لا يختلف اثنان على أن الدول العظمى وأهمها أمريكاوروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين لها مصالحها على مستوى الكرة الأرضية كلها وهي تعمل على حماية هذه المصالح بمختلف السبل والوسائل حتى ولو كانت بعيدة عن المواثيق والقوانين الدولية السائدة والتي سنتها منظمة الأممالمتحدة وهذه الدول العظمى هي من أوائل الدول التي وقعت عليها وطبعاً مثل هذه الدول من حقها أن تحمي مصالحها ولكن ما هو غير مقبول أن هذه الدول توقع على قوانين ولوائح تنص على حماية حقوق الإنسان وبنفس الوقت تعمل عكس هذه الحقوق ،فمثلاً الولاياتالمتحدة تذرف الدموع على حقوق الإنسان المنتهكة في أكثر من مكان في بقاع العالم إلا أنها في الوقت ذاته تتغاضى عن حقوق الإنسان المنتهكة في فلسطينالمحتلة من قبل الكيان الصهيوني والدليل على ذلك وقوفها بكل بسالة ضد أي تيار يدين انتهاكات إسرائيل في فلسطين وهي واضحة للعيان، أي أن الولاياتالمتحدة متناقضة في سلوكها وتعاملها مع قضايا حقوق الإنسان في العالم وأخذت تكيل بمكيالين، أي أن مصالحها الاقتصادية و الاستراتيجية هي المعيار في التعامل مع القضايا المذكورة من بلد لآخر من هذا تستطيع القول بأن الولايات تكذب وغير جادة بكل ما تطلقه من شعارات بأهمية الدفاع عن الحقوق والحريات لأن المعطيات والحقائق على مستوى الواقع قد كذبت ذلك وهكذا بالنسبة للوضع في روسيا لا يختلف فهي من رفعت شعارات التحرر ومساعدة الثورات وحركات التحرر العالمي وأصبحت تتغنى بأهمية الدفاع عن حقوق الإنسان لكن عندما اصطدمت هذه الشعارات بمصالحها فإن ذلك قد رُكن جانباً وأصبحت المصالح هي السائدة في التعامل ومثال ذلك هو موقف روسيا من ثورة الشعب السوري الذي أصبح يُباد على يد جيش سوريا الأسد وأصبحت المجازر ترتكب وبشكل يومي وأمام مرأى ومسمع العالم إلا أن روسيا حفاظاً على مصالحها دفنت رأسها في الرمال وأصبحت تدافع عن النظام السوري بالرغم مما هو قائم اليوم في شوارع وأحياء كل مدن سوريا،حقوق الإنسان في سوريا تنتهك وتداس بالأقدام بينما المصالح الملعونة أصبحت تطغى على ما سواها ودون خجل، وهكذا الصين يظل موقفها أقل حدة من روسيا في قضية سوريا إلا أنها أرادت أن تحافظ على مصالحها وعلى حساب دماء وأشلاء السوريين الذين يصيحون ويستغيثون وينادون العالم بأن يتحمل مسئولياته وخصوصاً تلك الدول الكبيرة التي ذكرناها والتي بيدها القرار الذي يستطيع أن يوقف نزيف الدماء التي تُسال يومياً في كل مناطق سوريا دون حرمة لطفل أو امرأة أو معاق هناك أحياء دكت وتساوت بالأرض والعالم يتفرج لأن المصالح الضيقة كانت هي المانع من التدخل لإيقاف كل تلك المذابح التي لا تساويها سوى مذابح اليهود ضد الفلسطينيين في نهاية الأربعينيات والتي لا زالت تتواصل حتى يومنا هذا، لكن الفرق بين هذا وذاك هو أن هذا من إخوتنا وأبناء جلدتنا ومن دمنا ولحمنا بينما ذاك غريب عنا وعدو لنا فوقع القريب أدهى وأمر من وقع الغريب في نهاية هذه السطور نقول: لعن الله المصالح إذا كانت على حساب دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ ولتسقط الشعارات المغلفة بسموم المصالح وعلى الشعوب أن تعتمد على ذاتها وشبابها في استرداد حقوقها المغتصبة.