حقيقة أن الضجة الإعلامية الكبرى التي افتعلتها بعض الفضائيات العربية وعلى لسان بعض المغرضين حول إقامة خليجي 20 في بلادنا، شيءٌ نأسف له ونخجل كثيراً أن نرد عليه تمسكاً منا بمكارم الأخلاق الفاضلة التي تربينا عليها، وأن المستمع للأحاديث والجعجعات التي يطلقها مراراً وتكراراً بعض الإعلاميين وحتى بعض المسئولين الرياضيين في بعض دول الخليج يخال أن اليمن منطقة حرب عالمية ثالثة، وأن نجاح دورة خليجي 20 في اليمن من سابع المستحيلات وأن ...وأن...الخ. ما يحاولون الترويج له وإثارته وصولاً به إلى أن يصبح قضية حبلى بالمعوقات التي تبرر عدم إقامة فعالية الدورة في بلادنا، وهذا هو الهدف المبتغى... والحقيقة التي تفضح الأكاذيب والأباطيل أن اليمن كالكثير من بلدان المعمورة لا يخلو من المشاكل الأمنية بين الحين والآخر، ويكون سببها الرئيسي هو الإرهاب والإرهابيون وعصابات خارجة عن القانون متعددة احترفت مهنة الارتزاق على حساب مصلحة البلاد والعباد. لكن المؤسسات الأمنية لا توفر جهداً في الوقوف بالمرصاد أمام تلك الحالات وتضرب بيد من حديد ضد كلّ من تسول له نفسه المساس بأمن المواطن وعيشه الكريم على تراب وطنه..ولا أظن أن أي دولة لا تعاني من مثل هكذا مشاكل، ولعل وجود إدارات أمنية خاصة بمكافحة الإرهاب والمخدرات فيها لدليل على عدم خلوها من مثل هذه المشاكل، بمعنى أن بلادنا ليست الوحيدة التي تعاني من الإرهاب في العالم..ولكن ، هل يحق للمزايدين وبعض الحاقدين أن يجعلوا من هذه المشاكل في بلادنا سبباً لحملاتهم المشينة بهدف عرقلة إقامة خليجي 20 في بلادنا ..؟ ألا يدل ذلك على حاجة في نفس يعقوب؟ خاصة وأن مثل هذه الأبواق الإعلامية المريضة لم تتطرق إلى الجانب الأمني في بلادنا إلا أخيراً حيث وسبق لها أن عزفت على وتر عدم وجود المنشآت الرياضية اللازمة- عدم قدرتننا على تنظيم الدورة- عدم...عدم...الخ، والآن يطلّون علينا بهذه الجعجعة. إننا نستغرب من مثل هؤلاء الذين تمتلئ قلوبهم حقداً على اليمن، وهم يحاولون بأفعالهم تلك خدمة العصابات الخارجة عن القانون بالترويج الضمني وغير المباشر لها لإظهارها أمام الرأي العام بأنها القوة القابضة والمسيطرة على حياة الوطن والمواطن، بهدف الإيعاز إلى ضرورة نقل الدورة إلى بلد آخر ..وبالتالي يظهر الخارجون عن القانون إن تحقق هذا الهدف بمظهر القوى التي يجب دعم مشاريعها غير الشرعية ..أليس شر البلية ما يضحك، فهل نسي هؤلاء أن اليمن وطن الفداء والإباء والمجد والحضارة والتاريخ والحكمة والإيمان، والشعب الذي يأبى الضيم، ويرفض الهوان...ألم يقرأ هؤلاء تاريخ اليمن وملاحم شعبه البطولية على امتداد العصور والأزمان ؟ ثم وهذا هو الأهم: إن المتشدقين بأن الحالة الأمنية في بلادنا سوف تعكر من صفو الدورة، لماذا لا يقولون مثل هذه الأحاديث، وهم يتدفقون أفواجاً سياحية إلى بلادنا على امتداد العام صيفاً وشتاءً وتحتل ((عدن)) وما جاورها من المدن الرئيسية لإقامتهم وتجوالهم، وكيف يأتي هذا الكلام في وقت يتزامن فيه وصول إخواننا الخليجيين إلى بلادنا سياحياً وزواراً وأهلاً و أقارب؟ فلماذا الخوف إذاً؟ ألا يوحي ذلك بالتناقض ووضوح الهدف الذي من أجله أثيرت تلك الزوابع . إننا وثقتنا بالله سبحانه وتعالى و بقيادتنا وشعبنا نقول لإخواننا في الخليج والعروبة: إن اليمن وطن الأمن والإيمان، وليس من خطر على أحد سوى الخطر الذي يحاول بعض الإعلاميين المغرضين أن يروجوا له، ويزرعوه في نفوسكم، فلا تسمعوا لهم، وأهلاً وسهلاً بالجميع في اليمن السعيد، مع خالص احترامنا وتقديرنا لكل مسؤول خليجي رفيع المستوى أو أدنى وقف ولا يزال واقفاً مع إقامة دورة خليجي 20 في بلادنا والتي صارت دورة التحدي حيث تجاوزت كل مضامينها الرياضية لتصبح متعددة الأبعاد ..والله معنا.