ليس من المجدي أو النافع أن نخرج كليةً عن إطار العقل.. فذلك لن يقود لحل الأزمة التي نعاني منها اليوم.. كما أنه ليس من الحكمة أن نستمر في التصعيد ونلجأ إلى استخدام وسائل مضرة وغير مقبولة تستهدف تعطيل الحياة المدنية في البلد، فذلك في حكم الشرع فيه عصبية مقيتة, ورسولنا الكريم يقول: «ليس منا من دعا إلى عصبية».. وليس من أصول التربية والتعليم أن يتحول المعلم من داعية للأمر بالمعروف وحريص على تعليم الأجيال أسس ومضامين العلم النافع المفيد إلى داعية فتنة ومحرض لطلابه وتلامذة العلم على ارتكاب وممارسة الحماقات التي تقود إلى الفوضى والتخريب بين أبناء المجتمع. طلاب المدارس ما زالوا صغاراً في السن، ولم يعوا بعد ماذا تعني كلمة “سياسة” وماذا يعني صراعات حزبية أو مكايدات ومهاترات تدور بين الأحزاب السياسية في الساحة والأهداف والمرامي المتخفية وراءها. طلاب المدارس ما زالوا أطفالاً ولا يعون جيداً مخاطر الانجرار وراء الدعوات التحريضية التي يقوم بها البعض ممن يسعون اليوم لتعميم الخراب وإحراق البلد بغية تحقيق أهدافهم ومآربهم اللاديمقراطية للوصول للسلطة. هؤلاء الساعون للخراب دائماً ما نسمعهم يوجهون الاتهامات والإساءات المتواصلة للحزب الحاكم لقيامه باستغلال طلاب المدارس في مهرجاناته وفعالياته المختلفة التي ينظمها وينفذها هنا وهناك. هؤلاء ممن يدّعون حرصهم على حماية التعليم والارتقاء بأدواته ويحذرون من الزج بالطلاب والعملية التعليمية في الأعمال والمهاترات السياسية والحزبية نراهم اليوم يحرضون الطلاب عبر المعلمين المنتمين إليهم سياسياً للخروج للشارع وإثارة الفوضى في كل ساحة ومكان. هؤلاء وحتى ينجحوا في تحقيق مطالبهم في إسقاط النظام السياسي ورفض كل مبادرات العقل والحكمة الهادفة إلى العودة للحوار وحل كل الإشكالات القائمة بلغة مسؤولة وتجنيب الوطن مخاطر الفتن وأضرارها نراهم اليوم يشمرون عن سواعد الفوضى ويقتحمون المدارس بغية تعطيل العملية التعليمية وتحريض الطلاب للانجرار وراء الفوضى والتخريب ومن ثم العودة إلى مطابخهم الدعائية لحبك الدراما المنفذة، وإخراجها بأسلوب ينفي عن أنفسهم كتابة سيناريو الفوضى والتعطيل وإقحام الطلاب غصباً في صراعات حزبية لا ناقة لهم فيها ولا جمل. نقابة المعلمين في تعز التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح تتولى هذه المهمة اليوم بعد أن نزعت عنها ثوب التقوى والصلاح ورمت بكل مبادئها وأهدافها التعليمية التي أسست من أجلها بعيداً!. هذه هي النقابة التي تنادي بحماية حقوق المعلمين تلجأ اليوم للنيل من التعليم وإدخاله في صراعات الأحزاب ومهاتراتها.. وإقحام الطلاب فيها ليكونوا حطباً لشر الأعمال التي يقودونهم إليها. فهل هذه النقابة ومن ينتمون إليها من رسل العلم وحملة الأمانة؟ أي بؤس هذا الذي نعيشه اليوم ونحن نرى المعلم الذي يدّعي أنه تقي ونقي ينزع عن نفسه هذه الصفات ويرتدي بدلاً عنها صفات الهدم والفوضى والتخريب.. ويتحول إلى بوقٍ لإدماء خاصرة الوطن.. وإدخال أبناء الشعب في فتنة محرقة لا تبقي ولا تذر. هل يستحق هؤلاء دعاة التعليم وإصلاحه أن يتحملوا مسؤولية تعليم الأجيال وإيصالهم إلى مراتب العلى؟!.. إننا نعيش في زمن المغالطات.. زمن سقطت وانتهت فيه كل القيم الحية التي تعمق مبادئ الشرف والأمانة وتعزز في النفوس مضامين الولاء والانتماء للوطن أولاً وأخيراً. زمن انتهى فيه الصدق، وظهر فيه من يتلبّسون رداء الصلاح والإصلاح زيفاً وكذباً. إليك نلتجئ يا أرحم الراحمين.. راجين عفوك ومغفرتك وحسن الخاتمة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. [email protected]