اليوم ال 21 من فبراير 2012م، يوم تأريخي عظيم ستطوي اليمن فيه صفحة من صفحاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية المثقلة بالأحدث المأساوية إلى مرحلة جديدة تحقق فيها آمال وطموحات الشعب اليمني المستقبلية إذ سيسطر اليمنيون فيه أعظم انتصاراته الوطنية لأنه سيخرج اليمن من محنة سياسية أحلت به وكادت أن تدخل اليمن في أتون حروب أهليه طاحنة لا تبقي ولا تذر لكن الحكمة اليمانية لم تكن بمنأى عن مجريات الأحداث فقد وقفت بجسارة أمام المتربصين والكائدين على الوطن وجعلت لغة العقل هو الصوت المستجاب والمتحكم بمقتضيات الأمور حيث جنبت البلد الويلات الكارثية التي كنا على وشك الوقوع فيها. وها نحن على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب من كافة اليمنيين قيادة وشعباً الوقوف صفاً لبناء يمن جديد يتسع الجميع مبدأه حب الوطن أولاً، وثانياً الحفاظ على مكتسباته ومقدراته الوطنية التي ناضل من اجلها آباؤنا وأجدادنا لكي نحيا أحراراً مكرمين بعيداً عن المكايدات السياسية الحزبية والمصالح الذاتية الضيقة التي لا يجنى منها سوى الويل والثبور لا الخير والرخاء .. اليوم ستكون اليمن قد خرجت من عنق الزجاجة، بعد أن كانت مختنقة تبحث عن ذرة هواء تتنفسه..وبالتالي فإن هذا اليوم لن ينساه اليمنيون مدى الدهر لأنه بمثابة المنقذ من الغرق... اليوم سيتربع على العرش رئيس وقع عليه الاختيار من الشعب اليمني برمته كقائد لدفة السفينة إلى بر الأمان .رئيس من اجل اليمن لا يمن من اجل الرئيس .. عبد ربه منصور هادي الرئيس الذي ظل بجانب كرسي الرئاسة 18 عاماً لم يكن يعلم أن القدر سيقعده عليه ليحكم رغم الثعابين التي تحيطه ويرقص عليها الرئيس صالح .. الرئيس التوافقي ينتظره الشعب اليمني بفارغ الصبر ليريهم أفعاله لا أقواله، ليسمعهم صوت الحق ضد الباطل . هادي الرجل الذي لا يستطيع احد أن يشكك بإخلاصه لوطنه وهو نائب للرئيس نريده ايضاً مخلصاً له ولشعبه وهو رئيس للجمهورية ..فالجميع على يقين بان هادي قادر على تحقيق الكثير من المنجزات التنموية للبلد ولكن ذلك لم ولن يكن ما لم نعطه الفرصة الكافية ونبعد عنه تلك الثعابين والحيات السامة والقاتلة التي لدغت صالح بعد حكم دام 33 عاماً.. نريد من هادي أن لا يعتمد كلياً على الحاشية أو البطانة التي ستحويه في تلمس أوضاع الشعب أو نقل الصورة الحقيقية التي يعيشها الوطن لأن فيه هلاك للعروش وضياع للشعوب.. نريد من هادي أن يرسم في ماهيته القانون والدستور اليمني كقاعدة انطلاقة للحكم في ترسيخ مبادئ العدالة والحرية والديمقراطية والمساواة بين المواطنين.. نريد من هادي أن تكون يده حديدية ليضرب بها الغوغائيين والمتمردين عن قيم الولاء للوطن ولمن تسول له نفسه أن يعبث بالثوابت الوطنية والقانون من أولئك المتعجرفين اياً كانوا عسكريين وقبليين وحزبيين ومذهبيين وجهويين ..الخ... نريد من هادي أن يحتضن الوطن وأبناءه كأب حنون لأولاده يخشى عليهم من لسعة البعوض قد تقع على أجسادهم .. نريد من هادي أن يجعل السياسة غاية لا وسيلة في التعامل مع كافة الشرائح الاجتماعية ، وان يجعل الاقتصاد إصلاحاً لما أفسدته السياسة.. نريد من هادي أن يداوي الجراح التي نكأت في أرجاء المعمرة اليمنية وان يلم شمل اليمنيين تحت راية الوحدة والجمهورية والديمقراطية. نريد من هادي أن يجفف منابع الفساد ويحافظ على الوطن من الفئران الصغيرة ... وعاش الوطن بخير ... ووفق الله الجميع لما فيه مصلحة اليمن ...