أنت مسؤول ولذلك لن أقبل منك أن تبادلني الشكاء وإلا رسمت لي مستقبلاً يتبدد كشمعة ويندثر كبقايا أمل . أنا مثلك أعرف الطبيعة الاجتماعية والسياسية في اليمن وأفهم السر الذي لم يعد سراً، غير أنني انتظر منك أن تحدثني عن موقفك من تمدد القيم المتخلفة وأنها إلى زوال لأن الجميع ينتظرون الذهاب إلى دولة القانون .. أنت مسئول أقسمت اليمين على أن تحافظ على مصالح الشعب وترعاها، وحقي عليك مساعدتي على أن أغرد في الأمل الفسيح دون أن أنسى وبقية من يشاركونني الوطن أن يد الله مع الجماعة وأن من شذ فمآله إلى النار... عندما أشكو إليك المشاهد البائسة والصور المستفزة المتخلفة، فإن عليك أن لاتقول بأنك تعرفها وإنما تقول يدي قبل يدك للقضاء على ماهو متخلف وعابث وفاسد ولابأس أن تذكرني بأن أكون جزءاً من أطواق الأمان وصماماته . خلاص لم يعد مقبولاً أن نتواطأ مسؤولين ومواطنين مع استمرار أشكال تعطيل الحياة وتعطيل المعيشة فليس المعاش إلا الأمن وليس العقاب إلاّ المعادل الموضوعي للثواب . في مفهوم وظائف السلطات وأدوارها ماهي الرسالة السلبية البائسة إذا قال رئيس الحكومة أو أحد وزرائه بأن يده قصيرة وأن كل الذي عنده هو العين البصيرة .. ماهو حجم الوجع إن تحول القاضي إلى باحث عن إنصاف في وقت ينتظر منه عبدالمعين أن يعينه على الظلم .. ثم أي خيبة أكبر من برلمانيين غير صالحين للاستخدام إلا في مسألة رفع الأيدي أو رفع الصوت بعيون مفتوحة على الكاميرا . نحن لانستعجل شيئاً قبل أوانه، لكننا ننبه حكومة العامين أن تتحلى بروح التعاون، أن ترفض الإدارة من خارجها، أن تمتلك أدوات استحضار مايريده الشعب وإرادة تحويل الكلام إلى فعل وليس مجرد طواحين للهواء. لانريد أن يكون الكلام أمام الكاميرا غير الكلام خلفها أو أن نستبدل القانون بالنزق. جميعنا نريد الدولة ولابد أن يكون أي نقل للسلطة انتقالاً حقيقياً إلى الدولة وليس إلى شيء هلامي أو إلى تبادل الشكوى وكأننا في مزاد النائحة المستأجرة. وأختم بهذا الإيضاح ... مثل هذا الكلام ليس إعلاناً للحزن عما كان ويكون الآن .. لكنه الخوف على مستقبل سيتكاثر فيه أقطاب المماطلة والتسويف ويكتفى فيه بالرد على شبر الشكوى بذراع من البكاء في حضرة البلوى وغياب السلوى...!