أعتقد جازماً أن ثورة الشباب كما بات يطلق عليها قد فقدت قسطاً كبيراً من بياضها الناصع الذي تدثرت به حال انطلاقتها قبل 4 أشهر من الآن لأنها بدأت بحقوق مطلبية مشروعة لم يمتلك معها النظام الحاكم سوى ان أبدى استعداده غير المشروط والمطلق لدراستها والعمل على حلها من خلال قرن الأقوال بالأفعال لكن عجائز اللقاء المشترك الذين فشلوا عبر تاريخهم الحزبي الطويل في تحقيق تحول سياسي ينتشلهم من وضعهم المزري ويعيد التوازن ويسهم في إعادة حضورهم الفاعل والحقيقي على الساحة الوطنية استغلوا هذه الفرصة المواتية من وجهة نظرهم وسارعوا بركوب موجة الشباب! ومع مرور الوقت ولافتقار الشباب للخبرة ولقيادة موحدة ممكنه تم سحب البساط من تحت أقدامهم ليصبح الدخلاء الراعي الرسمي والوحيد للمظاهرات والاعتصامات من هنا بدأت أجندة أخرى تتشكل في الخفاء ودون علم المعنيين. علينا الا نندهش للتطورات التي حدثت مع دخول الوافد الجديد أو انحرفت الثورة عن مسارها المرسوم لها لتتحول إلى مطية وأداة غليظة يلوح بها قادة اللقاء المشترك في وجه السلطة للوصول إلى مآربهم الشخصية وتصفية حساباتهم الضيقة والأنانية مع النظام التي ظلت تحت الرماد طوال السنوات الماضية. لاغرو ان يخبو وهج الثورة وتصاب بالضعف والهزال وربما الكساح الدائم الذي لاشفاء منه . ضف إلى ذلك المحنة الكبرى التي لطخت الوجه المشرق لحركة التغيير أثارت العديد من علامات الاستفهام عن حقيقة ماتحمله الثورة ومدى نقاوتها ونجاحها برسم غد أفضل يتوافق مع الشعارات المرفوعة وقد تمثلت هذه المحنة في التحاق طابور طويل من الشخصيات البارزة التي اشتهرت بالعناد والسطو على الأراضي ونهب المال العام ممن تبوأ مناصب عليا ووسطى في السلك العسكري أو المدني الأمر الذي وجه ضربة موجعة أفقدت الثقة بجدوى استمرار الثورة حتى النهاية !! فمن جاء بهؤلاء الانتهازيين وماذا يبيتون في نفوسهم المريضة الأمارة بالسوء؟ لاشك أن هدف هذه القلة ليس البحث عن دولة النظام والقانون كمايدعون فهم أول من انتهك القوانين واللوائح وسلبوا الدولة هيبتها لتخلص إلى نتيجة واحدة مفادها أن الغرض من وراء هذا الخطوة الجريئة هو البحث عن موطئ قدم إذا ماتمكنت الثورة من تحقيق أهدافها . ولو أمعنا النظر وتفحصنا الوجوه المعتصمة تحت الخيام المنصوبة في الساحات لوجدنا قوالب آدمية نذرت نفسها وجندت طاقتها في أعمال التخريب وقطع الطرقات وغيرهما من الأنشطة الخارجة عن النظام والقانون وفي مدينة ذمار على سبيل المثال نعرف الكثير من هذا الصنف المناوىء للنظام وهم في حقيقة الأمر مطلوبون أمنياً ولم تطلهم يد العدالة حتى اللحظة وليس أولهم طبعاً (مجد .ع . م ) ولن يكون آخرهم ( س . ع . الزبيدي) لهذا كله أدعو الانقياء والعقلاء والأسوياء أن يسارعوا إلى تنظيف الإناء مما ولغ فيه مع تمنياتنا أن تكلل مساعيهم وجهودهم بالنجاح المنشود القائم على مبدأ الحوار . عقب اللقاء الأخير لمجلس الدفاع الوطني الذي رأسه فخامة الأخ/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لم يكن في وسعي سوى تزكية خطاب فخامته الذي وجه جزءاً منه إلى الشباب المعتصمين وطالبهم من خلاله بمراجعة حساباتهم والتخلص من الفاسدين الذين تسربوا إلى صفوفهم على حين غرة قبل الخوض في أي حوار مع السلطة يفضي إلى تلبية مطالبهم وتطلعاتهم .. فماذا أنتم فاعلون؟!