كما هي عادتهم دائماً لا يزال القائمون على أحزاب المشترك يواصلون المزايدات التي لا يكلون ولا يملون منها، حيث يواصلون إصدار بياناتهم المليئة بالادعاءات الباطلة بمناسبة وبدون مناسبة والتي في مجملها تعارض كل ما تقوم به السلطة السياسية من إجراءات حتى وإن كان الهدف منها حماية الوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار. . الدعوة الأخيرة التي أطلقتها أحزاب المشترك لمناصرة العناصر الانفصالية التخريبية وتشجيعها على الاستمرار في ما تقوم به من أعمال عنف وتخريب واستهداف للمواطنين الأبرياء، هذه الدعوة ليست إلا تأكيد جديد على أن القائمين على هذه الأحزاب لا يفكرون ولا يهمهم ما قد يصل إليه الوطن من خراب ودمار على أيدي العناصر الخارجة عن النظام والقانون، في تناقض صارخ مع كل ادعاءاتهم ومزاعمهم بالحرص على الوطن وأمنه واستقراره. . فقد تجاهلوا تماماً كل المؤامرات التي أحيكت ولا تزال تحاك ضد الوطن وغضوا الطرف ومنذ البداية عن كل أعمال التخريب والتدمير والنهب التي تمارسها عصابات التخريب في بعض المناطق في بعض المحافظات الجنوبية الشرقية، ولكن عندما قامت الدولة بواجباتها الدستورية والقانونية في حماية المجتمع والضرب بيد من حديد لردع هذه العصابات التخريبية، ثارت حفيظة أحزاب المشترك وأصدروا بياناً يتهمون الدولة فيه بممارسة القمع ويدعو إلى وقفة جادة لمواجهته، فمع من يقف هؤلاء؟ هل إلى صف الحفاظ على الوحدة الوطنية وتحقيق الأمن والاستقرار أم إلى صف العصابات التخريبية التي تستهدف تشظية الوطن وتدميره؟؟!! . صراحة لا نستغرب هكذا موقف من " المشترك " لأن التوجه السياسي لهذا التكتل وإن ادعى أصحابه بأنه قائم على أسس وطنية، إلا أنها ليست إلا عبارات وشعارات دائماً ما نسمعها منهم لكننا لم نجدها على صعيد الواقع، فمعارضتنا للأسف لا تميز بين معارضة الحكومات وبين تهديم الكيانات، حيث تخلط بين صراعها مع السلطة، وبين تحطيمها بوعي أو بدونه عناصر وحدة المجتمع ومقوّمات وحدته الوطنية. . لا ننكر أن من حق أحزاب المعارضة أن تتحرّك للمطالبة بأوضاع أفضل ومن أجل حقّ المشاركة الفعّالة في الحياة العامّة، لكن المشكلة أنّ أحزابنا السياسية تحتاج إلى أهداف ورؤى وطنية واضحة المعالم، وإلى أطر تنظيمية سليمة البناء، وإلى قيادات مخلصة للأهداف الوطنية ومصالح المجتمع، وليس لمصالحها الخاصّة.. فهل نجد هذا في أحزابنا السياسية المعارضة اليوم؟ [email protected]