبولاً إذا لم تكن الروح جميلة; وإن لم تكن الأخلاق جميلة, وفي المثل: “الجمال.. جمال الروح”. على أن الإسراف في الزينة وأدوات التجميل يعبّر عن عقدة نقص من ناحية, كما أن الماكياج - كما يقول الأطباء - يشوّه الملامح الإنسانية لما في الكيماويات من خطر. إذاعة الجمال تلطف النفوس, وتثري الوجدان البشري, والجمال من دواعي الاستقرار والأمن والسلام, فالجميل لا يصدر عنه إلا كل جميل.