شهدت ساحة ميدان التحرير في العاصمة صنعاء أمس مهرجاناً جماهيرياً ومسيرة حاشدة, شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين, لتأييد مبادرة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية ودعوته لمواصلة الحوار للتهيئة للحوار الوطني الشامل ورفضهم القاطع لأعمال الفوضى والعنف والتخريب والتأكيد على ضرورة تعزيز الاصطفاف الوطني للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة وحماية الثوابت الوطنية والشرعية الدستورية. وحمل المشاركون في المهرجان والمسيرة التي حضرها وزير الدولة - أمين العاصمة عبدالرحمن الأكوع ومحافظ صنعاء نعمان دويد, وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية.. حملوا العلم الوطني وصور فخامة الأخ الرئيس ولافتات كتبت عليها عبارات تستنكر بشدة الدعوات الساعية إلى السير بالوطن نحو الفوضى والعنف والفتن.. مؤكدين ضرورة تكاتف كافة الجهود في سبيل إنجاح الحوار الوطني الشامل بما يكفل بلورة معالجات لمختلف القضايا الوطنية في ظل الثوابت الوطنية وبما يجنب الوطن مخاطر الانزلاق إلى ويلات الصراع والفتن. ورفعوا شعارات تقو : “نعم للأمن والاستقرار والتنمية “, “لا للفوضى والتخريب والعنف والغوغاء”, “لا لصناع الأزمات ومثيري الفتن”, “لا لمثيري المناطقية والطائفية”, “بالروح بالدم نفديك يا يمن”. وردد المشاركون في المسيرة هتافات تندد بأعمال الفوضى والعنف والتخريب التي شهدتها محافظة عدن والدعوات الساعية للانجرار بالوطن اليمن إلى الصراعات والفتن وإعادة ماضي الإمامة الكهنوتية والتشطير البغيض. وألقيت في المهرجان كلمة المؤتمر الشعبي العام ألقاها أحمد محمد الكحلاني, أكد فيها أن الشعب اليمني سيعمل على حماية المكاسب الوطنية ضد دعاة الفوضى والتخريب ومثيري النزعات المناطقية والقروية والعنصرية وأية محاولات للنيل من الاصطفاف الوطني حول قيادتنا السياسية بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية. وأشار إلى أن مشاريع التفتيت التي تسعى بعض الأطراف السياسية إلى تنفيذها وتمزيق اليمن إلى كيانات عدة تنفيذاًً لأجندة أجنبية قد بات هذا المخطط التآمري واضحاً للجميع بعد كل التنازلات التي قدمها فخامة الأخ الرئيس للخروج من هذه الأزمة بهدف العودة إلى الحوار وحل كافة القضايا الخلافية وتفويت الفرصة على أعداء شعبنا ومنجزاته التي تحققت في ظل الجمهورية والوحدة المباركة. وحيّا الكحلاني الجماهير التي توافدت إلى ساحة المهرجان, مخاطباً الجماهير المحتشدة بقوله: “إنكم اليوم تجسدون أروع صور الحكمة اليمانية وأنتم تخرجون بهذه الحشود العظيمة في العاصمة صنعاء وفي مختلف محافظات الجمهورية تقولون لأعداء شعبنا وأعداء الأمن والاستقرار لا وألف لا للفوضى والانقلاب على الديمقراطية وعودة عجلة التاريخ إلى الوراء.. أنتم حماة الجمهورية والوحدة”. فيما ألقى شائف عزيز صغير كلمة عن أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي أعلن فيها موقف التحالف الوطني الديمقراطي الواضح الداعي إلى الحوار والوصول من خلاله إلى كل ما يرسخ العمل الديمقراطي الحر ويوصل الجميع دون استثناء إلى بر الأمان والعدل والسلم الأهلي والحفاظ على كل الثوابت الوطنية والمكتسبات التنموية والتاريخية. وقال: “إن أحزاب التحالف مع الحوار وحده لأنه الطريق الآمن والسليم الذي يخرج اليمن مما يخطط له أعداؤه والمتربصون بأرضه وشعبه ويحفظ للشعب إرادته ويرسخ قيم الخير والديمقراطية والسلام الذي اختاره أبناء الشعب منذ اليوم الأول للوحدة في ال 22 مايو90م”. وجدد مواقف أحزاب التحالف الرافضة للفوضى واستعراض العضلات خارج آليات العمل الديمقراطي السليم الموصل للتغيير السلمي وتداول السلطة، بعيداً عن كل ما يؤدي إلى سفك الدماء وتعميق حالة التباعد والفرقة وتوسيع الخلاف بين أبناء الوطن الواحد والوصول بالبلاد والعباد إلى حالة يصعب معها إيجاد الأمن والحرية والديمقراطية التي نعيشها وننشد ترسيخها فينا لنحقق بها أهداف التنمية والخير والمستقبل الآمن والمطمئن للشعب اليمني. ودعا صغير كل القوى السياسية على الأرض اليمنية إلى تحكيم صوت العقل والمنطق وتقديم مصلحة الوطن وأبنائه على مصالح الأفراد والأحزاب، ووضع الأمن والاستقرار والسلم الأهلي والحفاظ على كل ما تحقق وما يجب ان يتحقق من أجل مكاسب هذا الشعب خياراً واحداً دون مزايدات، وان يكون الطريق الوحيد هو الحوار بالطرق الحضارية والسلمية باعتباره طريق النجاح المؤمونة والموصلة إلى بر الأمان دون خسائر. وخاطب الجماهير المحتشدة قائلاً: “إنني أعلم وأنتم تعلمون إلى أين تسيرون وتعلمون من تدعمون ومع من تقفون، تعلمون كيف تقولون بصوت عالٍ لا للإرهاب لا للتسلط لا للرجعية بكل أشكالها ورؤوسها التي تطل علينا اليوم”. من جانبه أوضح رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي محمد محمد بشير في كلمة المنظمات الجماهيرية أن الحوار فضيلة شرعية وقيمة حضارية ونهج الحكماء وسبيل العقلاء. وأشار إلى أن منظمات المجتمع المدني تتابع باهتمام ما يجري في الساحة الوطنية من أزمات وتآمر على الحياة السياسية وما ينجم عنها من تداعيات اقتصادية وأمنية وسياسية. ودعا بشير جماهير الشعب إلى استلهام الحكمة اليمنية وتغليب المصلحة العليا للوطن على جميع المصالح الشخصية والأنانية والتفكير بوعي وعقلانية بما يمكن أن يؤول إليه المشهد الوطني والسياسي إن لم يتم تحكيم العقل والمنطق في معالجة المشاكل والانتقال إلى طاولة الحوار باعتباره السبيل الوحيد للوصول إلى الحلول السلمية والرأي السديد. وقال: “إن مبادرة فخامة الأخ الرئيس التي ألقاها أمام أعضاء مجلسي النواب والشورى لبت مطالب أبناء هذا الشعب بكل فئاته وأطيافه” وطالب المعارضة بالتجاوب مع ما تم طرحه من قبل فخامة رئيس الجمهورية لما فيه مصلحة الوطن والمواطن. وصدر عن المهرجان الجماهيري الحاشد بيان تلاه المحامي محمد قاسم الأصبحي جدد فيه المشاركون رفضهم كل أعمال الفوضى والتخريب والعنف.. داعين إلى ضرورة التمسك بالأمن والاستقرار والحفاظ على المكتسبات الوطنية التي تحققت لشعبنا اليمني العظيم في ظل الوحدة المباركة. وأكد المشاركون تمسكهم بالحوار وبالديمقراطية واعتماد الانتخابات عبر صناديق الاقتراع بالوصول إلى السلطة باعتبارها الطريق الحضاري للتبادل السلمي للسلطة. وقال البيان: “إننا اليوم وفي هذا المهرجان الكبير نجدد دعمنا الكامل لمبادرة فخامة الأخ علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية التي جاءت مستوعبة معطيات الوضع الراهن ومتطلبات المستقبل وما تضمنته من معالجات سياسية واقتصادية للعديد من القضايا وكان من أهمها دعوة أحزاب اللقاء المشترك إلى الحوار وتجاوز الأزمات التي تعيق عملية التنمية في الوطن. داعياً الجميع إلى الاستجابة للمبادرة والامتثال لإرادة الشعب اليمني وفي مقدمتهم أصحاب الفضيلة العلماء الذين كان موقفهم واضحاً من كل تلك الوقائع. وعبّر البيان عن أسفه لما يلحق من أضرار وخسائر اقتصادية بسبب الاعتصامات لبعض العناصر والقوى السياسية ولما يرافقها من ممارسات خارجة عن النظام والقانون خاصة أن بعض هذه المظاهر السلبية قد تسببت في إزهاق أرواح مواطنين أبرياء، فضلاً عن تسببها في تعطيل عمل المؤسسات الحكومية والخاصة. وقال: “إننا اليوم من هنا ومن هذا الحشد الجماهيري الكبير نعلن رفضنا التام لمحاولة إثارة الشغب والفوضى وأعمال التخريب وإثارة الفتنة وتعطيل عجلة التنمية ونطالب الشرعية الدستورية مباشرة صلاحيتها للحيلولة دون تمكين من يردون باليمن الشر وتنفيذ مخططاتهم التآمرية على الوطن وأمنه واستقراره ووحدته. كما طالب البيان السلطات الدستورية بتحمل مسؤوليتها في هذا الظرف الهام ووقف هذا الفساد السياسي الذي أصبح يهلك الحرث والنسل ويعطل الحياة ويجر البلاد إلى مستقبل محفوف بمخاطر كبيرة ويتجاوز هذه المحنة. وأكد أهمية وقوف الجميع أمام هذه المشاريع الهدامة وإسقاطها قبل أن تأتي على الأخضر واليابس في البلاد وقبل فوات الأوان.. وأدان البيان كل أساليب التضليل والتزييف والزج بالأبرياء لتحقيق مصالح حزبية وذاتية ضيقة والتخريب والتقطع والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة من قبل بعض العناصر الخارجة عن القانون، كما أدان أساليب الترهيب ومحاولة جر اليمن إلى صراعات القبلية والمناطقية المقيتة المعروفة للجميع والتي يرفضها شعبنا اليمني خاصة وقد شب عن الطوق ولا يمكن أن يعود إلى الماضي البغيض مهما حاول الطامعون”. وجدد التأكيد على خيار الحوار كطريق وحيد لمعالجة القضايا الوطنية, داعياً في نفس الوقت أحزاب اللقاء المشترك إلى تحكيم العقل وإعلاء مصلحة الوطن على المصالح الشخصية الضيقة والاستجابة لدعوة رئيس الجمهورية للحوار الوطني الجاد والمسؤول وهي الدعوة التي يتمسك بها أبناء الشعب اليمني كافة, رافضين أساليب الترهيب والتخويف وإشعال الحرائق. كما شهدت ساحة بوابة جامعة صنعاء أمس مظاهرة جماهيرية حاشدة استجابة لدعوة أحزاب اللقاء المشترك للتضامن مع أبناء محافظة عدن , وذلك في إطار حرية التعبير السلمي الديمقراطي التي كفلها الدستور والقانون لكافة أبناء الوطن. ورفع المشاركون في هذه المظاهرة شعارات ولافتات تندد بما اسموه “قمع السلطة للمظاهرات السلمية”. وعبر المشاركون من خلال اللافتات والشعارات التي حملوها عن مطالب أحزاب اللقاء المشترك بالتغيير. كما تحدث في المظاهرة رئيس جامعة الإيمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني, حيث حيّا الجماهير المحتشدة .. مشدداً على أهمية التعبير السلمي عن المطالب وتجنب أي اعتداء على المواطنين وضرورة محاسبة كل من يقدم على الاعتداء. وأوضح دور العلماء الذين كانوا في الصف الأول لتحقيق مطالب المعتصمين وذلك بدعوتهم لتشكيل لجنة تقصي الحقائق في ما دار من قتل واعتداء في عدنوصنعاء وتعز. إلى ذلك شهدت عدد من محافظات الجمهورية أمس مسيرات جماهيرية حاشدة لحزب المؤتمر الشعبي العام واحزاب التحالف الوطني “مؤيدة” واخرى لأحزاب اللقاء المشترك “معارضة” شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين. وتم خلال تلك المسيرات ترديد هتافات وشعارات ورفع لافتات توضح مواقف كل طرف من المتظاهرين. وعبر المتظاهرون من خلال الهتافات واللافتات والشعارات عن آرائهم في الإطار السلمي الديمقراطي المكفول في الدستور والقانون لكل مواطن. وقد عبرت اللافتات التي رفعت في المسيرات الحاشدة التي نظمها المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية عن الحرص على الحفاظ على الوطن وأمنه واستقراره ووحدته ومكتسبات الحرية والديمقراطية باعتبار ذلك مسؤولية الجميع. وردد المشاركون الهتافات المعبرة عن تمسكهم بكافة الحقوق الدستورية والديمقراطية, وبأمن الوطن وسلامة المجتمع.. مؤكدين ان الحوار الجاد كفيل بمعالجة كافة القضايا والتباينات والحفاظ على وحدة الصف الوطني وإشاعة المحبة والإخاء والتسامح بين أبناء الوطن. وعبر المتظاهرون عن تأييدهم ومباركتهم دعوة فخامة رئيس الجمهورية التي أطلقها في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى، لاستئناف الحوار وما تضمنته دعوته من حزمة من الخطوات الإصلاحية المحققة للتفاهم والوفاق والتلاحم وتعزيز الوحدة الوطنية. وطالب المشاركون في المسيرات أحزاب اللقاء المشترك بالاستجابة لهذه المبادرة وتغليب مصلحة اليمن ووضعها فوق كل الاعتبارات الحزبية والشخصية الضيقة.. مؤكدين وقوفهم خلف القيادة السياسية من أجل حماية أمن واستقرار الوطن وحماية الدستور والحفاظ على الثوابت الوطنية وفي مقدمتها النظام الجمهوري والوحدة الوطنية والنهج الديمقراطي. في حين أكد المشاركون في مسيرات أحزاب المعارضة “اللقاء المشترك” عن مطالب المعارضة للتغيير. واستعرض المتحدثون في تلك المسيرات والتظاهرات مواقف أحزاب اللقاء المشترك إزاء التطورات على الساحة الوطنية ورؤيتها لإخراج الوطن من أية أزمة وتجاوز التحديات الراهنة وتحقيق الإصلاحات الشاملة وحماية الحقوق والحريات. هذا وقد عكست المظاهرات والمسيرات التي شهدتها المدن اليمنية وعبّر من خلالها المشاركون فيها سواء المؤيدين أم المعارضين عن آرائهم بطرق سلمية وديمقراطية، عكست الواقع الديمقراطي الذي يعيشه الوطن اليمني وكذا الوعي الجماهيري الكبير والسلوك الحضاري الديمقراطي لدى أبناء اليمن.