((عن كتاب سر الأسرار..للأديبة الصوفية (مريم نور)(رسالة موجهة بدون عنوان أرضي من البراءة إلى الحب، ولكن في عالم الأرض غير عالم السماء..) طفل كتب رسالة إلى الله يقول فيها: يا حبيبي يا الله.. “ أنا اسمي سعيد..الماما مريضة..والبابا مات من زمان..وما معنا مصاري .. بعتلي خمسين دولار..أنا ببوسك» وذهب إلى البريد وسلّمهم الرسالة باليد..مكتوب عليها: إلىالله.. قرأوها وجمعوا من جيوبهم وقلوبهم أربعين دولاراً ..، وانتظروا عودته .. عاد بعد كم يوم..أعطوه الرسالة. فتح الرسالة...وجد أربعين دولاراً..كتب قائلاً :“ يا الله أرجوك لا ترسل الرسالة الثانية إلى البريد لأنهم سرقوا منها عشرة دولارات..أخذوا عمولة على المعاملة ..” - ترى هل مازالت هنالك قلوب تقرأ رسائل الأطفال، تواريخ الأسى في ملامحهم إرث الألم المحشو وسط أحداقهم كعبواتٍ ناسفة للأسف ..؟ - في الطريق يتساقطون واحداً تلو الآخر بحثاً عن فتافيت عطفِ أو قطرة رأفةِ أو حتى كلمة مواساةِ، أو بسمةِ صغيرة ترتق الخاطر .. تلملم انكساراتهم وتبلسم انحناءاتهم بمسحةِ إنسانية..! - ثمة من يحمل ميزاناً الكترونياً مفترشاًَ توسلاته بين أقدام المارة ، علهم يصعدوا ميزانه لو ببلاش، وثمة من يبيع كتب المأثورات ظاناً أنها ستلقى رواجاًَ ، لكنه ما يفتأ يرتطم بأناسِ يجهلون أصلاًَ ما المعوذات، لا يحفظون حتى دعاء الدخول إلى الحمام .. غير أن الصبي كان يتخذها كذريعةَ للتسول، وكتعويذة لمداراة غنائم رزقه الهاطل كالوهم، لئلا تصيبه نظرة سوءِ من عينِ حسودةِ ..، - ومنهم من يمسح واجهات السيارات لاستجداء قطعة نقدية يلهو بمطاردتها في هباء الرصيف علّه ينسى لوهلةِ صدى قهر أمه المُسنة ، التي ما زالت تذرع الشوارع وهي تأن خلف ظلال طفلِ لم يزل ملفوفاَ في مقماط عربة الإعاقة ..!! - وأسوةَ بالطفل( سعيد ) كلهم خرجوا نحو البريد ، ليبعثوا رسائلهم المجروحة للسماء ..!