أصبح «الفيس بوك» اليوم ظاهرة بفضل فكر مبتكر هذه الشبكة الاجتماعية (مارك زوكر بيرج) الذي أصبح أصغر المليارديرات في التاريخ بفضل الشبكة التي أصبح عدد مستخدميها في العالم يزيد عن خمسمائة مليون شخص، وهو ما منحها لقب دولة الفيس بوك في الكثير من الأدبيات التي تتناول ظواهر الشبكات الاجتماعية على اعتبار أنها تقرب بين البشر من أكثر من ثقافة في أرجاء العالم لتبادل الأخبار والتعليقات والحوار وبث فقرات صحفية من مصادر متنوعة والتعليق على الكثير من أحداث العالم السياسية والثقافية والفنية والاجتماعية. ويصف الكاتب إبراهيم فرغلي نجاح الفيس بوك هو طبيعة تأثيرها الذي امتد إلى هوليود في إنتاجها فيلماً بعنوان الشبكة الاجتماعية، يتناول القصة الحقيقية لمخترع الفيس بوك وأصدقائه عبر سرد وقائع حياته وطبيعة علاقاته بأصدقائه وصولاً لتحقيق هذا الابتكار العالمي الذي أصبح ظاهرة غير مسبوقة في عالم الانترنت. وأضاف: وتدور أحداث الفيلم حول مارك الشاب المنطوي الذي يهوى التكنولوجيا بمختلف أنواعها واستطاع أن يصمم موقعاً للتواصل مع أصدقائه في الجامعة وتنقلب حياته رأساً على عقب بعد أن تحول الموقع لشبكة عالمية ويصبح من أثرياء العالم. وحول ما يتعلق بموضوع الهوية والعنف يقول في مقالة في مجلة العربي الكويتية ديسمبر 2010م: نجد دائماً لوناً من انعكاس الواقع الطائفي على صفحات الفيس بوك عبر إنشاء مجموعات تندد بظاهرة فتنة في بقعة من بقاع العالم وما تم تناوله سابقاً سواء في الدعوات المناهضة للإسلام على سبيل المثال من قبل بعض العنصريين والرد عليها أو عبر مباريات كرة القدم التي أثارت ضغائن بين بعض الشعوب العربية والمجموعات المناهضة لتلك المشاعر العدائية المحاولة تحجيم تلك الظاهرة والتي تبدو ذات توجه طائفي لنشر الكراهية.. بينما نجد أن مستخدمي الفيس بوك يجدون في هذه الشبكة منفذاً للتعبير عن هويات متعددة التكوين. وخلص الكاتب إلى القول إن ما يمكن قوله أن أبرز ما يفرزه الفيس بوك هو فكرة المواطنة الافتراضية التي تقوم على لون من الفردية من جهة وتعبر عن انتماء افتراضي ذي طابع كوكبي يرغب في الذوبان في أفق عالم أكبر من حدود الهوية الواحدة المغلقة بهدف التخلص من وهم الهوية التي تفرق العالم في أتون صناعة الكراهية والفتنة والقتال وغير ذلك من أشكال العنف.