تنشئ وزارات السياحة في مختلف دول العالم مجلسا للترويج السياحي بهدف إبراز الفرص والمزايا والمقومات الإستثمارية والسياحية التي تتمتع بها الدول من خلال تنظيم العديد من المهرجانات والمؤتمرات التي تمثل أهمية كبيرة في سبيل الترويج للسياحة بكافة أشكالها، وتعد اليمن إحدى الدول التي حباها الله الكثير من المزايا والفرص التي تؤهلها لتكون في مقدمة الدول التي تحتضن الكثير من المهرجانات والمؤتمرات الترويجية. ويمثل مهرجان نجم البلدة السياحي لهذا العام فرصة حقيقية لوزارة السياحة في بلادنا لاستثمار خصوصية نجم البلدة أولا والترويج لكل الفرص والمزايا الإستثمارية التي تتمتع بها حضرموت بشكل خاص سواء أكان في الساحل أم الوادي أو أرخبيل سقطرى الذي يمتلك مخزونا هائلا من التنوع البيئي والحيوي.. وفي هذا الإطار، كشفت المهندسة فاطمة الحريبي- المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي- عن دعم وزارة السياحة في اليمن لمهرجان نجم البلدة السياحي 2010م الذي سيتميز هذا العام بمشاركة دولية وعربية وسط اهتمام حكومي كبير وملموس من قبل الحكومة ومعالي وزير السياحة الاستاذ نبيل الفقيه ومختلف الجهات الرسمية المعنية بتطوير العمل السياحي في اليمن. وأكدت الحريبي على ضرورة تضافر الجهود الرسمية والأمنية لإنجاح فعاليات مهرجان البلدة السياحي الذي يجري التحضير لاقامته بصورة مكثفة من قبل الجهات المنظمة وسعيها الدؤب لإنجاحه باكمل وجه وإظهاره بالمستوى المشرف بمايليق بروعة مدينة المكلا التي ستتضيف المهرجان في 15- 30 يوليو 2010م المقبل. "نبأ نيوز" التقت المهندسة فاطمة الحريبي- المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي- وكان لنا معها لقاء للتعرف على جهود المجلس في دعم السياحة في اليمن بشكل عام . س: بداية ننتهزها فرصة لتهنئتكم بالمنصب الاداري الجديد كمدير تنفيذي لمجلس الترويج السياحي ونود التعرف على الجهود المبذولة من قبلكم في مجلس الترويج السياحي لانجاح مهرجان نجم البلدة السياحي بالمكلا واستغلاله كموسم سياحي مناسب للترويج للقطاع السياحي في اليمن بشكل عام وحضرموت بشكل خاص؟ ج: أشكركم على هذه الإستضافة التي سنتطرق فيها لدور مجلس الترويج السياحي بوزارة السياحة لإبراز المخزون السياحي والإستثماري لبلادنا وحقيقة فإن مهرجان البلدة السياحي الذي يقام بالتزامن مع مهرجاني صيف صنعاء وإب، يعد فرصة سانحة ومهمة في الترويج للجوانب السياحية والمعالم الاثرية والتاريخية وعرض مميزات القطاع السياحي في بلادنا ومافيه من تنوع مناخي ومعالم حضارية تعود لألآف السنين ومئات الممالك والحضارات التي قامت في اليمن، إضافة الى ان المهرجان فرصة سانحة وأكيدة للترويج له بشكل اكبر وبصورة تكسبه وحضرموت خصوصاً مزيدا من الشهرة والمعرفة التي تزيد من نجاحات المهرجان والتعريف به لدى الكثير من المتابعين. س: ماذا قدمتم في وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي لإنجاح المهرجان؟ ج: نحن في وزارة السياحة نعمل على الترويج المسبق لفعاليات مهرجان نجم البلدة هذا العام وقدمنا كثيرا من التسهيلات لمنظمي المهرجان، حيث قمنا بتوقيع عقد اتفاق مع مدير الشركة المنظمة للمهرجان بيت الخبرة الاخ "بدر باسلمه" يضمن تقديم كثيرا من التسهيلات لنجاح المهرجان، مثل توفير فرق فنية استعراضية وفلكلورية من مصر والمغرب وتونس وفرنسا سيأتون لليمن ان شاء الله بعد نصف شهر للمشاركة في فعاليات المهرجان السياحي المتميز بروعة المكلا واجواء البحر وطبيعة المدينة الساحرة إضافة إلى اصرار معالي وزير السياحة على مشاركة كل الفرق الفنية والفلكلورية التي ستحضر للمشاركة في مهرجان صيف صنعاء في فعاليات مهرجان البلدة السياحي. س: ماهي برامجكم وفعالياتكم وانشطتكم السياحية التي تمكنكم من استغلال مناسبة اقامة مهرجان البلدة في حضرموت للترويج للعمل السياحي في اليمن واستهداف جمهور المهرجان الذي من المتوقع ان تشارك فيه وفود عربية ومحلية كبيرة؟ ج: لدينا الكثير من الأنشطة في مهرجان نجم البلدة وتم الاتفاق مع منظمي المهرجان على تنفيذ العديد من الانشطة المتعلقة للترويج لكثير من المعالم الاثرية والسياحية في اليمنوحضرموت بشكل خاص،إضافة إلى توزيع بروشورات تعريفية بالعديد من المعالم الاثرية والتاريخية المختلفة ومميزات الجوانب السياحية في اليمن، إضافة الى إنشاء صالة العاب صابونية بالتعاون مع شركة فانتور من خلال أرضية بمساحة "500 متر" تقدمنا بطلبها من قبل منظمي المهرجان لتخصيصها للألعاب التي ستصبح إحدى مميزات مهرجان البلدة لهذا العام، وكذلك إنشاء نادي للغوص في المكلا كإحدى المناطق المستهدفة من إنشاء العديد من نوادي الغوص التي ننوي إنشائها في أكثر من محافظة، إلى جوار نادي خاص بالطيران الشراعي، وكذا تنفيذ حملة الترويج السياحي من خلال المهرجان والتي ستبدأ في تاريخ 20/6/2010م بالتزامن مع مهرجان صيف صنعاء، حيث سيتم فيها توزيع البروشورات التعريفية بالجوانب المختلفة المتعلقة بالجوانب السياحية وعرض الأفلام السياحية والخرائط السياحية المتعلقة بالمعالم السياحية اليمنية المختلفة واللوحات الاعلانية والاعلانات في وسائل الاعلام المتنوعة . س: بعيدا عن مهرجان البلدة السياحي.. كيف تنظرون إلى مستقبل العمل السياحي في اليمن؟ وماهي أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجهها السياحة في اليمن؟ ج: اليمن كنز للسياحة، وفيه تتوفر كل مقومات نجاح العمل السياحي والبيئة السياحية المتنوعة، ففيها سياحة المغامرات والسياحة البيئية والصحراوية والجبلية وغيرها من أنواع الجوانب السياحية التي تمتاز بها بلادنا، ولكن الأمن يعد أبرز مشاكلنا وأهم المواجهات التي تضرب السياحة في العمق وتشكل تحدياً كبيراً أمام تطور ونهوض العمل السياحي في بلادنا، خاصة في ظل وجود التحذيرات الغربية من السفر الى اليمن لوجود الارهابيين والعمليات الانتحارية وغيرها من الحملات الاعلامية والتحذيرات المبالغ فيها حول اليمن بينما الارهابين موجودين في كل بلدان العالم بمافيها امريكا وبريطانيا وكبار دول العالم. س: كيف ستتعاملون مع الهجمة التي تتعرض لها بلادنا في الجانب الأمني ماذا أعددتم لمواجهة ذلك، وكيف يمكن تغيير هذه النظرة المغلوطة؟ ج: وزارة السياحة تنفذ العديد من البرامج التوعوية المختلفة منها ما تتعلق بتأهيل كادر سياحي قادر على التعامل مع الوفود السياحية والتعامل بطريقة حضارية وعلمية تمكنه من توصيل افكاره السياحية المتعلقة بمعالم بلادنا وكذا استقدام مدربين وخبراء اجانب لنقل الافكار والتجارب السياحية وخبرات العمل السياحي للمعاهد الفندقية وارسال متدربين الى دول خارجية لاكسابهم تدريبات علمية وعملية تتعلق بتنمية قدراتهم على التدريب لطواقم عمل محلية، اضافة الى استضافة وفود صحفية من اسبانبا وتركيا لتعريفهم على ماتتمتع به اليمن من مقومات سياحية وفرص استثمارية ومزايا وامن خلافا لما تتناقله كثيرا من وسائل الاعلام الغربية التي تصور اليمن وكانها ملجا امنا للإرهابيين. وكذلك لدينا برامج دورات تدريبية وجولات سياحية لصحفيين يمنيين ضمن برنامج "أعرف وطنك" حيث يتولون التنقل من خلال البرنامج في اكثر من محافظة يمنية لنقل صورة واقعية عما تتمتع فيها كل منطقة ومحافظة من مزايا سياحية وجوانب آمنة حتى يعودوا لينقلوا صورة حقيقية وواقعية عن بلادهم في وسائل الاعلام التي يشتغلون فيها، وسيقتصر طاقم الصحفيين هذا العام على الصحفيات الفتيات بعد ان سبق وأقمنا جولتين للصحفيين. س: فيما يخص تأمين سلامة السياح، هل نفذتم أية برامج في ذلك الجانب؟ ج: اتفقنا مع شركة خاصة بتوفيرعدد 125 سيارة مزودة بنظام آلي للحركة السياحية لحماية السياح وسياراتهم من الاختطاف، حيث إن السيارات التي سيتم تشغيلها قريبا ستكون مزودة بهذا النظام الذي يمكننا من التحكم بالسيارة المختطفة وتعطيلها عن السير من مركز تحكم يعمل على مراقبة تحركات السيارة ورصد حركاتها وأماكن تواجدها آليا، بحيث يعمل البرنامج على توصيل رسالة للخاطفين بأنهم لم يعودوا قادرين في التحكم بالسياح وسيارتهم كون السائق يستطيع وبسهولة الضغط على زر مهمته توصيل نبأ الاختطاف إلى مركز التحكم وتعطيل السيارة عن الحركة أيضا مما يسهل تحديد موقع السيارة وتوجيه دوريات الأمن السياحي أو الشرطة السياحية المخصصة للتعامل مع مثل هذه الأحداث والأخت إضافة إلى انتهاءنا من إنشاء خمس استراحات سياحية تعمل على توفير الأمن السياحي من خلال دورية للأمن او الشرطة السياحية وحمامات ومطعم وغيرها من متطلبات الاستراحة التي بإمكان السياح النزول فيها للاستراحة في رحلاتهم السياحية خاصة في الأماكن التي تشكل هاجسا مخيفا لدى السياح من الاختطاف، وغيرها من المساعي والجهود التي نحاول من خلالها توفير أقصى حد ممكن من تأمين حياة السياح الباحثين عن الراحة في مجيئهم لليمن. س: كلمة اخيرة تودون قولها؟ ج: نشكركم على اهتمامكم بالسياحة اليمنية، ونتمنى ان تحقق برامجنا السياحية الدور المنوط بها في تطوير العمل السياحي وتوفير البيئة الآمنة الكفيلة بنهوضه وتحقيق النتائج المرجوة منه في دعم الاقتصاد الوطني، ونعدكم أن مهرجانات صنعاء وإب ونجم البلدة في حضرموت ستكون مهرجانات متميزة وسترسم أحلى اللوحات في سماء اليمن السعيد، وسنعيد لليمن مكانتها وصورتها البهية التي عرفت بها محبة للأمن والأمان والسلام، مضيافة وحاضنة للجميع.