إهداء إلى الأستاذ/ حمود خالد الصوفي (المحافظ المفترى عليه) أنت أنت كما عهدناك فتى عصامي صهرته الخطوب حتى تفولذت إرادته واستعصت على الانكسار ،ودججته بأحلام لا يعتريها الوهن ولا تشيخ ،وكل ما تقادم بها الدهر واشتدت ضراوة الألسن الوالغة في وحول الابتذال زادة فتوة ونظارة واتقاد أنت أنت كما عهدناك مناضلاً يحتذي وجوه المخاطر والصعاب غير آبه بمن تتأجج نار الغيرة في صدورهم فذهبوا يصوبون نحوك سهام ثرثراتهم في متاكىء القات التي تحولت إلى حفلات مسوخ لاتجيد غير الرقص على إيقاع جلبة الغيبة والنميمة واكل لحوم الناس. إنهم يهلكون أنفسهم بحثاً في ماضيك وحاضرك عن مثلبة تمنحهم ورقاً يخصفون بها على سوأتهم فلم يجدوا غير فعلٍ سياسي نقي كالشمس يضاعف عريهم فلاذوا بظنونهم وظنوا انك مغرم بالمناصب ،عاشق للمراتب ،وماادركوا ولن يدركوا أن أعلى المناصب تتقزم أمام علو قامتك ،وارفع المراتب تتضاءل أمام تسامي حلمك وشموخ طموحك وانك بذاتك حزب ،وبمريديك أمة ،وبقلبك الرحب الفسيح وطن لايضيق باحد من خلق الرحمن حتى بأولئك الذين عجزت مداركهم أن تعي انك اتيت إلى الحياة السياسية من رحم أحلام البسطاء وعدالة طموحهم بتحقيق ذاتهم والتحرر من تابوهات الوصاية الشخصية والحزبية التي تعتبر أن الجماهير قطيع من الإمعات المكبلة بسلاسل التبعية العمياء ،ومجرد ألسن للهتاف تحشى أدمغتها بالشعارات وتنطلق في ماراثون الضجيج والمديح كل ما استدعت حاجة الشيخ أو الزعيم أو الحزب ذلك ،وإن كينونتك السياسية والثقافية والقانونية أنضجتها حرارة التجارب ونيران الشدائد التي حاصرتك ورامت تدجينك وأنت لما تزل تلميذاً يستقبل صباحات الوطن بالنشيد المدرسي المتوثب للتحليق في فضاءت الحياة. اعرف انك وفي احايين كثيرة تدفع ثمن ما جناه الآخر عليك أو حتى على نفسه لانك لا تنتهج ردات الفعل في علاقتك بالناس ولا تستسيغ الانتقام وتلك أمور منحت بعض السفهاء فرصة التمادي في الاستفزاز والأذى انهم ياصاحبي يبحثون عن شيء يعلق تقزمهم ولانهم لايجرؤون أن يقولوا عن غيرك مايقولون عنك فغيرك سيستدفعهم ثمناً باهظاً وأنت لن تفعل لأنك أنت ولست غيرك أنت أنت كماعهدناك .. شاعر يفسح في خاطره المثقل بالهموم العامة حيزاً للشعر وتبدع القصيدة النشوى بتسابيح العشق المقفى بابتهالات النبوغ فتهمي شلال لحن مصفى يغسل النفس من أدران السياسة وغبار التعب.. فلا غرابة إذاً إن أثارت مواقفك الجدل ومقالاتك التساؤل وقصائدك الحيرة والإعجاب معاً وكل ذلك لأنك أنت دائماً ولست غيرك.