عندما نقول إن واجب الجميع محاربة الفساد، فهذا يعني أن طاعة الله ورسوله وحب الوطن تقتضي أن نبلغ عن الفاسدين ، هناك بعض مدراء عموم أكثر فساداً من بعض الوزراء الفاسدين .. ونحن نطلب أن يقوم المواطنون بالإبلاغ عنهم للجهات الاختصاصية أو للصحف، وهذا أضعف الإيمان ، إن هؤلاء معروفون بسيماهم يعرفهم المحافظون بالدرجة الأساس، ولا بد أن يكون للمحافظين صلاحية لتطهير الإدارات منهم بعد تقديمهم للقضاء النزيه ومحاسبتهم ليردوا ماسرقوه من مال وأراضٍ . إن بقاء هؤلاء «الجراد» إشعال لمزيد من الفتن ماظهر منها وما بطن، فهم وقودها العظيم ومهيجها الجبار.. لابد من استخدام «فليت» المحاسبة ثم الكنس والتنظيف بعد ذلك. إن من الصعب أن يطالعنا هؤلاء ، لينكروا الفساد حتى أن الفساد ليضحك، بل يستحي، شاعراً بالخجل والعار من هؤلاء ... لابد من فضح المفسدين الذين يظهرون بثياب التقوى والصلاح ، و بمظهر الوطنية ويتباكون على ضياع الوطن وهم شاركوا بضياعه بنهب المال الحرام والإجهاز على مقدرات الأمة والأفراد. المرحلة الحالية تقتضي المكاشفة ويفترض بالزاهدين الدجالين المرابين الصغار والكبار أن يستحوا على أنفسهم، ويفترض بالناس أن يقولوا كلمة الحق فيهم، وأن يفضحوا فسادهم.. في كل محافظة يعرف المحافظون مدراءهم وقضاتهم والعاملين في النيابات العامة، وقد شكا بعض المحافظين أنه يغير مديراً فاسداً ليتدخل الوزير الفاسد في إبقائه ليظل يسيء لوطنه ويخون أمانته.. إن الناس عندما تركوا كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصل الحال بالأمة إلى ماهي عليه... مطلوب إلى نيابة الأموال العامة أن تصحو من سباتها الأعمق، لتقدم هؤلاء الفاسدين للعدالة من خلال حالتهم قبل الوظيفة وبعدها، والناس عندهم القدرة على الشهادة إن طلب إليهم أن يشهدوا. بعض اللصوص يستحقون احتراماً مّا، لأنهم يستحون. أما من يسرق ليقوم بدور الناصح الناسك الزاهد فهو على درجة من (....).