بين صناعة الفرح ونفث سموم الحزن والتعاسة بون واسع، فالأول نتاج حالة نفسية مبتهجة محبة للحياة والناس تستشرف المستقبل بعين متفائلة وأمل متجدد، والثاني يرى الحياة بعين شوهاء معتمة وقلب صدىء بائس تعكس حالها على الآخرين وتسقط نفسيتها الكئيبة على الواقع فلا ترى منه إلا السيىء وتجتهد في صناعة البؤس والإحباط واليأس. حدثان متناقضان كانا محل اهتمامي الأسبوع الماضي الأول صنعه فوز النجم اليمني القادم بقوة إلى الساحة الفنية فؤاد عبدالواحد وما أعقب فوزه من مظاهر فرح وابتهاج أدخل الفرحة إلى كل بيت يمني سواءً كان مهتماً بالفن أم عازفاً عنه. وزاد على ذلك الحس الوطني الذي تمتع به هذا الفؤاد، فكانت اليمن تدخل في كلمات أغانيه ويشدو بها طرباً يتفاعل معها الجميع وإدراكه لقيمة التراث الفني اليمني الأصيل وفضله عليه فكانت معظم أغانيه من هذا النبع المتدفق. إحساس اليمنيين بحاجتهم للفرحة كان دافعاً لأن يتفاعل الجميع مع الحدث فتدافع الكل للتصويت المواطن البسيط، والشاب والفتاة والسياسي والمثقف ورجل الأعمال. السعادة تشعرك أنك مازلت إنساناً حياً، وفقدان السعادة يفقدك الحاضر والمستقبل، والاستسلام للأحزان يجعل الأفراد قبل الشعوب تتوقف عندها ولا تفكر في سواها وتبقى أسيرة لها وتجتر معها الذكريات الأليمة فيتوقف تقدم الشعوب وتطورها. هذه الفرحة جاءت متزامنة مع سعادة اليمنيين بنجاح تنظيم بطولة خليجي 20 التي راهن على فشلها الحاقدون على اليمن وتخوف من عدم نجاحها محبو اليمن ليتحول الخوف والحقد إلى عبارات ثناء وإشادة بالتنظيم الذي أبهر الجميع رغم الصعوبات الاقتصادية والأمنية, وقدمت اليمن نفسها من خلال هذه الدورة أنها دولة تمتلك من المقومات ما يمكنها من النهوض والتقدم في مختلف المجالات. الحدث الآخر هو الندوة التي عقدت في منتدى الأحمر الاثنين2010/12/21م وما قاله المحاضر علي الوافي في تلك الندوة من أن اليمن مقبلة على أزمة اقتصادية خانقة وأنها ستكون دولة مفلسة بحلول عام 2015م وأن أي حلول أخرى بعيدة عن النفط بحاجة إلى وقت وأن اليمن خلال الثلاث السنوات القادمة لن تتمكن من تغطية النفقات الغذائية إلا لستة أشهر. العسلي الوزير السابق الذي يرى أنه لا يصلح في اليمن وزيراً لإدارة المال غيره دعا إلى تأجيل التعليم الديني وأن التعليم لا علاقة له بالدين ولا بالتربية الوطنية وهو ما يتناقض مع الايديولوجيا التي جاء منها فكر العسلي, فهل يعقل أن نفصل التربية الدينية والوطنية عن وعي وفكر أبنائنا مهما كانت المبررات؟!. في العام 2007م كانت هذه الأصوات وغيرها من المهزومين تردد أن الحكومة اليمنية ستنهار بعد عام واحد, واستمر رهان هؤلاء على الجماعات التخريبية وقطاع الطرق في بعض المديريات في لحج والتمرد الحوثي في صعدة والعلاقة القديمة الجديدة مع تنظيم القاعدة وساعدهم في ذلك الارتفاع العالمي لأسعار القمح والدقيق والنفط التي زادت من حدة الأزمة الاقتصادية ومعاناة الناس وتمكنت الدولة من تجاوز كل هذه الصعوبات والتحديات وخابت كل هذه الرهانات وليس بعيداً أن تكون هذه المراهنات الخائبة هي الأسباب الرئيسية لتعطيل الحوار. إننا ندرك حجم الصعوبات والتحديات التي تواجه اليمن لكنها يجب ان لا تكون مدعاة لنشر عوامل الإحباط واليأس بل يجب أن تتحول إلى عوامل حافزة لخلق حلول للمشاكل التي تمر بها اليمن، وبدلاً من المنافسة على التنظير من أجل الإحباط واليأس ننتقل للمنافسة على الإبداع في ابتكار الحلول ووضعها كمخارج للمشاكل السياسية والاقتصادية والابتعاد عن المناكفات او النكاية بالطرف الآخر. رسالة للقائمين على جائزة رئيس الجمهورية النجم المتألق فؤاد عبدالواحد كانت جائزة رئيس الجمهورية التي حصل عليها في العام 2007م هي المبشرة بنجم قادم وكم من أمثال فؤاد كان بالإمكان أن يكونوا نجوماً للخليج والوطن والعربي في مختلف المجالات لكن الإمكانيات المادية حالت بينهم وبين الدخول في هذه المسابقات فهل تتبنى نفس الجهة التي تمنح جوائز رئيس الجمهورية تقديم الفائزين بجوائز الرئيس للمسابقات الخليجية والعربية ونتحمل كافة التكاليف والنفقات؟!.