الولايات المتحدةالأمريكية، بلد الحرية والتعددية، والإنسانية التي ما بعدها إنسانية، حكى لنا صديق عزيز عن أنه رأي في ولاية إنديانا مالم يره في بلد عربي إسلامي، حيث أكد اعتزاز الناس بأصولهم ومعتقداتهم وتمسكهم بالتراث، مع تزاوج العصرنة، وقال: تدخل إلى السوق العام(المول) وتأخذ احتياجاتك، وتدفع في نهاية المطاف لنفسك، وتحاسب نفسك بنفسك بدون وجود موظف أو آلة حاسبة، تصرف وتدفع وتسترجع الباقي بأمانة متبعة ومتعايش عليها.. وقال الرجل: ذهلت أن يبلغ بالناس هكذا تقدم وحضارة، رغم أن الناس هناك يعيشون على مايشبه البدائية فلامصابيح كهربية في منازلهم، ولافخامة في المباني، بل هي البساطة والراحة على السلف القديم، وهذا توفير للمال وسوء الحال وأي حال ياترى لوكان في بلد آخر.. ولكن! هذه ال(لكن) دائماً ماتكون القشة التي تقصم ظهر البعير، كما يورد المثل العربي، فهذه الولاية من جملة (52) ولاية أمريكية بها مابها من تقدم وحضارة، و(قذارة) وعسف وقتل وهلم جرا. فأن تقرأ عن وجود التدفئة في موسم تساقط الثلوج في اصطبلات وزرائب الحيوانات فإنك تضيف شيئاً جميلاً لهذا البلد في نفسك ويكبر عندك النظام والقانون حتى الحمير الوحشية المخططة تحظى بالاهتمام. لكن هذه المرة ببشاعة ماتقوم به الولاياتالمتحدةالأمريكية في العراق وأفغانستان وغيرها من دول العالم. أمريكا التي ترأف بالخيول والحمير المخططة من البرد القارس، وتوفر لها التدفئة اللازمة تجعلنا نقف بذهول لهذه المواقف الإنسانية التي ربما تكون للكلاب أكثر منها لبقية الحيوانات، إذ أن الرئيس أوباما نفسه لديه كلب أسود شكله مخيف، لكنه يظل كلب الرئيس المدلل.. أقول إن هذا الاهتمام لايعدو كونه تغطية للأعمال الإجرامية اللاانسانية تجاه البشر الذين تفتك بهم الآلة الأمريكية الجهنمية الموزعة هنا وهناك، وهو مايكشف زيف السياسة الأمريكية تجاه البشرية جمعاء، خاصة وأن ذريعة احتلال العراق قد سقطت تماماً، وهاهو (موقع ويكيليكس) يظهر الخزي والعار للتصرفات الهوجاء الهادفة احتلال الشعوب وقهرها والوصاية عليها ربما من عقدة قديمة كانت هي السبب باحتلال بريطانيا العظمى لهذا الكيان المسمى(أمريكا) في العهد القديم، مايعني العقدة التي بها تتم تصفية الحسابات وفي الألفية الثالثة. اليوم أمريكا وعبر سفاراتها الاستخباراتية أصلاً، تعيث فساداً في الأرض، ولاتجد القوة التي تقف أمامها، فهل هذه هي نهاية الكون أم أن بداية النهاية للأمريكان باتت وشيكة؟! إن القضية الفلسطينية التي هي الشوكة في الجسد العربي، تظل الأهم وأمريكا هي صانعة إسرائيل وداعمها، رغم كون بريطانيا هي موجدها، لكن على الأقل هؤلاء البريطانيون يستحون على أنفسهم وقالوا إن فلسطين لأهلها, لكن الأمريكان – الحكام – يرون عكس ذلك، أما شعوبهم فهم مع الحق والعودة وتقرير المصير.. وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني. رغم كل هذا التعامل الأمريكي مع العرب، غير أننا مانزال نؤمن بانسانية وعدالة الأمريكان في كل زمان ومكان.. والله المستعان!