بدأ يوم أمس السبت العام الدراسي والجامعي الجديد 2011-2012م في عموم المدارس والجامعات اليمنية بعد أن بذلت وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجهود المخصلة لتوفير كافة الامكانيات والمتطلبات الضرورية لبدء الدراسة وهي جهود تستحق منا الشكر والمؤمل أن يتم التعاطي مع هذه الجهود بمسئولية من قبل الجميع من أجل تهيئة الأجواء المناسبة للطلاب والطالبات لمواصلة مشوارهم الدراسي والتعليمي في المدارس والجامعات، كنا نأمل أن يأتي العام الدراسي الجديد وقد صفت الأجواء وانقشعت الغمامة السوداء التي تخيم على الأجواء السياسية في يمننا الحبيب وتجاوزت البلاد الأزمة الراهنة وتم التوصل إلى وفاق وطني بين فرقاء العمل السياسي في السلطة والمعارضة يخرج البلاد مما هي فيه من أزمات ولكن ما باليد حيلة، فهاهي الأزمة السياسية تراوح مكانها وفرص الإنفراج تتضاءل من يوم لآخر بشأن تعنت بعض القوى السياسية وبعض الأطراف المتحالفة معها، ومامن حل آخر بشأن العملية التعليمية والتربوية سوى بدء العام الدراسي الجديد باعتبار التعليم هو حجر الزاوية في عملية البناء والتنمية والنهضة الشاملة، ومن خلاله يتم بناء الأجيال المستنيرة التي تضع مستقبل الأمة المنشود. بدء العالم الدراسي الجديد ومعه ينبغي التأكيد على ضرورة إخلاء المدارس والجامعات والمعاهد والكليات من المظاهر المسلحة والتي جعلت منها بعض القوى السياسية والقبلية ثكنات مسلحة في إطار تداعيات الأزمة الراهنة، كما ينبغي الإسراع في توفير مواقع بديلة للنازحين من أبناء زنجبار الذين تم تسكينهم في بعض مدارس مدينة عدن بصورة مؤقتة لتمكين طلاب وطالبات هذه المدارس من بدء العام الدراسي الجديد، يجب أن تكون المدارس والجامعات مفرغة تماماً للعملية التعليمية والتربوية ولانريد إقحامها في المناكفات والصراعات الحزبية فلا علاقة للتعليم بالسياسة والحزبية، وعلى المعلمين البدء بمباشرة مهامهم الوظيفية وأداء رسالتهم التعليمية والتربوية في مدارسهم وعدم الخلط بين الوظيفة والعمل السياسي والحزبي، فلايجوز أن يُحرم فلذات أكبادنا من التعليم من أجل صراعات ومكاسب حزبية وسياسية رخيصة، يجب الإخلاص للمهنة وأداء المهام الموكلة لكل معلم خلال الدوام الدراسي وخارج الدوام يحق لكل معلم ممارسة ما يحلو له، لكن أن يحرم الطلاب من الدراسة بسبب إنقطاع المعلمين عن الدوام وإقامتهم في ساحات الاعتصام فهذا غير منطقي ولايمكن السكوت عنه على الإطلاق والحزم في هذا الجانب مطلوب وخصوصاً ونحن في بداية العام الدراسي. وفي ذات السياق فإن الأمر ذاته ينطبق على أساتذة الجامعات الذين يجب عليهم استشعار المسئولية المنوطة بهم والعودة إلى جامعاتهم وكلياتهم لأداء رسالتهم بكل جد وإخلاص، فالطلاب والطالبات أمانة في أعناقهم والدولة أنفقت عليهم الملايين من أجل تأهيلهم الأكاديمي للقيام لاحقاً بتدريس الأجيال وتنويرهم، فلايعقل أن يحجم هؤلاء عن التدريس من أجل مناكفات سياسية وصراعات حزبية، هناك ميادين لهذه الصراعات والمناكفات وهناك الكثير من السياسيين الذين يخوضون هذه الصراعات والمناكفات ولاعلاقة للعملية التعليمية بهم ولا بالحزبية، فالعملية التعليمية في المدارس والجامعات ينبغي تحييدها عن السياسة والحزبية لأن إقحامها في هذه المعمعات يترتب عليه ضياع أجيال ومستقبل مجهول لها وللوطن، بدأ العام الجامعي وعليكم أن تسارعوا لأداء مهامكم وتعويض مالم يدرسه الطلاب والطالبات خلال النصف الثاني من العام المنصرم، انتصروا لأمانتكم المهنية قبل أن تنتصروا لأحزابكم ومصالحكم السياسية والشخصية، لاتفسدوا التعليم بالسياسة فأنتم تدركون عواقب وانعكاسات ذلك، لا تعطلوا التعليم ولاتكونوا سبباً في عزوف الكثير من الطلاب والطالبات عن إكمال مسيرتهم التعليمية، أنتم صفوة المجتمع، حكّموا ضمائركم وعقولكم، مامن ذنب اقترفه الطلاب والطالبات حتى يتم معاقبتهم بحرمانهم من التعليم أنتم ستُسألون عن ذلك يوم القيامة، لا أطالبكم بعدم ممارسة أنشطتكم الحزبية والسياسية فهذا حق دستوري مكفول لكم لكن خارج الدوام الرسمي، هناك طلاب وطالبات يتكبدون خسائر باهظة من أجل إكمال دراستهم الجامعية فما ذنب هؤلاء حتى تتعطل دراستهم، وتلحق بهم كل هذه الأضرار، فرقوا بين السياسة والوظيفة على الأقل اجعلوا للسياسة وقتها وللوظيفة وقتها، كونوا أكثر تعقلاً وتحلوا بالحكمة ولنعمل جميعاً من أجل إنجاح العام الدراسي والجامعي الجديد لأن الوطن هو الخاسر الأكبر من وراء تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات، لا أخفيكم أنني شعرت بالإرتياح وأنا أستمع إلى الرسالة النابعة من القلب التي أفصح عنها الدكتور/عبدالسلام الجوفي – وزير التربية والتعليم بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، رسالة حملت في مضامينها دعوات صادقة لكافة القوى الخيرة في المجتمع للإسهام في إنجاح العام الدراسي الجديد وتجاوزر الصعاب والعراقيل التي حدثت في العام الدراسي المنصرم وإنني هنا أسأل المولى عزوجل بأن يوفق الجميع للإستجابة لهذه الدعوات والعمل بمضمون هذه الرسالة التربوية بمسئولية وطنية بعيداً عن الانتماءات والمناكفات والصراعات السياسية والحزبية والعمل بروح الفريق الواحد من أجل إنجاح العام الدراسي الجديد وتمكين الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات من تعويض مافاتهم من مقررات خلال النصف الثاني من العام الماضي، باعتبار ذلك مهمة وطنية منوطة بالجميع سلطة ومعارضة. وهي دعوة أوجهها لكل صاحب ضمير حي من المعلمين وأساتذة الجامعات بأن يجعلوا مصلحة الطلاب والطالبات المرتبطة بمصلحة الوطن مقدمة على المصالح الذاتية والحزبية والسياسية فلانريد أن يتم تصفية الحسابات السياسية والحزبية على حساب العملية التعليمية والتربوية وعلى حساب مستقبل الطلاب والطالبات، أنتم مشاعل التنوير والتثقيف، والابداع، أنتم ورثة الأنبياء فكونوا عند مستوى هذه الثقة وهذه المكانة، عودوا إلى مدارسكم وجامعاتكم وطلابكم وطالباتكم، ولاتكونوا حجر عثرة أمام العملية التعليمية. وهي دعوة أوجهها للسلطات الحكومية المختصة لاتتركوا فرصة للتسيب الوظيفي وتعطيل الدراسة في المدارس والجامعات، تعاملوا بحزم وطبقوا القانون في حق كل المتغيبين عن الدوام المدرسي والجامعي، إياكم والتساهل لأن في ذلك ضياع لمستقبل الطلاب والطالبات، تعاملوا معهم بموجب القانون واتخذوا في حقهم الإجراءات العقابية المناسبة من أجل أن يعودوا إلى رشدهم ويتخلصوا من عنادهم وإصرارهم على السير في الطريق الخاطئ إنتصروا للتعليم ورسالته السامية، إنتصروا لليمن وأجياله الصاعدة عماد الحاضر وكل المستقبل.. حفظ الله اليمن واليمنيين وأدام علينا نعمة الأمن والاستقرار ولاعاش أعداء اليمن. [email protected]