هناك بعض تحليلات سياسية تذهب إلى أن المغرب العربي يعيش إرهاصات انتفاضات شعبية ,ليس ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة بشكل عام إلا مجرد إشعال لفتيلها.. والتلفاز عندما يعرض لمظاهرات تونس يسمع بيتاً من قصيدة أبي القاسم الشابي , الشاعر التونسي هو: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر أول داع مباشر لهذه المظاهرات هو أن شاباً فقيراً يدعى ابن عزيز أشعل النار في نفسه فمات ,مسجلاً بهذا الحريق اعتراضه على حالة الفقر التي يعيشها، بعد أن لم يجد أي عمل يعالج به فقره وفقر أسرته، وإذا شاب آخر ينتحر كهربياً في باب (الولاية المحافظة) فتعم المظاهرات ولايات تونس (الولاية تعني المحافظة).. ظهر رئيس الجمهورية الذي كان الوزير الأول (رئيس الوزراء) أيام الرئيس بورقيبة، ليطمئن الشعب التونسي بأنه سيوفر ثلاثمائة ألف فرصة عمل بعد سنتين ,أو خلالهما وأصدر تعليماته بإجراء بعض المعالجات، واتهم بن علي هذه المظاهرات بأنها ذات هدف تخريبي، بعد أن قام «ملثمون» بالاعتداء على الممتلكات العامة، متوعداً بتطبيق القانون , شاكراً العقيد القذافي الذي فتح أبواب ليبيا للتونسيين للعمل ,غير مفرق بين ليبي وتونسي.. وسرت العدوى بعد مضي أيام في الجزائر، فخرجت مظاهرات تعترض على قرار رفع الدعم عن المواد الغذائية ,وسقط في الجزائر، كما في تونس العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين وأفراد الشرطة.. في اليمن نشعر بالأسف لما حدث لإخواننا في القطرين الشقيقين من أحداث مزعجة, وعلى ثقة أن القيادتين في كل من الجزائروتونس لديهما من الحكمة والقدرة مايبلسم هذه الجراح, وينزع فتيل الفتنة، والتي لوتركت دون معالجة ستكون قادرة على تدمير السلم الجماعي وتؤثر على وتيرة التنمية, مما يكرس البطالة أكثر, مهيبين بجميع الشرفاء أن يتعالوا على الجراح, فالمستفيد من هذه الأحداث هو عدو أمتنا, والخاسر هو وطن عربي, هو بأمس الحاجة لتنمية حقيقية تكفل الحرية والسلام.