(1) آل سعيد أنعم.. “غرس التمدن” إنها بضعة كلمات نُلبسها شعائر الوفاء في زمن الجحود والإنكار والتردي والازدراء، زمن نظن فيه أننا حين ننهشُ في بعضنا نحصد أوسمة البطولة ونسكن بين الأسماء اللامعة ذات “الخواء”. “يا بني قر واستقر” وألجم فاكَ، وقل ما ينفع الأوطان ويخدم القضايا، لا ما يُندى له الجبين ويخِل!. أتقول ما لا تفهم، وتفعل ما لا تُدرك، وتكتب ما تتبرأ منه الأقلام وتفِر!. “يا بني قر واستقر”، وألبِس نفسكَ ثوب الكرامة والحرية المتلل بالأدب والعلم، ولا تتخطَ مختالاً فخوراً كأنك “ثمل”! يا بني بئس من يدّعي البناء ويخلف خلفه خراباً وعِللاً!. آل سعيد أنعم.. “غرس التمدنِ” في موطننا، فاصرف النظر عنهم، كفى تقديم الشرفاءِ “قرباناً” لزُحل!. (2) “فلسفة الرحمة” هؤلاء لا ينشغلون عن قضايا الناس بمحاربة وشتم وطعن نزاهة ووطنية الناس، ولا يستخدمون الجاه والمال والسلاح لإخضاع وترويع الناس. إنها المسؤولية التي تبناها الرواد من منشأ الخير والسلام “قرض” الأبية النبراس، وهكذا تربى بنو السعيد، محبين للأوطان، يستنشقون ربى الأرض بين الأنفاس، لا يأكلون حتى يأكل الأيتام، وها هو الوالد عبدالله عبده سعيد - حفظه الله - في “قرض” النقاء مسقط الرأس يبعد الطعام عنا، إنا وفريق من الأجانب جاءوا لإقامة مشاريع إنسانية في تعز الحرية والثورة والحماس، ولم نكن قد بدأنا مع الأكل بالانغماس حتى سحبها منا وقام بنفسه لتقديمها لأيتامٍ يعيشون بين الرجاء واليأس وقال: “هم أولى منكم، ولاتزال بطونكم ملأى بالأكل، بينما هم جياع في بأس”. نساؤهم الفاضلات معين من الإحسان سليلات الكرام، تجدهم في رعاية أهل الابتلاء ومن عليه الزمان تبدل وضام، يجلسون مع أطفال السرطان، يرسمون على وجوهم الأمل والابتسام، ويغيثونهم من وطأة “الكيماوي” وشدائد القهر والفقر والآلام. تراهم صباحاً من مشفى لمشفى، ومن دار العجزة لدور الأيتام، وفي المساء منازلهم تمتلئ بالمعوزين وأهل الأسقام لا يردون سائلاً من أي مقام. علموا أنني وحيدة من الأهل كالغصن اليافع يصارع العواصف الهوجاء فوق الصخور الصماء في الليالي الظلماء، مهاجرون أهلي بين الخارج والقبور، والبعض مهاجر في النسيان! فكانوا رجالاً ونساءً على الموعد في كل موعد ابتلاء: مرض، حزن، موت، أجدهم سندي وظهري بعطف وحنان ورحمة وسخاء. هؤلاء هم “بيت هائل” الأنقياء وكافة “آل سعيد أنعم” الأشاوس، الجهابذة الأوفياء، كلهم سواء من الأجداد الأربعة والفروع الأربعة: محمد سعيد أنعم، عبده سعيد أنعم، هائل سعيد أنعم، وجازم سعيد أنعم. إن أقل من في هذه الأسرة رحمة، إذا قارنته بغيره تجده نابغة من الرحماء!. (3) عجبي! عمن تتحدثون أيها السادة حين تهاجمونهم برذائل ما اعتدتم إليه أنتم من أدناس، يا لكم من أبالسة احتار فيكم الخناس! “يا بني قر واستقر”، لا تقطع حبل الخير بمقص الغباء وتتبع من يبث الفرقة والأحقاد والوسواس، النفس الناقمة تقطع شرف صاحبها كما يقطع صلب الأشجار الفأس! “يا بني قر واستقر” آل سعيد أنعم السمو والرقي والعدل مبدأهم “جميعهم”، ممزوجٌ بزهدٍ تام والتقوى لهم أساس، لا يختلف فيهم اثنان بعكس كل الناس، إرثٌ وطنيٌ شامخٌ، يرفع الرأس، وعلى هذا فلتسيروا أيها الشباب اليافعون بناة اليمن المدنية والحضارة واقتدوا بهم، فهم للمدنية مقياس! دمتم في يقظة!.