التطورات الأخيرة في المشهد السياسي اليمني .. جديرة بالتأمل والتفكير.. وأبرز هذه التطورات الإيجابية مبادرة الأخ رئيس الجمهورية حول أهم القضايا الخلافية بين الحزب الحاكم والمعارضة، ولعل من أهم ما ورد في هذه المبادرة هو تجميد التعديلات الدستورية التي كانت كتلة المؤتمر الشعبي العام قد أقرتها وقدمتها للبرلمان،وأيضاً إعلان الأخ الرئيس عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة وتأجيل الانتخابات البرلمانية إلى حين التوصل إلى صيغ توافقية بين القوى السياسية. وكما ذكرنا فإن هذا التطور يأتي في الاتجاه الإيجابي وإنفراجاً بين القوى السياسية ونافذة للعمل الجاد من أجل اليمن،حيث يأمل شعبنا اليمني أن يبدأ حواراً جاداً وفاعلاً وشفافاً بتناول مجمل نقاط الخلاف بين القوى السياسية الرئيسية على أن تكون حلول القضايا الخلافية مسخرة لصالح الوطن والشعب،وأن يقدم الجميع التنازلات الحقيقية التي تجعل من اليمن نموذجاً ديمقراطياً حقيقياً، ونموذجاً في الحوار الوطني الناجح. إن الشعوب أصبحت أكثر وعياً وإدراكاً لما يدور وأصبح من الصعب مناورتها أو التلاعب بأقدارها وأحلامها التي تسعى إلى تحقيقها. إن ما يريده المواطن اليمني في خضم هذا الحوار وهذا الحراك السياسي هو أن تكون همومه الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والسياسية هي في صميم الحوار المزمع بين قوى الشعب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بحيث تكون من أهم نتائج هذا الحوار حلول جذرية للمشاكل المختلفة وبما يرسخ التجربة الديمقراطية،ويقلص الفساد، فلا أعتقد أن استئصال الفساد سيكون سهلاً، إذ إن هذا الكائن الشيطاني يحتاج إلى جهود جبارة ومتواصلة،ثقافية،إعلامية وصحوة أصحاب الضمير من أجل محاكمة الفاسدين وإيقافهم عند حدهم. إن استقرار الأوضاع السياسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تسبق العملية الانتخابية القادمة سوف يؤدي إلى استقرار الاقتصاد اليمني وزيادة عملية الاستثمار في البلاد..كما سيساهم التوافق السياسي في تحقيق الاستقرار الأمني بما يؤدي إلى تسوية القضايا الشائكة،ويحمي الوطن من كل ماقد يجلب الخراب والدمار «لاسمح الله»، وكل هذا منوط بمدى الجدية في الحوار الوطني بين طرفي المعادلة السياسية الرئيسية في البلاد. اليوم أمام الجميع فرصة تاريخية لإنجاز وتحقيق نتائج تاريخية تخدم شعبنا اليمني وتنير له طريق المستقبل المشرق الذي يحلم به أبناء الشعب حاضراً ومستقبلاً وليعلم الجميع أن فشل هذا الحوار يعني فشل الجميع “سلطة ومعارضة” في إدارة العملية السياسية وما يتفرع منها من مجالات اقتصادية وثقافية وتعليمية،وفشلاً في إيجاد الحلول الجذرية للمشاكل والصعوبات التي يعاني منها شعبنا. من صميم قلوبنا نتمنى نجاح هذا الحوار وأن يكون الوطن وسعادة الشعب والعمل بخير البلاد والعباد هو الهدف الأساسي لكل القوى السياسية،فالمرحلة لاتحتاج إلى أنصاف الحلول. وكان الله في عون الجميع