منذ بداية تفجيرات 11 سبتمبر أصبح طبيعياً أن يقترن اسم هذا التنظيم مع أي واقعة انفجار , وذلك بسبب الهجمة الشرسة التي تعرض لها هذا التنظيم في تلك الفترة بعد أن أعلن مسئوليته عن تلك التفجيرات ولا أدري هل هو غباء أم سياسة رعناء يتبعها هذا التنظيم حين يعلن دوماً مسئوليته عن أي تفجير هنا وهناك في شتى بقاع العالم , وهو ما يدل دلالة واضحة لا تقبل الشك أن هذا التنظيم يمشي متخبطاً وعشوائياً وبعيداً كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي ومفهوم الجهاد الذي فرضه الله على المسلمين والذي أساسه ينطلق من قوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل) ويعني أن يكون هناك استعداد تام بكامل المعدات والوسائل والأسباب للجهاد، والعصر الراهن يفرض بمعطياته أن يكون الجهاد ضد الأعداء بالفكر والذكاء والعلم والتطور التكنولوجي والصناعي لا بالتفجيرات والاختطافات التي لا تخدم مصالح أحد , وتضر أولاً وأخيراً بالعالم الإسلامي المفكك وتؤدي إلى نتائج سيئة على المواطنين البسطاء والمسالمين والآمنين. إن الجهاد الحقيقي يجب أن يكون بأخذ العلم من كل منابعه حتى نستطيع أن نشكل قوة تردع أعداءنا وأيضاً جهادنا يكون بتوحيد كلمتنا وتوحيد صفوفنا ورؤيتنا وأهدافنا وبالتالي فإن كل ما يتبناه هذا التنظيم من أفكار ويقوم به من أفعال يرفضها كل مسلم وكل ذي عقل لأنها تدل على أن فكرة الجهاد لديهم مشوهة، فليس من الإسلام ترويع الآمنين ولا استهداف المنشآت والمباني التي تخدم مصالح الناس وتدميرها وليس من الإسلام الاختطاف والقتل فكل تلك الأعمال الإجرامية والتخريبية خارجة عن الشريعة الإسلامية السمحاء وهذا التنظيم بفكره وأفعاله أضر بدول عدة وبأسُر عدة وبشعوب عدة ، حتى بلادنا الحبيبة لم تسلم ولم تنجُ من شره بل كانت أول المتضررين من أفعاله تلك فكم من بريء أزهقت روحه ظلماً وعدوانا على يد عناصر هذا التنظيم. إن هذا التنظيم عندما يشهر العداء ضد بني جلدته ودينه ويدعي أنه يجاهد أعداء الإسلام إنما يسمح للأعداء ويقدم لهم فرصاً ثمينة لاستباحة دماء المسلمين واحتلال أوطانهم . ما نريد قوله هنا هو أننا لا نريد هذا الجهاد الذي يدعيه هذا التنظيم لأنه ليس بجهاد بل هو تمهيد الطريق للدول الاستعمارية لتفرض سيطرتها على الدول الإسلامية تحت مبرر محاربة الإرهاب وكأن هذا التنظيم أداة ووسيلة من وسائل الحرب على الإسلام وكأن هناك تعاوناً واتفاقاً مسبقاً على تنفيذ هذه العمليات الإرهابية لمصلحة الدول الكبرى التي قد تدفع الكثير وتعمل المستحيل لتحقيق مخططاتها الاستعمارية أو لرعاية مصالحها , فعن أي جهاد يتحدث هذا التنظيم وعناصره المتطرفة؟!.