ظلت القضية الفلسطينية في دائرة الاهتمام اليمني شعبياً ورسمياً خلال العقود المنصرمة ، ويتذكر الجميع الاندفاع والحماسة للمشاركة في الدفاع عن القضية الفلسطيينة منذ النكبة عام 1948م وحتى الهزيمة في حزيران (يونيو)1967م وفي مختلف الظروف والتحولات التي عاشتها هذه القضية بمرها ومرارتها وصخبها وتراجيديتها!! وخلال عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي كانت فلسطين حاضرة بقوة في المشهد السياسي اليمني بفعل الحماس الشعبي .. وقد رأينا العشرات من المتطوعين ينخرطون في جبهات القتال ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي وتحديداً في جنوبلبنان. ولابأس هنا أن أذكر القارئ الكريم ببعض تلك المآثر كتلك التي اجترحها الفدائيون اليمنيون إلى جانب اشقائهم العرب في قلعة (الشقيف) و(جبل عامل) في جنوبلبنان, حيث سطروا أروع ملاحم البطولة والفداء، وحسب معلوماتي المتواضعة فإن بعض الاسرى اليمنيين استشهدوا وبعضهم مازال اسيراً في السجون الإسرائيلية حتى اليوم دون أن تتحرك حكوماتنا المتعاقبة ولم تنبس ببنت شفه!! كما لاننسى احتضان اليمن للمقاتلين الفلسطينيين عقب خروجهم من بيروت إثر الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982م. وقول أبو عمار الشهير قُبيل الوحدة اليمنية: ((فلسطين شطركم الثالث)). ومن المؤسف أن يتراجع الدور اليمني تجاه القضية الفلسطينية إلى درجة الجليد, حيث لم نعد نسمع -حتى مجرد السمع -خلال الفترة الاخيرة ما يشير الى اهتمامنا الرسمي بالقضية لا من قريب او بعيد.. وحالنا كما هو حال الثورات العربية التي غرقت في تفاصيل ترتيب البيت الداخلي ابتداءً من تونس ومروراً بليبيا ثم مصر وحالياً سوريا والبقية تأتي. وإذ نلتمس العذر لقطرنا وبقية العرب في تراجع الاهتمام بالقضية المركزية بسبب هذة الاوضاع الاستثنائية إلا أن من حق الفلسطينيين ان يتساءلوا عن المدى الذي قد يستغرقه هذا الغياب ؟! ولاغرو أن اسرائيل استقبلت هذه الاوضاع على طبق من ذهب فأخذت تصول وتجول اكثر مما كانت عليه, حيث تعتقل الآلاف من الفلسطينيين وبينهم الرياضي محمود السرسك ورفاقه الذين اضربوا عن الطعام لمدة اكثر من 88 يوماً مطالبين بالحرية او الاستشهاد. إذاً ما ينطبق على اليمن يسري على أخواتها من المحيط الى الخليج .. وهي ((تتفرج)) على ماسأة السرسك ورفاقه في داخل المعتقلات الإسرائيلية ..!