• لم نكن نتوقع غير النجاح.. ولم يخالجنا الشك مطلقاً بعدم قدرة بلادنا على استضافة دورة كأس الخليج العربي في نسختها العشرين.. ورغم بعض السلبيات التي ظهرت إلا أننا نقول نجحنا وبامتياز وعكسنا الصورة الحضارية لليمن أرضاً وشعباً. نعم.. نجحنا وأسقطنا كل الرهانات التي حاول البعض الترويج لها هدفاً في الإساءة إلى اليمن وعزلها عن أشقائها وعن العالم أيضاً.. وهدفاً في بقاء الصورة التي يروّج لها الحاقدون من أن اليمن ملاذ آمن لقوى الإرهاب والتطرف وفي مقدمتها التنظيم الإرهابي سيىء الصيت والسمعة تنظيم القاعدة وعناصره المأجورة التي لا تعترف بدين ولا وطن. نجحنا وكشفنا بوضوح عن الروح اليمانية الأصيلة التي لا يمكن لأحد تشويهها، وأرسلناها للعالم رسالة لا رتوش عليها, تبدو مليئة بالحب ولا شيء غير الحب, مليئة بالدهشة, ومليئة بكل ما هو جميل ورائع. • فماذا بعد هذا النجاح الذي سجلناه في دفتر الأيام نجاحاً إعلامياً لا يضاهى، وبه ومن خلاله تم تصحيح كل المغالطات التي سعت بعض وسائل الإعلام الخارجية والمحلية مع كل أسف لإلصاقها باليمن وشعب اليمن؟!. انتهت البطولة الخليجية, وتوضحت الصورة بكل تجلياتها, وبقي أمامنا أن نحافظ على هذا النجاح في قادم الأيام, ونسد كل الثغرات التي استغلها البعض سابقاً ووجدها مدخلاً لترويج الاتهامات والإساءات عن اليمن والذهاب أبعد من ذلك. لاتزال اليمن وشعب اليمن هدفاً للكثير من وسائل الإعلام العربية منها والغربية، والحدث الشبابي الرياضي الخليجي الذي نجحنا في استضافته قولاً وفعلاً وحقيقة كشف عن حاجتنا الماسة إلى إعلام قوي, وإلى أجهزة ومؤسسات إعلامية تكون نداً حقيقياً لمختلف الوسائل الإعلامية الخارجية. ومعها ينبغي أيضاً تفعيل الدور الإعلامي لملحقياتنا الثقافية المنتشرة في كل أنحاء العالم والتي كانت فيما قبل وبفعل سكوتها غير المبرر وابتعادها عما يروج في وسائل الإعلام عن اليمن من أحداث لا أساس لها في الواقع الوطني سبباً مباشراً في تشويه صورة اليمن خارجياً وإلصاق كل تلك الاتهامات والإساءات بنا وبوطننا الأغلى والأعز. نحن في أمس الحاجة إلى إعلام يعي مسئولياته ويدرك أن مفعول الكلمة أشد وقعاً من أية وسيلة أخرى, الكلمة هي السلاح الحقيقي الذي يدرأ عن كل الأوطان والمجتمعات أي أخطار قد تأتي من هنا وهناك. والكلمة القوية الصادقة والواضحة هي الوسيلة الوحيدة التي نواجه بها كل محاولات الزيف والتضليل التي تستهدف أمن واستقرار الوطن. • الغد لن يكون أجمل بلا رسالة إعلامية قوية داخلياً وخارجياً, لاسيما إن أدركنا أن لغة التآمر على يمن الإيمان والحكمة والتي يحاول البعض من أشقائنا للأسف الشديد الترويج لها لم تهدأ بعد أو تكف أذاها عن اليمن أرضاً وشعباً. ومع الإعلام القوي ينبغي أيضاً أن يكون الجهاز الأمني أكثر قوة وحزماً وتصدياً لكل محاولات التآمر التي تغذيها بعض العناصر الموتورة داخلياً وخارجياً هدفاً في زعزعة الأمن والاستقرار وهدفاً أيضاً في بقاء الصورة مشوهة وغير واضحة عن واقعنا الوطني. إن نجاح خليجي 20 الذي تكشفت معه لعالمنا العربي والخارجي الصورة الأبهى والأروع لوطننا الواحد الكبير المسكون بالأمن والهدوء والطمأنينة, يجب أن يكون درساً حقيقياً ندرك معه كيف نواجه الغد بتحدياته أياً كان شكلها أو نوعها. التحديات لن تنتهي، ولغة التآمر لن تهدأ، ويكفينا أن نكون قد تعلمنا من الدرس الرياضي الخليجي في نسخته العشرين الرسالة التي ينبغي أن نتسلّح بها في قادم الأيام والسنوات. [email protected]