أحمد أحد الشباب اليمنيين الذين مازالوا يذوقون مرارة البطالة وقساوة التأهيل وانعدامه وقلة الوصول إلى فرص العمل رغم خبراته العملية خاصة أنه فقد عمله.. اتصل أحمد بي محيياً ومتسائلاً عن حالتي وما أن رحبت به إذا به وهو يشعر بحدسه أنني على الأقل سأستمع له إلا وبادرني بالتوضيح أنه منذ حديثه معي قبل «3 4» أشهر وهو دون عمل ووالده مريض وقد عجز عن توفير العلاج والإيجار و... و...إلخ تألمت لحاله، فليس حاله بحال من فقد العمل فأية أسرة ميسورة أو متوسطة الحال ستعينه أو أنه أحد مزدوجي الوظيفة له رقم عسكري ينساب من خلاله راتب لا ينقطع ولا يخصم عنه، فهو ليس من أبناء موظفي الدرجة، فلهم الله يجوعون يرمون على رصيف البطالة ليس هم الوحيدون فكُثر قد رُمُوا قبلهم وعليهم إما البطالة الدائمة أو التزلف لهذا المسؤول أو الارتماء في أحضان قوى التطرف والإرهاب أو الدخول إلى عالم التهريب والهروب غير الشرعي لخارج الوطن وما يتضمنه ذلك من تعرض للخطر والموت والاعتقال إذا ما قبضت عليه الشرطة أو حرس الحدود، وما أدراك ما الترحيل ومآسيه التي تتوج خاتمتها في مطار صنعاء الدولي دون أبسط تلبية النواحي الإنسانية، حيث يخرج الشباب والرجال اليمنيون المرحلون غير مأسوف عليهم دون شربة ماء أو قرص روتي أو تكلفة المواصلات إلى محافظاتهم، هذا ما قاله أحد المرحلين الشباب الذي خرج ماشياً من مطار صنعاء حتى شارع الستين والمسكين لا يعرف الطريق الذي يوصله إلى الفرزة ليتجه نحو مدينة إب وربنا يحلها له في قيمة المواصلات كما كان منظره مؤلماً وقد أحرقت الشمس وجهه والجوع والظمأ نهشا معدته وما يفترض أن تقدم الدولة لأبنائها فهو المؤلم.. ففي الوقت الذي أرسلتهم الدولة المرحلين منها لفظتهم دولتهم وكأنهم فئران!! تألمت لحاله وحال أحمد، فأي وطن هذا طارد لهم يعاملهم بقسوة، وأي فقر هذا الذي كان حظهم به لصيقاً وكيف أن كل ابن أسرة ميسورة لا تتركه..؟ أما حظ أولئك الفقراء لا ولا ولا.. جلت بخاطري وتفكري لحالة ضعف الخدمات وبالتالي فرص العمل وما ينجم عنه من عدم المساواة وعدم اتخاذ من الحلول للحيلولة حتى لا تتسرب الكراهية لفلذات كبد كل مواطن غيور بسبب هذا الواقع المؤلم!! واستعرض بخاطري ذلك التنوع التنموي الهائل لبلدنا من الثروات المهدورة مالية ومادية “قيم” على سفح سوء الاستخدام والتوزيع وإثارة النعرات والخلافات المذهبية والبعثرة والتسليح الزائف، وذلك العنف الذي يطال بيوت ومدن الوطن من تقطع دائم للكهرباء والماء وكأنه قدر البسطاء أن يُذلَّونا بحرمانهم من الخدمات علّ وعسى تصل الرسالة “حرمانهم من الكهرباء” وينالون ظلمة وتعطل عن العمل والبقالات ومحلات الخياطة والكمبيوتر والتجارة وهي رسالة للفقراء.. أما المسؤولون فبيوتهم تُنار بكاملها إما بمولد كهربائي وإما بسحب من منطقة كهربائية أخرى. تُرى أي حال يعيشه شبابنا من حرمان، وأي فرص عمل تشح لهذه الأوضاع والاحتياجات المنعدمة التي تنعكس عليهم سلباً..؟ لا أملك إلا أن أقول لأحمد وزميله الله معكم وعسى أن تخرج الأرض اليمنية من جنباتها من يؤمنون أنها بلدة طيبة تولد العمل والتأهيل والتنقل في جنباتها ورب غفور عسى أن يرحمكما الله برحمته ولا يحملكما وزر ظالميكم.