كن ثائراً أو نصف ثائر مأزوم أو ربع مأزوم حزبي (قرعه) أو وجدت نفسك صدفة في حزب.. لابأس أن تكون أيضاً من أتباع منهج رئيس يمني سابق نُقل عنه القول بأن الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة. إن المطلوب منك ومني في هذا الزمن الذي يتكلم فيه الجميع في نفس اللحظة أن نكون فقط (أوادم) كما يجب.. ولابأس إن كنا في أسر القناعة بأن العقل صار شقاء والقلب أصبح زائدة دودية. والمؤكد أننا لن نكون (أوادم) إذا انشغلنا بالسلطة ونقلها وانشغلنا بنقل المنقول والخلاف على القسمة، فيما الضرب هو سيد الموقف والانفلات الأمني هو لسان الحال والانهيار هو عنوان السؤال والجواب ومحتوى الذي في جوف(الظرف). عندما يقول ابن عدن الأصيل الصحفي المحترم واثق شاذلي: قد نصبر على غياب العمل والمسكن والعلاج وحتى الجوع الكافر، لكننا لانستطيع الصبر على ضياع الأمن والأمان، فإنها رسالة قوية من إعلامي خبير يعيش في مدينة تمنيت أن تكون محمية حضارية ضد السلاح وضد القات وضد كل قيمة متخلفة بما فيها الشكل العجيب المتمثل في ارتداء بعضنا قميصاً فوق فانيله وتحت كوت ومتى؟ على الشاطئ في شهر آب اللهاب وتموز الذي يشتعل فيه الماء العادي داخل الكوز المركوز. لست هنا في وارد تفكيك رموز من يتمترس مع من ومن يثور ضد من ومن يحرض ضد من، لكنني كما أنت لابد من أن نعلن الحزن على تحول «جوهرة» مثل عدن إلى شاكية غياب الأمن وانتشار العصابات المسلحة.. تماماً بذات الحزن على ارتفاع صور المظاهر المسلحة في (حالمه) مثل تعز. شكوى واثق شاذلي مما صارت إليه أمور عدن وشكوى خالد حسان مما تعيشه تعز، وشكاوى كل زيد وكل عبيد مما تعيشه المدينة اليمنية من تردي بقايا الحالة المدنية التي عاشته، ليس رفضاً لمساعي التغيير وليس إعلاء من شأن شعار ويبقى الحال على ماهو عليه، لكنه التعبير عن الألم من غياب قيم الصبر والحكمة وموروثات الخوف من الله ومحبة الوطن. المرعب أن أهل السياسة وأهل القسمة والخلاف على القسمة يصنعون الفتن ويتفرجون على الحرائق والمرافق والحقائق دون أن يعاتبوا أنفسهم ولو بالقول.. لسنا أهل سياسة ولا أهل حكمة، فما الذي يمنع أن نكون مسئولين.. مسئولين (أوادم).. أوادم وحسب..!!