هناك فرق بين انتقال السلطة بطريقة سلسلة وعبر الأطر الدستورية وعبر صناديق الاقتراع بالطرق الديمقراطية التي ارتضاها الشعب اليمني خياراً وبصورة سلمية تعكس مدى الوعي الذي يتمتع به كافة فئات الشعب وهذا ما نحبذه ونرى أنه الأسلوب الأضمن والأمثل لإنهاء هذه الأزمة التي أوصلت البلاد إلى ما نحن فيه من المعاناة اليومية. أما ماعدا ذلك فهو الاغتصاب للسلطة خارج الأطر الدستورية وأشبه ما يكون بالانقلاب على الشرعية الدستورية وعلى الإرادة الشعبية على هذا النحو الذي نعايشه منذ قرابة ستة أشهر من الاحتقانات السياسية فإن ذلك وبلا شك سيؤدي إلى مزيد من التوتر والضعف الذي لن يخدم مصلحة هذا الوطن. نحن على مفترق طرق إما أن يسود النظام الديمقراطي ونعي جميعاً أننا في أمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى رص الصفوف ورأب الصدع والعودة إلى طاولة الحوار الجاد والمسئول لتكون نصب أعيننا “اليمن أولاً”. لنبني يمنًا حضاريًا ديمقراطيًا واعيًا يعرف كيف يتماشى مع المتغيرات ومجريات الأحداث على كل الأصعدة وإما أن ينجر وراء أولئك النفر المتعطش لإراقة الدماء والمتبجحين بما يرمى إليهم من فتات موائد المنشق علي محسن الأحمر، لأن ما يجري اليوم على الساحة اليمنية عموماً وفي محافظة تعز على وجه الخصوص يدعونا جميعاً أن نقف بجدية وحزم، بعد أن أزمع المنشق علي محسن أن يجعل من محافظة تعز ساحة للمعارك بعد أن وجد من ضعفاء النفوس من انجر وراء مخططه الانقلابي فأوقد مجاميع مسلحة يقودها صادق سرحان بينما حمود المخلافي يقوم بقيادة ميليشيات الإصلاح لتعيث تلك القطعان في البلاد فساداً .. تسفك الدماء في الشوارع .. تسطو على المحلات التجارية .. تقطع الطرقات، تخيف السبيل، تعطل الخدمات العامة .. تخيف الناس تثير الرعب والهلع والفزع في نفوس العامة .. تقلق الأمن والسكينة العامة. فما حاجة أبناء الحالمة تعز لتلك المجاميع القادمة للقتل والنهب والسلب والترويع والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن، ومن طريف القول أن مجاميع مسلحة من الخارجين عن القانون العابثين المطلوبين للعدالة يجوبون الشوارع بحثاً عن أطقم الدورية وأفراد الأمن للقبض عليهم لارتكابهم جريمة حماية الأمن وملاحقة الخارجين عن القانون .. أليس من السخف أن تصل الأوضاع بنا إلى هذا المستوى؟!. نقاط التفتيش على مداخل المدن تستهدف بوابل من النيران مرة تلو الأخرى وبشكل دائم. ولقد بات من حقنا اليوم أن نصرخ بالصوت العالي أمام الجميع: تعز ليست بنغازي ولن تكون يوماً ما مسرحاً لمعارك تُدار من أجل اغتصاب السلطة .. ابعدوا عنا أذاكم ودعونا نعش روحانية هذا الشهر الفضيل ولا تُفقدوا هذه المحافظة خصوصيتها.