الآن وقد تم تدمير الكثير من المنشآت والبُنى التحتية، والكثير من المنشآت العسكرية لهذا البلد، وتدمير المساكن على رؤوس ساكنيها وقتل الكثيرين منهم، وبعدما تحوّلت حياة الكثيرين من الأبرياء والفقراء والمساكين إلى جحيم فوق ما كان من قبل، وبعد أن صار الماء (...)
وأنا أحاول متابعة ما يحدث في أجواء صنعاء من تحليق للطيران الحربي وتصدّي المضادات الأرضية للطيران المُغير، لفت انتباهي سربٌ من الحَمام يحلّق في الجو، يدور ويرتفع غير آبهٍ بأصوات الطائرات والمضادات التي تتزايد مع مرور الوقت. وقفت أراقب هذا المشهد وفي (...)
وأنا أحاول متابعة ما يحدث في أجواء صنعاء من تحليق للطيران الحربي وتصدّي المضادات الأرضية للطيران المُغير، لفت انتباهي سربٌ من الحَمام يحلّق في الجو، يدور ويرتفع غير آبهٍ بأصوات الطائرات والمضادات التي تتزايد مع مرور الوقت. وقفت أراقب هذا المشهد وفي (...)
لا حلول تبدو في المدى المنظور لما يحدث في هذا البلد، والناس بين راقص للحرب وباكٍ منها ومعترضٍ عليها، وهذه الحرب تستهدف الجميع دون تفريق بين الراقصين والباكين.. لم يصل بعد ذكاء الصواريخ والقذائف التي تمطرها الطائرات السعودية ومن تحالف معها على (...)
في زمن الحرب ثمة أحزان على أرصفة الشوارع وخلف الأبواب المغلقة على أهلها، وثمة حزن أشد وأنكى حين تُشاهد تلك الأحزان بعينك، وحين تسمع الآهات التي تخرج من الصدور ساخنة ثم لا تجد من يحسّ بأصحابها. لا أتحدث عن الأحزان الناجمة عن القتل والخراب والدمار، (...)
بعد أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه، وبعد أن خرج الأمر من أيدي المتحاورين في موفمبيك وفي كل الأماكن التي كانوا يتحاورون فيها، وبعد أن تعالت أصوات القذائف وسقط الشهداء والجرحى وتراكمت أكوام الخراب جرّاء الحروب التي اشتعلت بإرادتنا في جانب منها ومن غير (...)
ليس هناك من وصية في هذه الظروف ومن قبلها ومن بعدها أكثر من ضرورة الحوار.. الحوار وحدة بين شركاء هذا الوطن بعيداً عن الصراعات والحروب والاستقواء بالخارج واستدعائه من كل الأطراف التي ترى في ذلك الأمر ترجيحاً لكفتها في صراع هو في الأساس ليس خياراً (...)
حين يقرّر إنسان ما تعطيل عقله بنفسه تظهر على تصرفاته العجائب من كل نوع، ويصبح أضحوكة لمن حوله حتى المجانين.. بالأمس رأيت رجلاً مجنوناً على رصيف الشارع وهو يضحك بحرارة. نظرت إليه متعجباً وقلت في نفسي: كم أنا محتاج إلى مثل هذه الضحكة فقد مرّ عليَّ (...)
أن يأتي الصباح ولا تجد صحيفة «الجمهورية» في متناول يديك، كأنك تستيقظ وقت السحر فلا تسمع أصوات العصافير وتغاريد البلابل وأغاني الطيور فرحةً بقدوم النهار، ولنا أن نتخيّل كيف تكون ساعات الصباح من غير تلك الأصوات والأُغنيات، حياة اسمنتية مجرّدة من الروح (...)
وأنا في الصف الرابع الابتدائي تقريباً أتذكّر أن مدرس اللغة العربية كتب على السبورة عبارة: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. تخيّلت سيفاً يجزّ الأعناق. تخيّلت الضحية بصورة رجل في قريتنا، ورأيت السيف يهوي على رقبته. كان رجلاً طيباً في الحقيقة، وله من (...)
يُروى أن معاوية بن أبي سفيان قال لعمرو بن العاص : ما بلغ من دهائك يا عمرو؟ فقال عمرو: لم أدخل في أمرٍ قط فكرهته إلا خرجت منه. فقال معاوية: لكنّي لم أدخل في أمرٍ قط أردت الخروج منه? وهنا تتضح أهمية العقل في إحسان التصرف، وحساب عواقب الأمور قبل (...)
نسمع كثيراً هذه الأيام جملة (ما فيش دولة)، وهي جملة تختفي وتظهر حسب الظروف والمناخات السياسية، وهي في الواقع تجسّد شعور الناس أو بعضهم تجاه وجود الدولة، وكلٌّ حسب مفهومه لمعنى الدولة ورؤيته لما ينبغي أن تكون عليه، والحقيقة هي أن المتحدث المنصف (...)
كانت الوحدة ولم تزل هي الهاجس الأجمل والأقوى عند كل اليمنيين ، وبالأخص عند سكان مناطق التماس أو ما كان يُعرف بالمناطق الحدودية سابقاً، لأن سكان تلك المناطق هم أكثر من عانى أوجاع التشطير، وهم أكثر من غيرهم يدركون ماذا تعني تلك المرحلة. حكايات كثيرة (...)
وأنا أفتّش في ركام الذاكرة عن موضوع للكتابة اتصل بي صديقي المهاجر للدراسة في بلغاريا يسألني عن آخر الأخبار في البلد؟، قلت له: يبدو أنك لا تقرأ ولا تسمع. فرد عليّ أنه يتابع كثيراً لكنه يريد أن يسمع ما عندي من أخبار.. حدّثته بما عندي عن أحوال البلد (...)
أغرب ما يمكن ملاحظته في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة اليمنية هو عدم التأثر بالأزمات مهما اشتدت ومهما حصل من توتر أو حروب. الفضائيات اليمنية لها مساحات واسعة للأغنيات خلال اليوم والليلة. المُتابع لهذه القنوات لا يمكن أن يصدق أنها يمنية، وأنها تعكس (...)
نسمع أصواتاً تصرخ عالياً محذرة من خطورة ما يجري وما يمكن أن تصير إليه الأوضاع في بلادنا فيما لو استمر الحال على ما هو عليه اليوم.. نعم نسمعها ويسمعها الذين يتحاورون ويختلفون ثم لا يتفقون.. يسمعها المؤتمر والمشترك وأنصار الله والحراك، وكل الأحزاب (...)
رغم كل الخلافات وما يحصل في الساحة من صراعات، بما فيها الصراعات المسلحة إلا أنها تبقى قابلة للحلول وممكنة إذا ما حكّمت الأطراف المتنازعة والمختلفة العقول، وقدمت التنازلات من أجل هذا الوطن أرضاً وإنساناً.. كل هذه الخلافات تندرج حتى اللحظة ضمن (...)
لم تكن الثورات يوماً من الأيام بمعنى إقصاء كل الناس والاستئثار بالسلطة والحكم، والثورات التي قامت على هذا الأساس فشلت وانتكست. ولذلك يُفترض على قادات الثورات وزعاماتها أن يبدأوا بغرس مفهوم الثورة الحقيقي في عقول الثوار ، ويعملوا على توضيح هذا (...)
لم تكن الثورات يوماً من الأيام بمعنى إقصاء كل الناس والاستئثار بالسلطة والحكم، والثورات التي قامت على هذا الأساس فشلت وانتكست. ولذلك يُفترض على قادات الثورات وزعاماتها أن يبدأوا بغرس مفهوم الثورة الحقيقي في عقول الثوار ، ويعملوا على توضيح هذا (...)
كل شيء يبدو غريباً وغامضاً للوهلة الأولى، ومع الأيام تتغير القناعات حين تتضح الصورة أكثر، وكثيراً ما يتصالح الناس- كل الناس- مع الظروف والواقع.. غير أن أهم ما يساعد على سرعة ثبات فكرة التصالح تلك هو حدوث تغير إيجابي في الحياة العامة، مع بقاء الحقوق (...)
رغم تسارع الأحداث وتوفر أفكار كثيرة للكتابة في هذه الظروف، إلا أنني آثرت الصمت طيلة الشهور الماضية، فثمة حيرة مصاحبة لزحمة الأفكار، وثمة وجع وغُصة مضافٌ إليهما كمية لا بأس بها من الإحباط؛ نتيجة لما يحدث وما يُتوقع حدوثه في ظل المؤشرات التي تبدو في (...)
قبل أن يتصالح الإنسان مع غيره هو بحاجة لأن يتصالح مع نفسه، فالتصالح مع النفس سوف يفتح أبواب التصالح مع الغير.. ولا بد له أن يدرك ماذا يريد أولاً.. الكثير من الناس ومن الأحزاب والجماعات بحاجة إلى التصالح مع الذات أولاً، وبحاجة إلى إعادة تقييم مواقفها (...)
أمر الحجاج بن يوسف بقتل سعيد بن جبير وهو مسلم ويشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.. وبمجرد أن تمت عملية القتل بدأ سعيد بن جبير يلاحق الحجاج في صحوه وفي منامه إلى أن مات الحجاج بعد أقل من أربعين يوماً كما تشير بعض الروايات التاريخية.. انتصر (...)
لا يمكن للواحد أن يبتعد عن الأخبار الجالبة للصداع والهم مهما حاول ذلك؛ حاولت كثيراً خلال الفترة الماضية بعد أن شعرت بحاجتي الملحّة إلى الابتعاد عن أسباب الهم ولكن دون جدوى، ولم يعد بالإمكان الهروب من أوضاع يأتيك فيها الخبر من كل جانب، ومع كل نسمة (...)
تستعصي الأحداث الراهنة على الفهم الكامل لمجرياتها، ولما يمكن أن تصل إليه.. ولعل التسارع الكبير هو سبب هذا الغموض الذي يلف مسرح الأحداث...ولاشك أن ثمة شيء يتشكل ويتبلور في دهاليز السياسة ندركه في لحظة ما ثم تختلط الأوراق والمواقف وتصنيع الفكرة.. ولعل (...)