يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا رسالة من قلب مفعم بالفرح والأمل في يمن جديد ينبض بالعدل والحياة والكرامة والحاضر الكريم والمستقبل المشرق لكل طفل وطفلة.. لكل رجل وامرأة، لكل شاب وشابة.. رسالة أبعثها إلى حاكم اليمن الجديد... في عرس لم تشهده اليمن (بمصداقية) من قبل وفي الحادي والعشرين من فبراير امتلأت المراكز الانتخابية بوجوه ملؤها البِشْر والأمل واللهفة لتعطي البيعة الصادقة للرئيس عبدربه منصور هادي ولمدة عامين وتقبل الرئيس الهادي البيعة فأصبحت عهداً أمام الله ملزماً على من أعطى ومن قبل، ولله الأمر من بعد ومن قبل. ((يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)) من واجب الرئيس علينا أن نعطيه النصح الصادق مكتوباً أو شفاهاً ومن واجبه نحونا أن يتقبل النصح بصدق وصدر رحب... الجميع يعلم أن اليمن تمر بفترة حرجة ودقيقة وخطرة وأن عبد ربه منصور أنبرى لحمل أثقالها فأعانه الله بنا وعلينا.... ما ننصح به رئيسنا الجديد وما تفرضه علينا البيعة التي وهبناها له هو في الحقيقة ما جاءت به الأديان السماوية وسيرة الأخيار من الحكام... عندما تولى الخليفة العادل عمر بن الخطاب الخلافة وقف في المسجد وخاطب المسلمين قائلاً “ما أنتم فاعلون لو حدت عن الطريق هكذا ((وحرف يده)).. فأنبرى له رجل أعرابي من عامة المسلمين وقال له وقد استل سيفه «لقلنا بسيوفنا هكذا»... وحمد الله عمر (رضي الله عنه) وشكره أن جعل بين المسلمين من صنف هذا الرجل القوي... أتعلم من هم في الساحات من الشباب؟... إنهم بدون ريب أحفاد ذلك الرجل الأعرابي العظيم فلا يضيق صدرك بهم ودعهم يواصلون مسيرتهم ففيها دعم لك لإنجاز الإصلاحات واجتثاث الفساد والفاسدين.. وبإذن الله سيظل الخيرون من أهل اليمن على دعمهم لهؤلاء الشباب مع تنظيم وضعهم حتى لا يتضرر أحد من المواطنين، فالمستهدف بحركة الشباب إنما هم من أكثروا في الأرض الفساد . أولاً : لا تسمح لأجهزة الإعلام والرسمية بالذات أن تصم آذاننا بأناشيد التمجيد والنفاق وتأليه الفرد وتنصيب الأصنام وتعليق الصور، فكفانا ما عانيناه من مثل ذلك التأليه وأنت لست بحاجة له ولا لهؤلاء المنافقين، فإن معك الله ورسوله وصالح المؤمنين من أبناء هذا البلد . ثانياً : لقد شاهدنا حولك وجوهاً تعودنا منها النفاق، فاحذرها وكن حصيفاً في اختيار مستشاريك ورجالك وما أكثر الخيرين في اليمن ولكنهم لا يرمون بأنفسهم تحت أقدام الحكام بل على الحكام أن يبحثوا عنهم ويذهبوا إليهم، فلهم عزه نفس ونخوة هي ما تحتاجه أنت وكل الحكام... وخذ منهم مشورة صائبة خالية من التزلف والرياء والنفاق. ثالثاً: احذر ثم احذر من التفاف الأقارب وأبناء العم والخال والقبيلة حولك فإنهم سرعان ما سيتحولون إلى ذئاب ضالة تنهش في كل من يقترب منك وتلف حولك دوائر من نار الضلال وسيكون شوكة في حلقك يصعب اقتلاعها، والتاريخ يروي لنا نصيحة الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه للخليفة الذي سيأتي بعده عثمان رضي الله عنه ألا يولي أقاربه على رقاب الناس فيظلمونهم ويجورون وصار ما صار وكلنا يعلم بما انتهى إليه صاحب رسول الله والمثل الأعلى في الورع والزهد عثمان رضي الله عنه حيث قتل خليفة رسول الله وما نتج عن ذلك من فتن يعاني المسلمون ويلاتها حتى اليوم . رابعاً : نسأل الله ألا يكون قد تسرب إلى مالك بعض الأموال المشبوهة التي زخر بها المقربون في العهد الماضي وعليك بمراجعة حساباتك وما تشتبه فيه فأعده إلى دار مال المسلمين، فإن فعلتها فإنك بإذن الله ستضرب للحكام المسلمين عامة والعرب خاصة كم هم كبار رجالات اليمن وستكون أنشودة تزغرد بها النساء ويترنم بها الشباب في كل عهد، وأضف لذلك أنك ستصبح قادراً على التعامل مع رموز الفساد ومن أثرى على حساب الجياع وبكل قسوة وشدة حتى تأخذ الحق من القوي وترده للضعيف وأنت شامخ الرأس قوي الساقين..... بل لعلَّ الناس على دين ملوكها فيأخذ الكثيرون منك القدوة الحسنة أعانك الله على نفسك.... وإن النفس لأمارة بالسوء. خامساً : احذر من حاملي المباخر وضاربي الدفوف من المتزلفين والمنافقين الضالين فإنهم والله سيوردونك المهالك ويضعونك في موقف ليوم لا ينفع فيه ندم يكون حينها خصيمك محمداً بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه.... فهل تريد ذلك لنفسك.. حاشاك.؟ سادساً: لقد كان من سيئات من سبقوك المواكب الضخمة والهيلولة واستفزاز مشاعر المواطنين فاربأ بنفسك عن ذلك ومر من حولك بذلك وجزاك الله خيراً فمن تواضع لله رفعه...... بقلوب عامرة بحب الله واثقة من نصرته نرفع أكف الدعاء بأن يجعل التوفيق حليفك ويحفظك من أصدقائك قبل أعدائك . ونسأل الله ألا تصل إلى موقف تهين فيه نفسك وتاريخك وتطلب الحصانة في الدنيا لتفقدها في الآخرة يوم لاينفع مال ولابنون . المدير التنفيذي لمجموعة شماخ التجارية