والحفاظ عليها مسؤولية كل يمني شريف ينبض قلبه بحب اليمن والحفاظ على الوطن يتطلب من الجميع أن يحرصوا على أمنه واستقراره والعمل على مافيه تقدمه وتطوره ورفعته وبما يكفل الحياة الآمنة والرغيدة لكافة أبناء الشعب, والمشكلة التي نواجهها اليوم على إثر تداعيات الأزمة الراهنة أن هناك من يحملون الهوية اليمنية ويتمتعون بكافة امتيازات هذه المواطنة الغالية على قلوبنا جميعاً, وينعمون بخيرات هذا الوطن المعطاء ومع ذلك نجدهم يقومون بسلوكيات وممارسات تعود بالضرر على الوطن والمواطن وذلك في سبيل نيل مصالح مادية أو كسب نقاط سياسية في إطار الصراع السياسي القائم بين السلطة والمعارضة ولا أعلم أين يقوم هؤلاء بتشفير مشاعرهم الوطنية عند ممارسة هذه السلوكيات والممارسات غير القانونية ومن ذلك القيام بالاعتداء على خطوط نقل التيار الكهربائي والاعتداء لأكثر من مرة على محطة مأرب الغازية والتي تتسبب في استمرار معاناة المواطنين وتعطيل مصالح الكثير منهم وخلق أزمة خانقة يترتب عليها ارتفاع أسعار بعض المواد البديلة عن الكهرباء جراء زيادة الإقبال عليها, والمؤسف أن هذه الاعتداءات التي تحدث بين الحين والآخر يتضرر منها الوطن بأكمله ولايوجد أي مبرر منطقي للقيام بها ومع ذلك لاتحظى بإجماع وطني على إدانتها واستنكارها من قبل كافة الأطراف السياسية سلطة ومعارضة, فالمعارضة وفي سياق حملتها الشرسة التي تشنها ضد السلطة وفي إطار المكايدات الحزبية والسعي نحو استغلال الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد لزمت الصمت حيال هذه الاعتداءات على المحطة الغازية وخطوط النقل التابعة لها في مأرب وخطوط النقل في محطة الكثيب بالحديدة وذهب العديد من قياداتها إلى أن هذه الاعتداءات تمثل إحدى صور وأشكال العصيان المدني من أجل إسقاط النظام, ولم تكلف المعارضة نفسها حتى إصدار بيان تدين فيه وتستنكر هذه الأعمال غير القانونية وغير الوطنية والتي تلحق بالغ الضرر بالمواطنين وكأنها وأنصارها خارج دائرة هذه الأضرار والضرر يقتصر على السلطة وأنصارها. ومازاد الطين بلة أن هناك عناصر تابعة للمعارضة تقوم بذات المهمة على مرأى ومسمع من الجميع دونما أدنى اعتبار لمصلحة الوطن وحجم الأضرار التي تلحق بأبناء الشعب جراء ذلك, من غير المعقول أن يغلّب البعض منا مصالحهم الحزبية والسياسية على المصالح الوطنية العليا لدرجة أنهم يظهروا على استعداد لتدمير وتخريب الوطن والنيل من كافة مكاسبه ومنجزاته التي تحققت خلال سنوات عديدة في لحظات من أجل الوصول إلى الغايات والأهداف الحزبية التي ينشدونها ويسعون من أجل تحقيقها, فأين الوطنية من هؤلاء؟!! هم يدّعون أنهم ينشدون التغيير في البلاد ولأجل ذلك يرفعون شعارات السلمية والنضال السلمي ولكنهم على أرض الواقع يعملون بخلاف ذلك تماماً فأين السلمية في قطع الكهرباء عن المواطنين؟ وأي تغيير سيصنعه هؤلاء؟!! هم بأفعالهم هذه ينشدون لليمن التدمير والتخريب والمزيد من الأزمات والاحتقانات والصراعات التي لا أول لها ولا آخر, اليوم البلاد تمر بظروف اقتصادية صعبة ومعقدة ومن الضرورة العمل على تكاتف الجهود وتضافرها من أجل المساعدة على تجاوز الوطن هذه الأزمة وتعود للاقتصاد الوطني عافيته وأعتقد أن إرهاق الدولة بنفقات ومصروفات مقابل إصلاح أعمال التخريب والاعتداءات التي تتعرض لها المحطة الغازية وخطوط النقل التابعة لها يعد بمثابة الخيانة الوطنية والتآمر على الوطن, فهذا الاستنزاف الجائر للمال العام في هذه الظروف وبهذه الطرق والأساليب التخريبية فيها خيانة للوطن وتآمر على اقتصاده وأمنه واستقراره, فأين عقلاء المعارضة مما يجري؟!! لماذا لاتكون لهم بصمة وطنية تقود إلى تجنيب المنشآت والمصالح الخدمية الحكومية الخاصة من مسلسل تصفية الحسابات الحزبية والصراعات السياسية, لماذا لايعملون على عدم خلط الأوراق وعدم الانسياق خلف بعض المأزومين والحاقدين على الوطن, لماذا لايغادر عقلاء المعارضة حالة الصمت التي أحاطوا بها أنفسهم؟!! الدولة ليست عاجزة عن ردع هذه العناصر التخريبية ووضع حد لممارساتهم العبثية ولكنها دائماً تتحلى بأعلى درجات ضبط النفس من أجل عدم إزهاق الأرواح وسفك الدماء ودائماً ماتجنح نحو الخيارات السلمية إزاء من يقومون بهذه الأعمال ونحن إذ نحمّل الدولة مسؤولية الإفراط في تدليل ومهادنة هذه العناصر والدخول معها في مفاوضات وصفقات شجّعتهم على الاستمرار في هذه الممارسات التخريبية والتدميرية, فإننا أيضاً نحمّل المعارضة المسؤولية في الصمت إزاءها وتوظيفها من أجل مصالحها السياسية والحزبية ونكاية بالسلطة وخصوصاً أن هناك وسائل إعلام محسوبة على المعارضة تذهب في تغطيتها لبعض هذه الأعمال التخريبية إلى حد الاحتفاء والابتهاج بها وتحميل السلطة المسؤولية الكاملة عنها والذهاب إلى التلويح بأنها- أعني السلطة- هي من تقوم بهذه الممارسات من أجل كسب المزيد من المؤيدين لها في خضم الأزمة السياسية والاقتصادية الراهنة وهذا كلام مردود على أصحابه ولايمكن لعاقل أن يصدقه على الإطلاق. إننا اليوم بحاجة إلى أن نحافظ على وطننا ونحرص على أن تكون وطنيتنا عبارة عن مشاعر وأحاسيس نترجمها على أرض الواقع, ولانريد أن يتحول البعض منا إلى يمنيين بالهوية وأعداء لليمن واليمنيين بالممارسة. إن قطع الطرقات ونهب الممتلكات العامة والخاصة واحتكار السلع والمواد الاستهلاكية والتلاعب بالأسعار والعبث بالمؤسسات والمصالح الخدمية وإقلاق الأمن والسكينة العامة وافتعال الأزمات المختلفة كلها ممارسات غير وطنية ولايمكن لمن يغرقون فيها أن يدّعوا الوطنية أو يتشدقوا بها, فلا يمكن أن تجتمع الروح الوطنية الصادقة والمخلصة مع هذه الممارسات غير الوطنية. نسمع هذه الأيام عن قطاعات قبلية تستهدف ناقلات البترول والديزل من قبل بعض المسلحين من المزارعين تحت مبرر إنقاذ محاصيلهم الزراعية من التلف بسبب قلة الري لعدم توفر الديزل ولكن هؤلاء يغيب عنهم أن بقية المزارعين في عموم أرجاء الوطن يمرون بنفس الظروف ولو اتجه الجميع نحو سلك هذا المسلك فإن العواقب ستكون كارثية وغير محتملة, فهناك حصص محددة لكل محافظة ومديرية ينبغي الالتزام بها وعدم الانجرار خلف دعاة الفوضى والتخريب, وعلى الجميع مراعاة الظروف التي تمر بها البلاد والابتعاد عن أعمال التقطع لأنها تقود إلى إذكاء صراعات ونزاعات قبلية وشخصية الوطن في غنى عنها, الدولة مطالبة بتأمين الطرقات في حدود ماهو مُتاح لديها من إمكانيات والضرب بيد من حديد في حق قطاع الطرق, لأن الحزم في هذه المسائل مطلوب لردع الآخرين عن سلك نفس المسلك. وعلى المواطنين أن لايقفوا مكتوفي الأيدي أمام من يقومون بهذه الممارسات وعليهم الحيلولة دون إفساح المجال أمامهم والوقوف إلى جانب الدولة لردعهم على اعتبار أن مصلحة الوطن تتطلب ذلك كواجب وطني وأمانة منوطة بكل يمني شريف غيور على دينه ووطنه, فالوطنية تتطلب فاعلية ملموسة من قبل كافة أفراد المجتمع بما يعود بالخير والنفع على الوطن والمواطنين, ولاتصدقوا من يتباهى بالوطنية ويتغنى بها وتجده وهو يحمل السلاح ويقطع الطرقات وينهب الممتلكات العامة والخاصة, ويعتدي على النقاط العسكرية والأمنية, ويسعى إلى جر البلاد نحو حرب أهلية ويحرص على فرض العقوبات الدولية على وطنه وقطع المساعدات الممنوحة لدعم مسيرة البناء والتنمية من أجل مصالح سياسية وحزبية رخيصة, هؤلاء هم أعداء للوطن وأعداء للتنمية والبناء والتطور المنشود, فلا تغتروا بالمظاهر الزائفة التي يظهروا بها ولا بالكلام المعسول الذي يتشدقون به في الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة, هؤلاء ينشدون مصلحة أنفسهم أولاً وأخيراً ولاخير فيهم لليمن واليمنيين ومن أجل مصالحهم الشخصية فإنهم على استعداد بالتضحية بكل شيء حتى بالوطن فلا نغتر بهذه العناصر المتلونة ولانعوّل عليها في إسداء أي عمل أو مبادرة فيها صلاح وخير للبلاد والعباد لأنها عناصر مجربة تعشق التخريب والتدمير وتأنس للأزمات والفتن والصراعات وتعكير صفو الأمن والاستقرار, فلا ننخدع بهم ولاننتصر لمشاريعهم الصغيرة ومطامعهم الشخصية المغلفة كذباً ودجلاً ونفاقاً وتدليساً بالطابع الوطني, فالوطن منهم براء براءة الذئب من ابن يعقوب, علينا أن ننتصر للوطن ولما فيه سعادته وأمنه واستقراره, وعلينا أن ننتصر لبناء دولة مدنية تمتلك مؤهلات التطور والتقدم والازدهار. حفظ الله اليمن واليمنيين وأدام علينا نعمة الإيمان والأمن والأمان.. ولاعاش أعداء اليمن. [email protected]