ماكان ينبغي أن يتم إقحام طلاب المدارس وصغار السن في الخلافات الحزبية لغرض تحقيق مصالح لبعض الفئات على حساب مستقبل الجيل الذي يجب أن يظل بعيداً عن دائرة الخلافات باعتباره الجيل الذي نعوّل عليه الارتقاء بالوطن. الزج بالطلاب في أتون الصراعات قد أكد أن أحزاب المعارضة لاتريد لهذا الجيل أن يضطلع بدوره في صناعة قيادة المستقبل, وتعمل على استغلاله لتحقيق مطامعها في الانقلاب على الشرعية الدستورية وصرف ذهنه عن التعليم والتركيز على المستقبل. التحزب مكفول للجميع, لكن يجب أن لاتتحول المدرسة المخصصة للعلم إلى ساحة للصراعات وأن لاتعمل على خلق جيل يتصارع مع بعضه, فالمدرسة ساحة للعلم والتعلم وليست للاستقطاب الحزبي الرخيص واستغلال براءة الطلاب وجعلهم جسراً لإشاعة الفوضى وتدمير قيم المجتمع. فما حصل بالأمس في مدينة تعز من تهييج للطلاب والدفع بهم للتظاهر يدعونا إلى مطالبة التربويين بمراعاة الله في أنفسهم وفي مستقبل هذا الجيل النقي وتجنيبه من شرور الفتنة التي يذكونها من خلال استغلال أطفال لاناقة لهم ولاجمل فيما يدور من خلافات. ولو كان تظاهر الطلاب من أجل الحصول على الكتاب المدرسي مثلاً أو للمطالبة بزيادة عدد المدرسين لكان ذلك مقبولاً ويندرج في إطار حرصهم على التعليم ومستقبلهم, أما أن يتم التغرير عليهم والدفع بهم كقرابين لنزوات بعض المعتوهين ولا أهداف حزبية فذلك مالايقبله أحد خصوصاً أن الحكومة قد استجابت لمطالب التربويين وتعمل على تنفيذ تلك المطالب وفقاً للاستحقاقات المحددة والمرتبطة بمدد زمنية لتحقيقها. وإذا كان المدرسون يتحملون مسئولية تعطيل العملية التعليمية واستغلال براءة الطلاب فإن أولياء الأمور ينبغي أن لايجعلوا أولادهم فريسة سهلة لمن يحاولون ركوب الموجة على حساب مستقبل أولادهم وعليهم توعيتهم بمخاطر الانشغال بأمور السياسة وحثهم على عدم الاستجابة للدعوات الشيطانية. وعلى وزارة التربية والتعليم معاقبة الإدارات المدرسية الفاشلة التي سمحت للطلاب بالخروج من الفصول الدراسية إلى ساحات الشغب وإعادة توزيع المدرسين بما يضمن عدم سيطرة جماعة حزبية على هذه المدرسة أو تلك. خصوصاً أن هناك نحو 90% من مدرسي بعض المدارس ينتمون إلى حزب واحد, وهو مايحوّل المدرسة إلى ساحة للاستقطاب ويجعل من الطلاب جسر عبور لتنفيذ أجندة خاصة لبعض الأحزاب. يجب أن يتم إجراء تغيير شامل للإدارات المدرسية وحركة تنقلات المدرسين وبأسرع وقت.