كثيراً ماتحدث الناس عن المظاهر المسلحة وإزالتها من الشوارع وعدم حمل السلاح في عواصم المحافظات وغيرها لكن الأهم من ذلك هو مانسمعه عن تكتلات وطنية تقام لبناء دولة مدنية حديثة والقائمين على هذه التكتلات هم سبب خراب الدولة المدنية الحديثة، إن من يبحث عن الدولة المدنية الحديثة عليه أن يعلم أنه لابد أن يكون قدوة للآخرين أما أنه يقول كلاماً يخالف أفعاله هذا محال يجب على من يريد أن يشكّل الدولة المدنية الحديثة أن يبدأ بنفسه أولاً في التخلي عن العنجهية والمشيخة أما أنه يمر في الشوارع وبعده كم سيارة تحمل عدداً كبيراً من المسلحين ومن ثم يطالب بالدولة المدنية الحديثة ويا للعجب إن رفع السلاح ورفع المظاهر المسلحة من أهم أعمال اللجنة العسكرية وذلك ليشعر المواطن بالأمان أما أننا لازلنا نشاهد كل يوم المشايخ يمرون في الشوارع ومعهم كذا سيارة وكم هائل من المسلحين في ظل هذه الحالة لن نشعر بالأمان ولن نبني الدولة المدنية الحديثة التي تستند إلى النظام والقانون والكل فيها سواء. وهناك مظاهر مسلحة تعد من أخطر المظاهر المسلحة ليست تلك التي نراها في الشوارع وعلى أعناق الرجال وإنما تلك التي نسمعها ونراها ونقرأها في الإعلام الرسمي وغير الرسمي وهذا أمر أخطر من السلاح المعلق في أكتاف الرجال. إن المظاهر المسلحة في القلوب هي التي تسبب حمل السلاح وبالكلمة يقتتل الناس والحرب الإعلامية أشد وأخطر من الحروب العادية والسبب في ذلك أن الحروب العادية تنحصر في مكان معين أما الحروب الإعلامية فهي تنتشر في كل مكان وتأثيرها يصل إلى كل فرد في المجتمع ومن هنا أريد أن أصل إلى نتيجة مرادها أنه يجب علينا أولاً وأخيراً أن نزيل المظاهر المسلحة من القلوب والمتاريس من العقول عملاً بقول الله تعالى {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون} وما جعلني أكتب هذا هو بعض المقالات الصحفية التي تسبب الفرقة وتدعو إلى المناطقية والطائفية وهو مايثير الفتنة أكثر، فالحديث يجب أن يكون متوازناً يدعو إلى لم الشمل وجمع الكلمة.. لانريد أن نكون شاردين طوال الوقت والشرود يسبب الخروج عن الصواب في بعض الأحيان وكثير من الكُتّاب الذين أوقعوا أنفسهم في الخطأ من خلال تحاملاتهم وتأييدهم لطرف دون آخر والحقيقة هو أنه يجب أن نكون منصفين فهناك أخطاء يقع فيها الطرفان ومايجب علينا هو تصحيح الخطأ للجميع وترك التشهير في الآخرين والدعوة إلى إصلاح ذات البين وكفانا تمزيقاً وقتلاً واقتتالاً .. ماحدث خلال ستة عشر شهر يجب أن نتركه اليوم ونعلم أننا في موقف وفاق واتفاق والكل سواء لا غالب ولا مغلوب ونتجه نحو بناء الدولة المدنية الحديثة بعيداً عن التعالي على الآخرين، الكل أمام القانون سواء لا هذا شيخ ولا ذاك رعوي وهذا الكلام لمن يريد أن يبني الدولة المدنية الحديثة وليعلموا أنهم هم من يسعون إلى تهديم هذا البناء من خلال الشعارات البراقة والأفعال المتناقضة على المشايخ أن يعلموا أن الشيخ ليس بالسلاح والعنجهية إنما الشيخ بالأخلاق وحل قضايا المجتمع والوقوف في صفهم هنا سيحترمهم الناس بدلاً من إشهار السلاح في وجههم فيلعنونهم.