على غرار تلك المقولة المعروفة التي تنادي عمال العالم بأن يتحدوا بالقول: ( يا عمّال العالم اتحدوا) فإني هنا أطالب إعلاميي اليمن وبالأخص صحفيي اليمن أن يعقلوا ويرتقوا إلى مستوى الحدث. في الخامس من نوفمبر وبعد انتهاء فعاليات خليجي عشرين بنجاح باهر وبكل امتياز وبشهادة الأصدقاء والضيوف إعلاميين وغير إعلاميين الذين كانوا ضحية التهويل والكذب الإعلامي والذي صراحةً كان مصدره إعلاميينا أو ممن تسلقوا هذه المهنة في بلادنا دون أن يستحقوها ودون أن يمتلكوا مواصفاتها الفنية. أقول في تلك الليلة البهيجة والعرس الذي عم كل شبر في عدن عدنا كإعلاميين إلى المركز الإعلامي في فندق ميركيور وكانت الساعة قد قاربت الحادية عشرة مساءً وكانت هناك ترتيبات لعقد مؤتمر صحفي لوزير الداخلية مطهر رشاد المصري وقيادات أمنية أخرى، بالطبع كنا نتوقع من وزير الداخلية إعطاء تقرير مختصر بعد نهاية خليجي عشرين يوضح فيه رؤوس أقلام عمل رجال الأمن المتميز والإنجازات وإذا ما كان هناك من إخفاقات، وقد قام وزير الداخلية فعلاً بشرح كل ذلك وأسهب بشكل كافٍ وغطّى كل ماكان ينتظر معرفته الإعلامي والصحفي المتمكن. بعد ذلك سمح للصحفيين بطرح الأسئلة وكان المتحدث الأول مندوب صحيفة الوطن السعودية والذي قدم جل شكره وبإسهاب لرجال الأمن, والأمان الذي تميزت به الدورة وأبدى ملاحظته الراقية في أن هناك بعض الحالات كان فيها رجال الأمن شديدي التصرف وأظن أن الجميع يعذرهم على ذلك في ظرف كهذا وقد كان التفسير كذلك. ليست هذه النقطة التي أنوي الحديث فيها ولكن الإعلامي الآخر الذي تحدث وهو من اليمن ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير وكأنه يريد أن يعيدنا إلى المربع الأول قبل قيام خليجي عشرين، وكأنه لا يرى ولا يشاهد ولا يسمع ولا يحس ولا يلمس مدى الأمان الذي عم اليمن قاطبةً فترة قيام الدورة وليس عدن وأبين فقط ومرد ذلك إلى الالتفاف الجماهيري الشعبي حول الوطن والذي لم يكن له مثيل، لكن أخانا كان سؤاله حول ما تردد عن انفجار سيارة في عدن، وأظنه اختلق وصنع تلك الكذبة ويريد أن يسوقها في آخر لحظة بعد انتهاء كل شيء وبنجاح متميز، وقد أعجبني وزير الداخلية وزملاؤه في عدم اهتمامهم بما يزعم وكأنهم عرفوا أن هذا دخيل على الإعلام فلا داعي لتضييع الوقت مع أمثاله. تصوروا لم يسأل ذلك الذي يقول إنه صحفي أو إعلامي وقطعاً هو ليس كذلك عن القادمين من الخارج كم عددهم مثلاً ؟ لم يسأل عن ما بعد خليجي عشرين من الناحية الأمنية؟ لم يسأل صاحبنا عن التكاليف المادية للتجهيزات الأمنية؟ لم يسأل هذا الذي يزعم أنه صحفي عن أمور تفيد المتلقي وتفرحه بل ذهب خصيصاً إلى أمور تنغص على المواطن فرحته. لم يكن ما ادعاه صحيحاً البتة وأظنه من صنع خياله أو يبدو أنه صنيع غيره وكان يفترض منه أن يبحث ويستقصي جيداً قبل أن يجعل من نفسه أضحوكة أمام الصحفيين المتمكنين والشرفاء، إلا إذا كان يقصد ذلك فتلك مصيبة ومرض لن يتخلص منه أمثال هؤلاء إلا بترك الصحافة وشؤونها للمتخصصين وكفانا مافعلتم في القريب الماضي. هذه اليمن بلاد الجميع وليست حكراً على أحد أو فئة معينة أو سكان منطقة محددة مثلما تحاول بعض الوسائل الإعلامية التسويق له من بعض المرضى والذين يدعون أنهم صحفيون وهم في الحقيقة ليسوا كذلك بتاتاً. صراحةً لم أتوقع أن يطرح صاحبنا السؤال بهذه الطريقة وفي هذا الوقت بالذات ولكنني عرفت بما لا يدع مجالاً للشك أن لدينا الكثير من أمثال هؤلاء وأنهم هم السبب في ما حدث من تشويه لسمعة بلادنا أمام الآخرين، وقد ذهبت كل تلك الأخبار والأكاذيب والأقاويل عندما حضر الأشقاء والأصدقاء إلى بلادنا ورأوا بأم العين أن كل ما قيل عن اليمن كذب وافتراء للأسف ارتكبه أناس منا ومحسوبون على الإعلام والصحافة. إنني وبعد اختتام فعاليات خليجي عشرين أدعو وأطالب وأنادي كل من له علاقة بالإعلام أن يرتقي بقلمه ويعقل, ويكفي ما مضى، فاليمن بلادنا جميعاً والفرح الذي عشناه وعايشناه لم يسبق لنا أن رأينا مثله إلا في تاريخ 22 مايو المجيد عام 1990م عندما تحققت أغلى أمنية لكل يمني شريف على وجه الأرض فهل يفهم من يعتقدون أنهم إعلاميون ؟ نأمل ذلك. [email protected]