هل بدأ مسلسل تكميم الأفواه والأقلام؟ واستهداف من يحملون سلاح الكلمة؟ بالأمس تم الاعتداء على ثلاثة من أصحاب الكلمة وقبلهم صدرت فتوى تكفيرية بأربعة.. وقبلهم الكثير من التجاوزات القميئة.. ولا أرى إلا أن المسلسل الكئيب قد بدأ وكأن القادم لا يحمل في كتفه سوى معاول الهدم والنيل من كل من يُفصح برأيه المخالف لأصحاب السلاح وغير الجديرين بحرية المواجهة بالكلمة والعاجزين تماماً عن الإدراك والوعي بمخرجات ثورة الشباب والتي انطلقت من أكمام القهر رافضةً الاستعباد والتخوين والاستهداف الرخيص. إن ما يجري من اعتداءات جسدية بحق أصحاب الكلمة مؤشر خطير على سوء الطالع الثوريّ والوفاق المزمع تأكيده في الواحد والعشرين من فبراير الجاري، بعد أن قدّم شعبنا الكثير من الشهداء والجرحى وعانى مالا يحتمله وضحّى بما هو بأمسّ الحاجة له. أين هي أخلاق الدعاة والحاملين رسالة الدين والقرآن والعامرة قلوبهم بسيرة الرسول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وحُسن تعامله مع ذوي الأديان الأخرى، فضلاً عن المخالفين في إطار الإسلام !. والحقيقة أن ما يحدث الآن هو عبارة عن تصفياتٍ قذرةٍ ما أنزل الله بها من سلطان.. وإنما عززتها فوضى الخطاب المتأزم والفتاوى الكيدية والجهل بحقوق الإنسان من جهة.. والوعي الزائف بمفهوم الحرية وإرادة الإنسان ومعنى وجوده ومدى جديّة شراكته في التنوير من الجهة المضادة. فمتى سندرك أن اليمن للجميع؟ وأن القادم ينتظر منا الكثير من التلاحم.. والكثير من التعايش السامي.. والكثير من الانصهار في بوتقة التوحّد ونبذ الخلافات بكافة أشكالها لبناء يمن الواحد والعشرين من فبراير.. والزهو بالمعنى الحقيقي لثورة الشباب.. والقناعة التامة بالقبول بالآخر كيفما كان رأيه في إطار متسامح لا يتجاوز التعدي على الدين والأخلاق والقيم والمبادئ التي تصبّ في خدمة الوطن.. والوطن فقط.