لعلي لا أجافي الحقيقة إذا قلت: أن الإخوان المسلمين وحلفاءهم ابان انتفاضتي مصر وتونس سخروا الشباب المصري والتونسي وقودا للإطاحة بالنظامين الحاكمين وقتئذ ونجحوا في ذلك بمساعدة أجهزة إعلامية متطورة وضعتها تحت تصرفهم دولة خليجية معروفة. وهذا يعتبر تكتيكاً مُحدّثاً في تاريخ الإخوان المسلمين يستبدل المواجهة المسلحة مع الأنظمة أو العمليات الإرهابية بانتفاضة الشباب بعد تعبئته وإغوائه والتضليل عليه ومن ثم الدفع به إلى ميادين الإعتصامات والتظاهرات. وبعد تحقيق الهدف الأول وهو نجاح الانتفاضة يضعون الشباب أمام الأمر الواقع والقائل بأن عليهم أن يتمرسوا أولا على كيفية تولي مقاليد السلطة وأن يستفيدوا من خبرات أكبرهم سنا وأغزرهم تجربة وأجدرهم بالحكم ويعنون بذلك أنفسهم , فتنتاب الشباب، الذي كان متحمسا، آنذاك حالة من الإحباط وتخبو فورة الحماس , فيسلموا أمرهم لهذا التنظيم المتمسلم الذي عرف عنه الشباب, منذ نعومة أظافرهم, انه تنظيم عريق له تاريخ دموي أسود. وبشهادة قناة “الجزيرة” نفسها التي لعبت دورا كبيرا في إنجاح تلك الانتفاضات, وفي برنامج مطول لها بثته في بحر الأسبوع الفارط, اعترفت معظم قيادات الشباب المصري والتونسي بعزوفها عن مواصلة تحقيق أهداف انتفاضتهم وانعدام رغبتهم في تشكيل حزب يمثلهم في الساحة السياسية، ناهيكم عن إحساسهم باستحالة إشراكهم في الحكم في كل من مصر وتونس, وهذا دليل قاطع على جرائم صائدي الثورات ومعتسفيها (الإخوان المسلمين) ودهاؤهم ومكرهم وتكتيكهم النضالي الذي يعتمد بداية على استقطاب القيادات العسكرية العليا والصف ضباط ومعظم الجنود في البلد المستهدف بالانتفاضة, ولا بأس من افتعال بعض الإشكاليات مع قيادة الجيش بعد نجاح الانتفاضة تتمحور حول المطالبة بإلغاء حالة الطوارىء ونظام الانتخابات كما هو الحال في مصر راهنا. وفي اليمن وبحكم كون الإخوان المسلمين تربطهم شبكة واسعة ومحكمة في الوطن العربي يتبادلون عبرها الخطط وحبك المؤامرات وصناعة الانتفاضات, فإن حال شباب الانتفاضة وبعض المواطنين الطيبين الذين يتعاطفون معهم لن يكون أفضل من حال الشباب المصري والتونسي في حال انتصار هذه الانتفاضة التي يمولها الإخوان المسلمون وتحميها الفرقة الأولى مدرع, فالزنداني هو قرضاوي اليمن وعلي محسن الأحمر طنطاوي اليمن, وسيجد شباب ساحات الاعتصام والتظاهرات أنفسهم بعد حين خارج نطاق التغطية, وربما سيفكرون في انتفاضة أخرى مثلما يفكر فيها حاليا شباب مصر وتونس,ولكن لن يواجهوا نظاما ديمقراطيا وحاكما حليما, بل سيفاجأون بقمع دامٍ من العقب الحديدية للإخوان المسلمين المنحدرين من الخوارج إبان ظهر الإسلام, ولات ساعة ندم. [email protected]