اعجبني تشبيه بليغ ل عبد الحكيم هلال يصف الثورة اليمنية خلال 11 شهراً ك المطر وثورة المؤسسات بعدها شبهها بالسيل الآتي من هذا المطر ليجرف كل النتوءات والتشوهات من حوله وعن مولود ثورة المؤسسات ك ميزة يمنية اتسمت به الثورة اليمنية عن سواها من ثورات دول الربيع العربي ، وهذا عهدنا بالثورة اليمنية التي تبهرك بكل شيء يخصها بعيداً عن التقليد ومحاولة لوسم اسمها وافعالها في صفحة تاريخية تليق بها. هذه الثورة التي عشنا معها بحلوها ومرها تبهرنا اليوم بانتفاضة جديدة ضد اذيال الفساد ، ثورة المؤسسات تعرف ما تريده لذلك لا خوف عليها من الفوضى او الانحراف والخروج عن سلمية الثورة . ليس هناك من موجِّه لثورة المؤسسات الا الثورة اليمنية المباركة ، لا يوجد خلفها حزب او جبهة او حركة سياسية ، انما توجد خلفها مظالم عديدة ارتكبها هؤلاء المدراء “المسيسون “ الذي عاثوا فسادا بالارض فكان لزاما ان يحتج عليهم مرؤوسيهم لتطهير المؤسسات اولاً ، وابعاد الذل والخنوع واعادة هيبة الدولة وقوة القانون الى الواجهة بعد ان غيبته فوضى المدراء ، و«بلطجة» النظام الذي عينهم عن انتماء حزبي وليس عن ولاء وطني يمكننا الركون اليه لنعطيهم فرصة اخرى . ثورة المؤسسات هي ضمن أعظم ثورة على الإطلاق وهي من ستساعد الثورة على الانطلاق نحو المرحلة المتقدمة من الاهداف وبناء الدولة المدنية المعتمدة على الشفافية كأحد اهم هذه الاهداف التي قامت لأجلها الثورة ، لذلك يجب مساعدة هذه الانتفاضة واخذها الى مصاف الاهتمام لدى الثوار اولاً والاعلام الحر والنزيه وكذلك ارباب السياسة ثانياً . لكن ..يجب ان تكون ثورة المؤسسات منظمة جيداً بحيث لا تكون معول هدم لمؤسسات الدولة ، والتنظيم الذي اقصده هنا هو تحديد من هو المسؤول الفاسد دون غيره او تحييد النزاهة عبر عملية منظمة ، سواء كان فساد هذا المسؤول أو ذاك بالجرم الكبير او حتى الصغير كون المفسد الصغير نتج عن افساد كبير وجريمة كبيرة . ولأن ثورة المؤسسات قامت من صلب الثورة الشبابية الشعبية السلمية لابد ان تكون هذه الثورة سلمية والحفاظ على اهدافها قدر المستطاع والتفريق جيداً بين اسقاط النظام ك منظومة فساد انتجت فسدة كثراً ، وبين ثورة المؤسسات التي قامت ضد هؤلاء الفسدة من مدراء ورؤساء مؤسسات ، ويكمن خطر ثورة المؤسسات على الثورة الجمعية للشعب هو لو انجرت الى اعمال عدائية او تصفية حسابات ستؤدي الى قتل المجتمع اليمني ودولته وهذا لن يقبله احد . ولأن ثورة المؤسسات عفوية وتحركها المظالم بالتأكيد ايضا انها دون محرك اداري لها ، فخطابنا بتنظيمها موجه اساساً لكل موظفي الدولة في الجمهورية لأنهم المسؤولون الاساسيون عن الوصول بها الى بر الأمان والتأكد جيداً انهم في الطريق الصحيح من التاريخ اليمني في تنقية المؤسسات من شوائب الفساد ومستقبل اليمنيين . بالأخير لا يجب ان نمر دون ان نعظم السلام لهؤلاء الميامين الذين تحملوا قدر هذه المسؤولية العظيمة .. تحية ثورية نقية كنقاء هذه الثورة العظيمة.