سيكون يوم 21 فبراير يوماً فاصلاً في حياة اليمنيين, سينتقلون فيه من مرحلة إلى أخرى, وبداية حقيقية, لرحلة ومرحلة تنتهيان عند بوابة الدولة المدنية التي خرج الناس من أجلها إلى الشارع منادين بالتغيير, واليمنيون يستحقون ذلك, فقد تعبوا من إهدار أيامهم التي تشابهت إلى حد القرف !!, والى أن يأتي اليوم الموعود حري بالجميع أن يتنادوا إلى الصندوق يضعون فيه أصواتهم يرسخون تقليداً, ويؤسسون للدولة والنظام اللذين ينشدان, ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة كما يقال . عبد ربه منصور هادي توافقت عليه القوى المكونة للمشهد أن يكون رئيساً للبلاد لعامين قادمين خلالهما، إما أن يؤسس ليمن جديد آخر أو أنها بداية الانحدار إلى الهاوية, فالأمر بيد الذين سيذهبون إلى الصناديق إما بروح الرغبة في التغيير, أو بروح التخلص من الوقت, هنا ستكون اللحظة عنواناً لنوع الآتي, فإذا ذهب الناس مدركين أنها الخطوة الأولى لتأسيس الجديد, أتى القادم بمستوى الحلم, وأن هبوا وهم لا يدرون لماذا يذهبون تكون الطامة الكبرى!!!. كثيرون لا تحفزهم مسألة التوافق على الذهاب إلى الصندوق بقناعة أن الأمر محسوم مسبقاً, وهذا ليس صحيحاً, وعليه لابد أن نذهب لمنح المرشح هادي أصواتنا لمنحه القوة اللازمة ليقود بلداً يقدم على استحقاقات أكبر, فالمؤتمر الوطني للحوار, وإعادة هيكلة الجيش, وصياغة دستور جديد, وقانون انتخابات جديد, ليست بالأمور الهينة, فلا نستطيع العبور إلا بإنجاز تلك المهام العظمى, بما يتمثل روح التغيير الحقيقي, وإن تقاعسنا, فيعني بصورة لا جدل فيها أننا نعيد إنتاج الذي خرجنا ننادي بتغييره, لذلك فالانتخابات هي أهم من كل الانتخابات التي حشد لها من قبل كل الصراخ والضجيج وكانت نتائجها برغم كل الهرج والمرج تؤدي إلى نفس النتيجة ونحن من شدة الضجيج لا نعي!! , أو أريد لنا أن نكون كذلك, ويفترض أننا وعينا الدرس, حتى لا نقول لأنفسنا انتهى الدرس ياغبي, فالشعوب ليست غبية بالمطلق, لكن الانظمة تستطيع بالقوة والمال والإعلام إظهارها كذلك, فوسط الضجيج والتهليل يضيع العقل وتسود همجية اللحظة, ونحن هنا معنيون بالتغيير حتى في طريقة الذهاب إلى الصندوق!! والمغزى واضح ومعروف. لا نريد أن نظل نكرر أن الرئيس جنوبي لذلك فقد انتصرنا, فالمسألة أكبر من ذلك, نحن نريد أن نؤسس لزمن يمني آخر يأتي معه من يأتي, يذهب من يذهب تحت سقف الدستور والقانون, لا نريد التهليل لجنوبية الرئيس القادم, بل نريد التهليل لقدرتنا في التغيير والحفاظ على زخمه, وأن لا ندع أحداً تحت نفس اللافتة أن (يزيد) علينا ويفرحنا بجهوية القادم والقضية ليست هنا, القضية أن اليمني بحاجة إلى عقد جديد, معه يأتي الذي يأتي لكن ليس بقوة العادة ولا بهيلمان القوة!!, يجب الا نتوقف كثيراً أمام الشخص كشخص، المهم هو مضمون الخطوة وكيف نحافظ على الدفع لنصل إلى التالية, وعدد الاصوات التي سنودعها الصندوق تقول أي نوع من الاقتدار سيبدو عليه هادي, بيدنا أن نمنحه القوة وهو واجبنا ليأتي مدعوماً بروح الشعب التواق للانعتاق من ظروفه, وليتبوأ مكانه تحت الشمس, بعد سنين من غروب روح الثورة تحت وطأة الاستيلاء على روحها وتحويلها إلى مشروع فردي!! والبلد إلى بلدات!!, لذلك وغيره لا بد لليمنيين أن يذهبوا يوم 21 فبراير ليحددوا معالم المستقبل, ويمنحوا الرجل التفويض الشعبي ليكون الرجل القوي الذي بقوة الشعب يقوى ولا تهمنا جنوبيته أو شمالية الآتي, أما إذا تقاعسنا بفعل أن هناك من يريد إفراغ الزخم من قوة الدفع, فسنكون قد أضعفنا قوة الدفع لتتوقف العربة قبل أن يبلغ حصانها هدف الوصول, فيا أيها اليمنيون اذهبوا إلى الصندوق وانتخبوا المستقبل الأفضل لليمن . [email protected]