يبدو أننا سنبدأ , من الآن وصاعداً , التعامل بالتقويم الجديد لأحزاب اللقاء المشترك . قّسم اليونانيون السنة إلى 12 شهراً, وقسم المشترك الثورة إلى 12 شرطاً. تدهشنا أحزاب المعارضة هذه بعبقريتها الخارقة ,و خلال فترة حكمها الحالية , لا شك أننا سنشهد نهضة صناعية , غير مسبوقة . مثلاً, هل بالإمكان , أن نجد في الوطن العربي , أحزاب معارضة, تجيد تحويل «الثورات» إلى «مبادرات»؟ لا أعتقد هذه صناعة تحويلية لا ننفرد بها إلا نحن . كان اليمنيون يتفاءلون بأن أي قوى سياسية ستحكم اليمن بعد عقود من الظلم والفساد الظالم , سيكون من أولوياتها الاتجاه نحو الاستثمار في الانسان , وإعادة المجد الضائع للتنمية والاقتصاد والصناعات التحويلية , لكن ما حدث هو العكس . كنا نتوقع أن نسمع أنباء بالإعلان عن برامج استكشافات نفطية ومعادن, تعيد الأمل للناس, فتفاجأنا بأن القوى السياسية, وخصوصاً أحزاب المعارضة, التي تقول إنها جاءت من قلب الساحات, تقوم بعملية تنقيب في الثورة الشبابية فقط. الثورة تتحول إلى «تسوية»، أهداف الثورة, التي قدم مئات الشباب أرواحهم فداء من أجل تحقيقها , حولها اللقاء المشترك إلى «شروط» 12 شرطاً . تقويم جديد للثورة . يناير , يوازي منع صالح من ممارسة السياسة, وفبراير يعادله يمنياً, إزاحة القادة العسكريين المتهمين بقتل شباب الثورة وقصف المدن, ومارس يوازيه إقالة السفراء الذين لا زالوا يأتمرون بإمرة صالح و أولاده , وهكذا . هذا تقويم جديد للثورة اليمنية, وكما يتعامل الشام ب«كانون» و«شباط», سنتعامل بهذه الشروط ال 12 الجديدة , وسنرى إن كانت احزاب المشترك قادرة على تنفيذها . مؤكد أن للقاء المشترك , تجربة جيدة في مصانع الحديد , وعملية صهره . لاحظوا , اهداف الثورة التي تم صهرها الى «شروط», قبل يومين , تتضاءل , وتتحول إلى «أفكار». بجاحة لا آخر لها . الشروط التي من المفترض ان تتم قبل كل «بيعة» , توضع بعد أشهر , وتتحول فيما بعد إلى «أفكار», وربما الى «نصائح أخوية» فيما بعد , يسديها محمد قحطان لأخيه علي عبدالله صالح , وينصحه من القلب إلى القلب, بترك السياسة لأنها «مضرة بالشرايين وتسبب جلطات» . هذا ليس بمستبعد . كل مشاكلنا السابقة , كان سببها أن نظام صالح بلا كلمة . لا يستحي وله من الوجوه ألف , لكن يبدو أننا سنشاهد نماذج عصرية وحديثة من «الوجوه الربل» عند شركاء الغنيمة . أريد أن أعرف فقط , ما هو شعور قادة احزاب المشترك , وخصوصاً من وقعوا على المبادرة اللعنة , وهم يقرأون تصريح عضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشيخ محمد الشائف :«مرشح المؤتمر للرئاسة في 2014 هو أحمد علي عبدالله صالح». أتمنى أن أقرأ ما جال بخاطرهم لحظة قراءة هذا النبأ . لا نتوقع ردة فعل غاضبة جداً, مثل التي ستصدر من ذلك الذي فقط أولاده من أجل ثورة لطشت بليل , فمن يقدم «نصائح», سيخرج لنا في 2014 بآلاف التبريرات التي تقول إن أحمد علي مواطن صالح , ومن حقة أن يترشح حتى للجامعة العربية . يا للفضيحة ,حتى التوريث الذي كنا نفاخر بأننا قضينا عليه, نكتشف اننا نرسي قواعده بعناية , وإن نجح ذلك , فسيكون اللقاء المشترك ,قد دوّن تاريخه بأحرف من عار . [email protected]