هناك تعاطف ليس من شك مع هذه النداءات التي تريد أن تبرأ من المكايدة الحزبية، فالحكومة لابد أن تسارع للإصلاح الاقتصادي بشجاعة،فالناس أرهقهم الغلاء وأصبحت الكثير من الأسر تعاني من الفقر، وقد قلت لفخامة الرئيس لابد أن نسحب البساط من تحت هذه الفوضى التي اسميها «خراقة» وليس خلاقة، فلم تأتِ الفوضى بخير أبداً، فالفوضى عبث وهمجية. أعرف أن قراراً اقتصادياً شجاعاً لن يكون بيد رئيس الحكومة وحده, ولكن بإمكان الأخ رئيس الجمهورية أن يتدخل بشكل عاجل في ضوء مشورة اقتصادية، يبديها الاختصاصيون بمشاركة التجار والخبراء والمواطنين أيضاً.. فلم يعد الحال يحتمل أكثر من هذا, والأحزاب تنتهز الفرصة لتجييش الشعب لمزيد من إقلاق السكينة العامة والفوضى والخراب وهو ماسيضر ويعصف بالجميع. في هذا الظرف العصيب مطلوب إلى الحكومة أن تقعد مع التجار وتأخذ آراءهم مأخذ الجد, ليكونوا شركاء في استقرار المواطن, ولقد سمعت بعضهم, متذمراً من الحكومة التي اتهمها بأنها عاجزة عن حماية التجار, الذين يدفعون الضرائب مع(ابتزازات) أخرى في الجمارك, ثم إذا بهم يقفون وجهاً لوجه أمام تجار التهريب وبعضهم لاتنطبق عليهم هذه الصفة, فليسوا تجاراً بالأساس، فكسب التجار الحقيقيين خسارات كبرى أمام المهربين, الذين تعلمهم الحكومة ثانياً ويعلمهم التجار أولاً. إن مالايفهمه الجميع أن الفوضى تبدأ من مستصغر المظاهرات/الشرر، ثم لن ترحم الجميع, ستطال المجتمع كله, صالحه وطالحه, مفسده ومصلحه, بمن فيهم أولئك المتفرجون, النفعيون الانتهازيون. والسؤال هو: هل هناك مخلصون في هذا الوطن يبدؤون بأنفسهم, يردون لخزينة الدولة مانهبوه من مال حرام وعقارات أراضي الدولة وأوقاف الأمة؟ هل هناك مخلصون، يتقدمون لخالقهم بالاستغفار والتوبة النصوح، فيقدمون أنفسهم مستقيلين من أعمال لم يقوموا بحقها خير قيام.؟ لايزال في الوقت متسع, غير أنها كلمة لوجه الله وحسب وليعلم أنها خالصة صادقة, فإن من الملاحظ أننا دون استثناء كمن وقف أمام مصاب يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة نشترط عليه أن يدفع ماعنده لنذهب به للإسعاف. ياأهل اليمن والإيمان.. اتقوا الله، فالوطن بفعل الفتنة في خطر، وحسبنا الله ونعم الوكيل.