عيد ميلاد ماذا؟ إنه ليس أكثرمن بحث عن الشقاوة والمشاغبة والمتاعب لرئيس خرج لتوه من بين الدماء والثارات ،والحصانة التي أعطيت له من أجل أن تغرب الشرور من اليمن. حفل بائس حقاً يرقص على الاشلاء والجماجم أشبه بحفلة زار تدشن مرحلة قطع الطرقات وإعاقة الانتقال الآمن.. والمؤسف أنه يُحمى بآلاف الجنود من الأمن والحرس بصورة بعيدة عن الشرعية والنظام وبحركة سوداء تشبه إخراج لسان السخرية للشعب والرئيس المنتخب والحكومة والمجتمع الدولي وتقدم دليلاً على أن علي عبد الله صالح وأولاده لا يرغبون بإخراج البلاد إلى طريق آمن.. ومصرون على البقاء بمالديهم من قوات مختطفة خارج الشرعية الانتخابية والإرادة الشعبية والمجتمع الدولي. عيد ميلاد «الزعيم» مهزلة جديدة من الشقاوة تطلق صفارة الفوضى مالم ينتبه لها الجميع وينزع من صالح أدوات الخطر ومخالب المشاكل المتمثلة ببقاء أولاده على الحرس والجيش.. هل شاهدتم زعيماً أو رئيساً أو ملكاً أقام عيد ميلاده في شارع عام وقطع الطريق في وضع غير مستقر، والشعب يعيش المآسي التي صنعها خلال وجوده الطويل؟ حتى معمر القذافي لم يفعل هذا عندما كان ملك ملوك افريقيا. كان صالح قد هدد من قبل أنه سيعلمهم كيف تكون المعارضة وأنه سيخربها إذا أُزيح من الكرسي، وطالما بقي ستون ألف جندي ونصف ذلك أمن مركزي تحت قيادة أولاده ومليارات من أموال الشعب، فإنه سيبقى مصدر خطر.. وهو مايعني أن نزع مخالب الفوضى هي الأولوية الملحة.. وهو أمس قدم دليلاً دامغاً على العمل خارج شرعية الرئيس المنتخب، فمن أخرج آلافاً من الأمن والحرس أمس لحماية المهزلة وتعريض أمن العاصمة للخطر؟.. هل هو الرئيس عبدربه؟. لامناص للرئيس هادي من إصدار قرارات عزل وتغيير القيادات العسكرية التي تهدد الاستقرار وتعيق التغيير وتتصرف بأجندة الميليشيات الخاصة اليوم قبل غدٍ.. إنه علاج لابد منه ومضاعفات العلاج أرحم من بقاء الداء واستفحاله. نذكر أن الرئيس السابق أقام الدنيا ولم يقعدها عند قدوم علي ناصر محمد بعد الوحدة، لأن عشرات استقبلوه في المطار وخاطبوه بالرئيس السابق وهو لم يملك حينها حتى حارساً شخصياً ولم يهدأ «صالح» حتى عاد علي ناصر إلى المنفى فوراً بعد خطاب ألقاه مهدداً بأنه لن يسمح بوجود رئيسين في البلاد، فماذا يفعل «الزعيم» وأولاده اليوم وهو يحاول أن يكون أكثر من رئيس سابق وأقوى من الرئيس الشرعي؟. من حق هادي وواجبه أن يكون الرئيس الوحيد في اليمن وعلى «صالح» وأولاده أن يدركوا هذا جيداً، وعليهم أن يدركوا أن وضعاً كهذا لن يستمر وتكلفته باهظة كان الشعب الحكيم قد حاول تجاوزها بالحصانة.