سنون عدة مضت إلى يومنا هذا لم نسمع فيها سوى طواحين السياسة ،وهذه الطواحين لاتنتج سوى الكلام، والكلام ذاته يعود، ويعيد دورة حياة الطواحين التي تملأ الآفاق ضجيجاً يصمّ المسامع ولاشيء غير ذلك.خلال السنين الماضية لم نسمع عمال الطواحين ينطقون بما يخدم حاضر الناس ومستقبلهم بصدق.. إذا قال قائل منهم إنهم فعلوا ذلك أو يفعلون. فالواقع اليوم ينطق بصدق أقوى من الادعاء ومايحدث في الواقع ليس سوى نتاج تلك الطواحين وعمالها، وليتهم يحسنون الكلام فيكون عزاء السامعين والمتابعين أنهم يسمعون كلاماً حسناً، وإن لم ينتج الكلام طحيناً وخبزاً تأكله أفواه(الجياع) وإن كان الكلام لاينتج دواءً يتناوله المرضى لتهدأ آلامهم وأوجاعهم. طواحين السياسة تزيد(الجياع) جوعاً وتزيد المرضى آلاماً وأوجاعاً فوق أوجاعهم، وتصيب من كان سليماً بعاهات وآهات.. الطواحين التي تنتج الأزمات لم يتحدث أصحابها عن فقر الفقراء ومعاناة البسطاء ولم يبذلوا اليسير من الجهد المبذول في طحن الهواء وإعادة انتاج الكلام من أجل الارتقاء بمستوى حياة الناس، ومن أجل انتاج الحلول اللازمة والمناسبة للمشكلات والمتاعب.. المعذرة أنهم يفعلون ذلك لكن من باب الاستغلال الحقير لمتاعب الناس ومعاناتهم ومشكلاتهم ومن أجل إعادة تشغيل الطواحين لإنتاج الكلام والاتجار المقيت به أمام الداخل والخارج ليقولوا إنهم على مقربة من الواقع ومن هموم الناس وإن الطواحين وليلى المغدورة !! كل ذلك وزيادة ضمن استراتيجياتهم ومشاريعهم وتطلعاتهم ولاشيء سوى الهراء عند أولئك. أصحاب طواحين السياسة جميعهم يدّعون وصلاً بليلى وليلى لا تقر لهم بذلك، وليلى أرهقتها طواحينهم وأرّقتها أكاذيبهم، وليلى تعلم أنهم لايريدون سوى وصل البغاة وهي ليست باغية.. ليلى التي من أجلها يتمردون عليها ويدعمون التمرد عليها لاتحبهم ولا هم بما يفعلون يحبونها؟! ليلى التي يسعون لتقطيع أوصالها لايمكن أن تكون محبوبة لهم أو معشوقة ولن تقبل بهذا النوع من العشق. سنون مضت وهم ينتجون عشقاً من خلال طواحين الهواء، طواحين السياسة وليست كل طواحين السياسة سواء، فثمة طواحين تنتج وينتج أصحابها، لكننا في هذا البلد «ليلى» أمام وضع مختلف وعشق مختلف، ربما أنه العشق القاتل وليلى لاتحب من يقتلها أو يفكر بقتلها، وقد أدركت وعلمت علم اليقين ماذا يراد لها؟ معركة بل معارك تدور في كواليس السياسة ومشاريع تلو المشاريع تقدم من هذا أو ذاك كلها تحاكي الوهم وتنتج المشكلات وتزيد الأوضاع تعقيداً بعدما أوصلتها الطواحين ذاتها إلى التعقيد والارباك، وهذا هو المنتج الوحيد الذي استطاعت أحزاب الكلام وملتقيات الأوهام أن تحققه، فبئس المنتج وبئس الذين بهذه الطريقة ينتجون وبئس العقول التي لم تستطع الانتاج بسوى الفوضى وتأزيم الأمور، وبئس الطواحين التي أشغلت الناس ولم تنتج سوى هذاالواقع الذي تحاول أن تنفي علاقتها به وبأسبابه وبؤساً للذين حضروا في المشكلات وغابوا عن الحلول ثم لم يصمتوا.