لم يلق بند من المبادرة الخليجية مالقي البند الخاص بهيكلة الجيش من الاهتمام والتركيز والصدى والهالة الاعلامية التي حظي بها هذا البند ولكم وجدنا هذا العنوان على مدى شهرين يتصدر واجهات الصحف ولا تكاد تخلو صحيفة من طرق موضوع الهيكلة لما لذلك من أهمية تبعث على القلق وثثير هواجس الخوف تجاه الوطن ومستقبله وطالما أن للهيكلة هذه الاصداء والتفاعل من كافة الأطراف السياسية حتى أنها غدت ( والحديث عن الهيكلة ) قضية للتدرب على الكتابة الصحفية فكل من خطرت له فكرة الكتابة ( مشع له ) الهيكلة وجرب عليها قدراته الكتابية خاصة إذا رافق ذلك صورة الكاتب جنب الهيكلة وهنا يتخيل الكاتب نفسه محمد الماغوط والكوفية الشهيرة فوق رأسه او أحمد الجارالله بالعقال والحركة التي يبدو عليها هذا الأخير رئيس تحرير كبرى الصحف في الكويت الشقيق الغريب أن كثيراً من الكتاب وفي مختلف الصحف سواءً الرسمية أو الجزبية أو الأهلية ( خلوها محلقة ) على الهيكلة فالكل يبدي مواهبه التحليلية والسؤال الذي نجد أنفسنا أمامه هو طالما أنكم مهتمون بموضوع الهيكلة وطالما أنكم مخلصون وقلقون إلى هذا الحد فاضغطوا على نخبكم واحزابكم وقياداتكم واعضاء الحكومة الذين يمثلون أحزابكم للتعاطي مع الهيكلة بروح تُغلّب مصلحة الوطن وتسهم في وضع اللبنات الأولى للدولة المدنية وترسخ الاستقرار بعيداً عن النوازع الحزبية والولاءات العبثية وأقولها بملء الفم إن لم تكن النوايا الطيبة والحسنة تجاه الوطن حاضرة , فالحسم أمريكي خليجي في مسائل سيادية وتهم اليمنيين أولاً , فالهيكلة هي دمج الجيش وتوحيد نظمه الداخلية بروتين منصهر بأنظمة وزارة الدفاع واما موضوع الإقصاء والتغييرات والتعيين وإبعاد فلان وترقية علان فذلك لن يتم إلا بقرارات جمهورية وليس للهيكلة علاقة من حيث انها نظم واللبس الذي يقع به كتاب لهم باع طويل في الكتابة والخلط الذي يقترفونه يجعل المرء يضرب أخماساً في أسداس وتنتابه الشفقة على هؤلاء الذين تهرف أقلامهم بما لاتعرف ثم إن المواطن الآن بحاجة إلى هيكلة الجيب أولاً واقصد جيبه المعبأ بالهواء مقارنةً بجيوب القادة العسكريين المليئة بأنواع العملات , صحيح ان لا اقتصاد ولاتنمية ولا يمكن أن تتحسن الاوضاع المعيشية إلا بتحسن الأجواء الأمنية واستتباب الاستقرار إلا أنني أظن أن على حكومة الوفاق وقد هيكلت وزراءها فبانت عليهم ملامح التقشف إسقاط هذه الوضعية على الجنرالات وقادة الواحدات فمتى ما وجد القائد العسكري جيبه مهيكلاً كما تهيكل جيب كل وزير في حكومة الوفاق سيجد نفسه راضياً ومطواعاً لأي آلية أو سياسة او قرارات تأتي في هذا الخصوص ولعلنا سمعنا ما قاله وزير الدفاع في جلسة البرلمان المنعقدة في تاريخ 2/4/2012م الجلسة التي استدعى فيها نواب الشعب الحكومة لاستجوابها عن التردي الامني المريع الذي يجتاح البلاد حيث تحدث اللواء ناصر بكل شجاعة وجرأة مفصلاً الموضوع الأمني وكاشفاً ما في الكواليس من عراقيل ومصاعب وشخصيات من العيار الثقيل واظن طرح اللواء ناصر يغلق الباب في وجه كل من هب ودب للكتابة عن الهيكلة وختاما أود أن اضع سؤالاً هو : هل يعمل أعضاء اللجنة العسكرية بدون مزايا مالية واستحقاقات غير رواتبهم أم إن جيوبهم لم تخضع للهيكلة ؟؟ إذا كانت الإجابة تؤكد أنهم يعملون بنفس صيغة هيئة مكافحة الفساد التي يُصرف لأعضائها بدل ومكافآت تعكس الفساد بعينه الأمر الذي حمل الأوساط الوطنية على إزالة مفردة مكافحة من تسمية الهيئة فصار الاسم «هيئة الفساد» كذلك اللجنة العسكرية إن لم يكن أعضاؤها بجيوب مهيكلة فلا تحلموا أيها اليمنيون بهيكلة الجيش.