إننا على عتبة الغد الموعود , أدمنّا الطرق ويوشكُ أن يفتحَ لنا, هذا هو ما تبادر إلى ذهني مع أول تحركات متذمرة صدرت من الرئيس السابق وأتباعه بعد إصدار الرئيس هادي لجملة من القرارات الممهدة لقرارات أكبر في الفترة السابقة , كل تصرفاته والمحيطين به تشير بكل وضوح بتبرمهم من سياسة الرئيس هادي, وإظهاره لشخصية جديدة ربما غابت عن تكهناتهم السابقة ولم يكونوا يتوقعونها من الرجل الصامت والمسالم لأكثر من سبعة عشر عاماً , تلك القرارات التي تسعى بالفعل الى ارساء سفينة الوطن على بر الأمان.. خابت توقعاتهم ولم يتبقَ لهم إلا الرضوخ لحكم الشعب والشرعية التي اكتسبها هادي بحكم الضرورة و احتشاد الملايين لإعطائه الشرعية المستحقة والتي يستطيع من خلالها إجراء التغييرات الضرورية في الوقت المناسب.. ربما يتبرم الكثير من المتواجدين في الساحة ويرون أن التغييرات لم ترقَ بعد إلى المستوى الذي طمح إلى اجرائها الشعب الثائر. و لكننا نقول بكل امتنان و زهو إن ما يقوم به الرئيس هادي هو بالفعل ما ينبغي له أن يكون. و حتى لا ننجر بعيداً وراء تفاؤلنا و أحلامنا مرة أُخرى ثم نصاب بانتكاسة جديدة, فلننظر إلى أمر التغيرات الحاصلة الآن بعين الحيادية والاستقلال التام حتى نستطيع قراءتها بشكل سليم وسنجد أن الأمر لن يعدو كونه واحداً من اثنين: فإما أن تكون القرارت الأخيرة في طريق إعادة هيكلة الجيش تتجه صوب نتف ريش النظام المتهالك وإزالة مراكز القوى المستندة الى القوى العسكرية بداية من بعض القيادات الهامة حتى لا يتبقى إلا الرؤوس الكبيرة والقيادات العائلية والمتمثلة في قيادة الحرس الجمهوري وقيادة الفرقة وقيادة الأمن المركزي وقيادة الامن القومي وعندها لن يكون أمامهم من خيار سوى الإقالة أو الإقالة, ربما مع منحهم بعض المناصب التشريفية بصيغة الركن على الرف أو بدونها. إننا باستقراء بسيط سنجد أنفسنا نميل إلى أن التغيرات أخذت طابع الرتم السريع والمفاجئ والحاسم وطالت شخصيات كبيرة وقيادات عليا على الصعيد العسكري والمدني على السواء , وإن كنا نسلم جميعاً بأن الأمر ليس مفاجئاً بمعنى الكلمة وإنما ضرورة حتمية فرضتها الثورة والظروف المحيطة.. على الجميع أن يدعم فرصة هادي التاريخية وأن يقف بجانبه. فلو ألقينا نظرة على ردرود الأفعال والتصريحات اللامسئولة لشلة النفعيين لوجدنا أننا بالفعل نسير في الاتجاه الصحيح و أن الأمل قائم بشدة الآن. إن الرئيس هادي أثبت في كل تعاملاته خلال السنة الأولى للثورة وما تلاها من أحداث أنه بالفعل الأحكم والاقدر على احتواء كل التباينات والاختلافات ويمتلك طاقة الحزم الضرورية لتطبيق ما يراه الأصلح دون الالتفات لردود الأفعال القادمة من القلة المتضررة بصفة شخصية من قراراته. فأقول للشباب في الساحات والميادين: إن كان من ضرورة لبقائكم في الساحات والميايدن فليكن لحماية الشرعية الحقيقية التي ارتضى إعلانها أمام العالم أكثر من سته ملايين ناخب والوقوف إلى جانب الرئيس هادي في هذه المرحلة الحرجة. إن رفض تنفيذ قرارات الرئيس هو التمرد الحقيقي وهو إعلان الحرب رسمياً وجر البلاد إلى دائرة الفرقة والعنف , وهم كما عهدناهم لا يعنيهم سوى أنفسهم ولا يهمهم سوى البقاء على سدة الحكم ولو من الباب الخلفي, ويجب تفويت الفرصة عليهم برص الصفوف والوقوف مع الرئيس في قراراته. فما يحدث الآن من تغييرات هو ما اتفق عليه الفرقاء ووقعوا عليه أمام العالم فيما يسمى بالمباردة الخليجية , فهل كانوا يتوقعون أنها ستظل مجرد مراوغة وحبر على ورق ولعبة “سد حنك” يتملصون من بنودها متى شاءوا دون دفع الثمن المعقول “وليس العادل, فالعدل يقتضي المحاكمة ورد الحقوق”. خاتمة: إن تشكيل قوات خاصة تابعة بشكل مباشر للجنة العسكرية المخولة بإزالة المظاهر المسلحة والتمترس ضمن المبادرة الخليجية وفي هذة الظروف بالذات عمل احترافي جبار من الطراز الرفيع يستحق الإشادة والدعم الكامل من قبل أنصار الثورة.