اقترب موعد إجراء الامتحانات النهائية للشهادتين الأساسية والثانوية في 23/24/6/2012م والكل يعلم مدى أهمية الاستعداد لمثل هذا الحدث الهام من جهة وزارة التربية والتعليم وعلى مستوى المراكز الامتحانية وكذلك من قبل الطلاب أنفسهم, من الواضح أن الهم الأكبر يقع على عاتق الطالب المغلوب على أمره في ظل الأزمات التي أثرت بشكل كبير على مستوى وجودة التعليم المتدهور اصلاً ,وما يزيد الطين بلة أن التدهور لا زال إلى الأسفل والمشكلة تكمن في عدم تدارك الوضع الحالي والعمل على اصلاح المشكلات والتخطيط السليم رغم امتلاك الوزارة الكوادر والإمكانيات والدعم الخارجي في تحسين جودة التعليم ,فإلى متى سيظل الحال هكذا؟ فهذا القصور يلقي بظلاله على الطالب وحده فالمدرس يستلم مرتبه ولايهمه فهم الطالب ام لا؟ فالمشكلة تكمن في عدة محاور ونقاط أبرزها: • بناء المدارس فتجد أن الوزارة مهتمة في هذا الجانب لكن مع غياب التخطيط في ربوع الوطن تجد مدارس في أماكن قاحلة من السكان وتكلف الملايين من الريالات وتجدها مقفلة لعدم وجود طلاب مع العلم أن هناك مدارس مكتظة بالطلاب وتجدهم يدرسون تحت الاشجارفلماذا لانضع تلك هنا؟ وقد تجد فيها مدرساً واحداً وبضعة طلاب وتجدها مجهزة بالسور والسكن وكل شيء لكنها مقفلة ولازال الأمر يتكرر , فالمدرس حدث ولاحرج وابحث وستجد مايذهلك. •عدم توفر مدرسين للمواد في المدارس التي يتوفر فيها الطلاب وفي مراحل هامة كالأساسية والثانوية وهنا تكون الطامة الكبرى كيف يتقدم طلاب بالآلاف لاختبار نهائي وهم لم يروا مدرساً للمادة طوال العام من أين سيجيب الطالب ؟هل محكوم عليه أن يرسب عاماًً بعد عام؟ في ذمة من ومن المسئول عن هذا؟ هذه جريمة شنعاء في حق الطالب لاتغتفر , والغريب أن ترفع شعارات محاربة الغش وهي مطالب كل الناس لكن لم نر مطالب إصلاح التعليم ,في المقدمة نطالب بإصلاح التعليم وحل مشكلاته وبعدها نرفع شعار مكافحة الغش ونقوم بالحد منه بكل ما أوتينا من قوة , فماذا تتوقع من طالب لم ير مدرساً لأكثر من مادة ماذا تتوقع منه أن يفعل ؟ لن يجد سوى أن يغش لينجو بجلده من السنوات العجاف التي ستلاحقه حتى بعد التخرج ليلحق بإخوة له لاتزال تحاصرهم سنوات القحط في رفوف الخدمة المدنية؟ فماهو الحل ؟ أين المسئولون المعنيون بمثل هذا الأمر.. هذه كارثة يا إخوة لوترك الحبل على الغارب وفتح باب الغش طلع لنا جيل أعمى؟ جيل أمي جيل فاسد ؟ كل من تولى أمراً يخص التعليم سيسأل عن ذلك لو نجا في الدنيا ماذا سيقول لربه يوم الحساب؟ •وجود مدرس غير مؤهل لايعطي للطالب مفتاح الجواب للسؤال الذي سيطرحه وهذا قد يكون بطريقتين إما تقصير من المدرس نفسه ولا يراعي المسئولية التي يتقاضى عليها راتباً قد لايكفيه لكنه لايعفيه من المسئولية الملقاة على عاتقه, وان خبرة المدرس تلاشت والسبب معروف وهو طول السنوات العجاف في الخدمة المدنية , ماذا تتوقع من شخص قبع اسمه في رفوف الخدمة المدنية من 10 إلى 15 سنة ماذا تتوقع منه يداوم على مذاكرة طرق التدريس أو يبحث عن شغل حجر وطين كي يعيل أسرته , فهذه بحد ذاتها مشكلة فماذا أعدت الوزارة لحل هذه المشكلة أين الدورات التدريبية والتأهلية لمثل هكذا مدرس اقل شيء نبحث عن الذين توظفوا بعد طول سنين نؤهلهم إن لم يكن بالمقدور عمل دورات لكل المدرسين. فكل الطلاب يعانوا سواء الذين بلا مدرس أو الذين معهم مدرس تنقصه الخبرة وعم عليه النسيان إلا القلة القليلة الذين في المدن فمن أين لطالب الريف القدرة للذهاب للدراسة في المدينة ولو كان لهم القدرة هل ستستوعبهم مدارس المدينة؟ فيا حكومة الوفاق ويا وزير التربية هذه مسئوليتكم هؤلاء الطلاب أمانة في أعناقكم ولا تنسوا إن صلح التعليم صلحت البلاد وعم الأمن والاستقرار لأنكم ستبنون جيلاً واعياً وحان الوقت لاستدراك التعليم قبل أن لايكون هناك خط رجعة. [email protected]