فلنحارب الفاسدين، ولنكن يداً واحدة ضد الفساد والفاسدين أينما وجدوا، وما يحدث الآن على أرض الواقع بما يسمّى «ثورات المؤسسات ضد الفساد والفاسدين» هي ثمرة من ثمار الوحدة المباركة يقطفها ويجنيها الذين ظُلموا وسلبت منهم حقوقهم وعانوا الكبت والقهر والمحسوبية والوساطات المدعومة بفيتامين “واو”. لذلك أردت من خلال مقالي هذا أن أتحدّث عن مظهر من مظاهر الفساد، فمظاهر الفساد كثيرة ومتعددة ومنتشرة في مجتمعنا، ولكن أردت من خلال هذه المساحة أن أتحدّث عن مظهر مهم وحساس، ولا أخاف في ذلك لومة لائم، فقد تحدّثت في عام 2005م وتعرّضت للاعتداء وتم توقيفي عن العمل مدة عشرين يوماً، وكل ما ذكرته في تلك المقالة السابقة هو أن هناك فساداً في بعض المكاتب والمؤسسات؛ وعلى الحكومة أن تسرع وتسارع قبل أن يقع الفأس على الرأس. وأشرت إلى أشياء كثيرة ومتعددة، وما كان من بعض من قرأوا المقالة إلا أن قالوا إنني اتهمت بالفساد ومن فاسدين لا يصلحون لهذه المناصب أو الكراسي التي يعتلونها، وما كان من المسئول المباشر إلا أن أوقفني عن العمل مدة عشرين يوماً، وبعد أن تدخّل وكيل المحافظة في تلك الفترة تم إرجاعي إلى عملي. هذا فقط على سبيل المثال عندما يريد أحد منا أن يتحدث عن الفساد أو عن مظهر من مظاهره يتهمه المفسدون والمستفيدون من هذه المراكز أو المناصب التي يعتلونها بأنه يريد من وراء ذلك تشويه صورته أمام الناس وأنه قد يطمع في هذا المنصب لنفسه، هذا ما يقوله الفاسدون عن كل من يتحدث عن الفساد. لذلك لو كانوا أذكياء واستخدموا عقولهم وفكّروا بها تفكيراً صحيحاً وصائباً ما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من أزمات واختناقات وضيق ونكد في العيش والمأكل والمشرب، وما كان هذا حالهم اليوم يخرجون من المؤسسات في زفة صاغرين أذلّة، وهذا هو الجزاء الأمثل الذي يستحقه كل فاسد وخائن وبائع لذمته وضميره، وتمادى في أكل ونهب حقوق الناس!. عموماً نحمد الله سبحانه وتعالى أنه أظهر الحق وأزهق الباطل، وأظهر كل فاسد على حقيقته، وما سأتحدث عنه في هذه الأسطر القليلة هو ما يحدث الآن على أرض الواقع من ثورات كما يسمونها داخل المؤسسات لطرد الفاسدين؛ وما لفت نظري وجعلني أكتب هذه المقالة المتواضعة هو فواتير الكهرباء والماء التي وصلت إلى منازلنا هذا الشهر دون “إحم ولا دستور” ونحن لا نرى النور ولا نجد شربة ماء!. فكيف بالله عليكم طبعت واعتمدت ووزعت هذه الفواتير علينا وعلى الناس الغلابة الذين تعطلت مصالحهم وتوقفت أعمالهم ولا يجدون ما يسدّون به رمقهم؛ لأن أغلب الناس يعملون أو يمتهنون حرفاً يدوية وباعة وعمال باليومية؟!. إذاً ماذا نقول عن مؤسسة الكهرباء والمياه، هل نقول عنهم بأنهم الفساد بعينه، أم ماذا، هل ندفع الفواتير ونحن لم نستهلك مما يقولونه في فواتيرهم المبجلة أو "ندعمم" كما يقال في العامية؟!. ولكني سأقول أحسن القول: «حسبنا الله ونعم الوكيل»!.