السفير في أي بلد تحكم علاقته بها قواعد اتفاقية فيينا التي تنظم العملية الديبلوماسية برمتها , والسفارة كمبنى جزء من أراضي دولة السفير لا يجوز دخولها الا بإذن وأي اعتداء يعتبر اعتداء على دولة السفير أدى في احيان كثيرة الى حروب . وزيارة السفارة او السفير تحتاج الى إذن من الخارجية , وتحرم بلداناً كثيرة اللقاء بالسفراء المعتمدين لديها .. ففي الدول الشيوعية السابقة وكجزء من الحرب الباردة تم التحريم على مواطنيها مجرد الاقتراب من السفارات , و كان من يقترب من سفارة الاتحاد السوفيتي يعتبر في نظر أجهزة الأمن عميلاً , والعكس يعتبر جاسوساً , ومر وقت طويل قبل أن يقيم الانسان علاقة شخصية مع سفير أو يدعوه الى بيته , حين شاعت (( الديمقراطية)) في البلدان العربية صار السفراء الغربيون تحديداً أصدقاء شخصيين للعديد من الساسة وفي كل سفارة مقيل وكثيرون ممن كانوا يتهمون الآخرين بالعمالة صاروا أهم أركان تلك الدواوين !! , وصار السيد جيرالد او ما اسميه انا الشيخ جرالد فيرستاين السفير الامريكي احد رواد المقايل اليمنية , بل شيخ مشائخها , ومن لحظة أن بثت وكالة سبأ أن ( السفير الامريكي استطاع اقناع المشترك بعدم التعرض لقاطرات الغاز ) يومها تداول الناس نكتة لها مغزاها , قيل إن أصحاب صنعاء خرجوا ثاني يوم يبحثون عن الغاز فلم يجدوه , وبالسؤال قيل لهم : الغاز في السفارة الامريكية ,فذهبوا ,قرعوا الباب , أجابهم صوت من الداخل : من؟. - نحن اصحاب صنعاء , خرج : ماذا تريدون ؟ - غاز , قال لهم والحسرة بادية على وجهه: والله العظيم أن السفير مسجل عند عاقل الحارة من شهر , وكل ليلة يذهب اليه يحلف له بأغلظ الأيمان أنه من انصار الرئيس ولا فائدة , ويوم أن شدد السيد جيرالد على ضرورة ان يظل الصحفي عبد الإله حيدر شائع في السجن , كتبت أنا في الثورة معترضاً وقلت إن السفير يفترض الا يقول ذلك , فالأمر مناط بالداخل اليمني واجهزة الدولة , بدا لحظتها سعادة السفير سفيراً استثنائياً وبدا كثيرون مرتاحين لما يقوم به , وبدأ هو يوسع علاقته بمكونات المشهد , وبدا في ظل ظروف استثنائية ان دور الرجل وتحركاته مرضي بها من الجميع , ولم يتحدث احد عن اليمن دولة مستقلة ذات سيادة . هل ما يقوم به السفير طبيعي ولا يتعارض مع قواعد العمل الديبلوماسي؟. لكي ننصف انفسنا ففي لحظات كثيرة خلال اشهر تسعة أبدى كثيرون ارتياحهم لما يقوم به ( الشيخ جيرالد ) خاصة ما يقال انه ( من نزع فتيل الانفجار) اكثر من مرة , هنا يلتبس على الانسان أن يبدي رأياً , الآن يدور نقاش طويل عريض بل واستنكار لم يهدأ تجاه تصريح السفير حول مسيرة الحياة , وهنا يكون السؤال : هل خرج السفير عن قواعد العمل الديبلوماسي؟ ومس استقلال هذه البلاد ؟ هناك من قال في المقايل طبعاً إن الرجل يرى مالا يراه غيره وقد يكون ماقاله لصالح البلاد، وعليه فعلى القواعد ان تغض الطرف , وهناك من قال مغمغماً إن الحاكم العربي ومن يوم أن وردت الديمقراطية قد أباح لسفرائها التدخل في كل شيء , وهناك من قال كان على سعادة السفير حتى وإن رأى أن ثمة خطراً داهماً على البلاد ان يسرب ما يتخوف منه عبر القنوات التي تستخدم في مثل هكذا لحظة , لكن ان يظهر هكذا , ومن خلال عدد محدود جداً من وسائل الاعلام فهنا يثار الف سؤال ؟؟ وعلى الخارجية أن تقول أين السفير من فيينا!!!. [email protected]