استوقفتني كلمات المخضرم «فضل العرومي» - قائد فريق اتحاد إب - وهو يتحدث بصراحة متناهية عن المنتخب الوطني الذي يعتبر واجهة نجاح الرياضة في أي بلد عندما أكد في حوار صريح بعد أيام فقط من توقيع «ستريشكو» مع الاتحاد اليمني أن ذلك لا يعني تحقق الأحلام , «فضل» أعترف بخبرة السنين أن الكرواتي لن يسير وفق خطته !! هلا وضعتم تحت هذه الملاحظة خطوطاً حمراء وزرقاء وصفراء أو لا داعي أصلاً لتلك الخطوط طالما والإجابة ساطعة كشمس الظهيرة . .. وكقراءة للقادم يرى «فضل» أن في حالة الفشل فأصابع الاتهام ستتوجه دون شك إلى القادم «الغريب» وهو بالفعل ما حدث !! فكم من مدرب سبق وقاد منتخباتنا الوطنية وكان في الأخير شماعة تُعلق عليها أسباب الإخفاقات وسوء النتائج المسجلة . .. «العيب فينا» هكذا قالها الخلوق بل الخبير «العرومي» معتبراً على سبيل المثال أن معسكرات وبرامج الإعداد ليست بالجيدة والمباريات التجريبية ضعيفة جداً وما إلى ذلك من أخطاء مصاحبة , والمشكلة مستمرة ! فلا نمتلك لوائح وأنظمة علمية نسير عليها بل كل شيء يسير بصورة ارتجالية !! سألته والحل يا «فضل» ؟ قال : العمل باحترافية لا أن نكابر ونستمر في ارتكاب ذات الأخطاء .. مطالباً بضرورة استقدام خبراء من الخارج للاستفادة من تجاربهم . .. يعتقد الكثير ممن وصل لقناعة تامة أن اتحادنا «عاجز» تماماً عن الإتيان بجديد سيخدم اللعبة الأكثر شعبية وقبلها مصلحة البلد وهم على حق في اعتقادهم أو ايمانهم ! ذلك أن الأصوات المنادية بعملية التصحيح قد أسمعت الجميع حتى وصلت إلى خارج مجرتنا درب التبانة وما من مجيب ! وكأن وزارة الشباب والرياضة «أذن من طين وأخرى من عجين» أو إن صح التعبير وهو الاعتقاد السائد أن رئيس اتحاد الكرة «أقوى» من الوزارة ومن أي قرار يتم فيه محاسبته ومحاولة تصحيح المسار لكرة لم تعرف طعم التفوق ولجماهير تعودت لطم الخدود والبكاء على اللبن المسكوب هدراً . ..في «السابق» كانت الكوادر تملا الساحة الكروية وكان ولاءها للوطن أولاً ثم للعبة التي أعطوها الكثير بسخاء ولم يفكروا في مستقبلهم بل بيمنهم السعيد وأبناءه من الشباب والرياضيين وعشاق الفوتبول في كل مكان , وانقلبت الآية في ظل الاتحاد الحالي رأساً على عقب ! فتم «وأد» الكوادر ودفنها حية ! توفرت المادة : نعم ولكن ما هي النتائج ؟ أين هي الانجازات ؟ من هم المسئولين الآن ؟ ولماذا الإصرار على البقاء طالما وهم فشلوا في إثبات حضورهم الذي أقتصر على مصالح معروفة وتوزعت الأدوار على أسماء بعينها . .. دعونا نرى السقوط في هاوية الفشل من بوابة المنتخبات الوطنية أو الأحمر الكبير , فالميزانيات الهائلة التي تصرف تحت بنود المعسكرات الداخلية والخارجية والوديات التافهة لاتعني أننا بتنا اقرب إلى النجاح وفي حالة الاستعداد للصعود إلى القمر ! فالقيادات الفنية للمنتخب الأول لا تٌعطى حقها من الاحترام والعكس لا يتم من خلالها احترام الشارع الرياضي المعني بالأمر ومن لأجله نطالب باصلاح الوضع الكروي . .. فمثلاً محسن صالح جاء ورحل «كيفما» شاء ولم يحترمنا لأنه عرف مع من يتعامل وتم «مراضاته» واللهث خلفه وعاد وكأن لا مدرب في الكون إلا محسن ! ثم تلا ذلك قصة الشيخ رابح سعدان الذي حاول بأمانة الاقتراب من مكامن الخلل وظهرنا بصورة جيدة ليرحل في أجواء غريبة رغم اتفاق الجميع أنه الأفضل على الإطلاق , قبل المحاولات الفاشلة لإعادته قبل أيام .. أيضاً البرتغالي خوزيه دي موريس الذي تم التقليل من شأنه وإقالته بقرار متسرع وغير مسئول , ولان الرجل يحترم نفسه فقد فضل الرحيل معترفاُ باقترافه لأكبر خطأ في حياته عندما فكر في التوقيع لتدريب منتخب اليمن رغم حبه لهذا البلد ومحاولاته قبل خليجي 20 التواصل لمعرفة آخر أخبار استعداداتنا للحدث الخليجي الكبير , ورغم ذلك فشلنا فكان ستريشكو كبش الفداء لوحده ليبرأ الوزارة واتحاد الكرة واللاعبين! فمن هو الكبش التالي! .. لم تكذب يا «فضل» عندما قلت «العيب فينا»! فلماذا لا يجرؤ اتحادي واحد ولن أقول رئيس الاتحاد على الاعتراف بالإخفاق ولو لمرة واحدة ؟ فوزارة الشباب والرياضة مثلاً تلتزم الصمت في وجه الفاشلين وكأن الإخفاقات المتوالية مرضي عنها ليس في اتحاد الكرة بل هناك اتحادات رياضية تفٌضل الوزارة الصمت في وجه قيادتها !! فلماذا إذن لا تتغير الوزارة ؟! . .. هناك دول صغيرة لا تملك ما نملكه من مواهب فطرية وثروات ورجال مال وأعمال يستثمرون أموالهم في المجالات الرياضية بسخاء , تسجل حضوراً لافتاً ومميزاً وتحصد الذهب في رياضات عدة ساعدها في ذلك حسن التفكير والقيادة الرياضية والبعض منها استفاد بعد استقدام خبراء ساعدوها في نقل تجاربهم ليس بين يوم وليلة بل لسنوات وكانوا عند حسن الظن والنتائج المحققة جعلتهم محط احترام وتقدير العالم وقبل ذلك أنفسهم , فهل ذلك كثير على رياضتنا اليمنية سؤال موجه لوزارة لا تفكر واتحاد يهوى الفشل والضحية رياضتنا .. في الأخير : أليس «العيب فينا»! ؟! [email protected]