يبلغ من العمر 18 عامًا (مواليد 1/7/1993م) ويحمل طموحًا كبيرًا.. هو الطالب محمد عبدالرزاق يوسف الدرويش من مديرية الحصين, محافظة الضالع, الذي حصل على معدل 95 % في امتحانات الثانوية العام في العام 2010/ 2011, والذي يطمح حاليًا إلى منحة دراسية في تخصص الكيمياء, وما زال ينتظر, ويأمل كثيرًا في أن يجد من يلتفت لذكائه وموهبته وطموحه. كان له عبر موقع «مأرب برس» هذا الحوار الصحفي المقتضب الذي أجراه الزميل محمد مساعد صالح, والذي مزج فيه الدرويش بين الطموح والمعاناة والأمل. * كيف كانت ردة فعلك حول النسبة, وهل أنت راض؟ - الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. لقد كانت ثقتي بالله كبيرة جدا, فحققت نسبة على قدر ثقتي بالله, وقد رضيت بها, وحمدت الله كثيرا وأثنيت عليه, ولم تصدر مني أي ردة فعل سلبية. * ما الذي تسعى إليه الآن؟ وكيف تقضي هذه الأيام؟ - أسعى للحصول على منحة دراسية وأقضي هذه الأيام بالقراءة والمذاكرة. * هل اتخذت قراراك النهائي وحددت وجهتك المقبلة؟ - نعم. قراري النهائي هو دراسة الكيمياء والفيزياء إن حصلت على منحة دراسية, وأتمنى أن أحصل عليها؛ لأن لي هدفًا وطموحًا كبيرًا جدًا وأسأل من الله أن يوفقني, فإن لم أحصل عليها سأتقدم لامتحان كلية الطب في اليمن, وسأدرس الكيمياء اجتهادًا ذاتيًا فيما بعد إن سمحت لي الظروف فليس هناك شيء مستحيل. نحتاج إلى قليل من الثقة بالله ثم بأنفسنا, وكثيرًا من الاجتهاد. قال الشاعر: الجد بالجد والحرمان بالكسل/ فانصب تصب عن قريب غاية الأمل/ واصبر على كل ما يأتي الزمان به/ صبر الحسام بكف الرادع البطل. * لماذا اخترت الدراسة في الخارج فضلا عن الدراسة في اليمن؟ ولماذا اخترت الكيمياء بالذات؟ - اخترت الدارسة في الخارج حبًّا في طلب العلم؛ كون العلم متطورًا ومتقدمًا كثيرًا عما هو موجود في اليمن. واخترت الكيمياء؛ لأنها لغة العصر الحديث ولسانه الفصيح, ولعل الله يفتح لي بابًا من أبواب العلم أستطيع به نفع الأمة الإسلامية, والنهوض بها من مستنقعات التخلف والظلام؛ لأن الشعوب والأمم تنهض بالعلم والعلماء والمحاولات ويجب على كل شخص أن يفكر بهذا التفكير ويحاول, فإذا فكرنا كلنا وحاولنا مستحيل أننا نخفق جميعًا. سينجح البعض, وأنا أقول للجميع: فكروا قد تصلوا, فإن لم تصلوا فقد حاولتم, وإن لم فقد فكرتم, فأنتم ناجحون وكل إنسان يصل أو يحقق ما يريد بقدر حزمه وعزيمته. قال الشاعر: من ضيع الحزم لم يظفر بحاجته/ ومن رمى بسهام العجب لم ينلِ/ من جاد ساد وأحيا العالمون له/ بديع حمدٍ بمدح الفعل متصل. * ما الذي تحتاجه الآن لتحقق ما خططت له أو لما أنت مقدم عليه؟ - أحتاج الآن الحصول على البعثة الدراسية, وكثيرًا من الاجتهاد, وأسأل من الله التوفيق والسداد في الرأي والتوفيق في العمل. وأريد أن أوجه كلمة لطلاب ومدرسي الريف؛ كوني أحد طلاب المناطق الريفية. * (مقاطعًا).. كيف أوضاع الدراسة في الريف كونك كما قلت أحد طلاب المناطق الريفية؟ - نعم أنا أحد طلاب مدارس الريف, وأحد أبنائها, وأريد أن أوضح أننا نعاني ومدارسنا تعاني ومدرسونا يعانون, فنحن نعاني من الإهمال وقلة الحضور والمواظبة, ومدارسنا تعاني من عدم حضورنا, ومدرسونا يعانون من نفس الشيء, إضافة إلى الآباء الذين يفضلون أن يذهب أبناؤهم إلى العمل عن الذهاب إلى المدارس, وأريد أن أوضح أن لدينا في مدارسنا من أفضل وأذكى المدرسين في المحافظة (الضالع), ومدارسنا تعاني من كثرة حضور المدرسين, وقلة حضور الطلاب, والمشكلة تكمن في الطلاب والآباء بحيث أن المدرسين يتكلمون ويحذرون الآباء ولكن بلا جدوى ولا فائدة؛ لأن أولياء الأمور يشجعون أبناءهم على الغياب, ويساعدونهم على الغش في نهاية العام, بل ويدفعون الأموال لذلك, وهذا حاصل ولا فرار من الحقيقة. * كلمة أخيرة.. - أشعر وكأنني متحمل على عاتقي مسئولية جميع مشكلات طلاب ومدارس الريف الذين لا يستطيعون أن يوصلوا آراءهم عبر وسائل الإعلام إلى الجهات المعنية والرأي العام. أود أن أذكر بعض مشاكل طلاب ومدارس ومدرسي الريف.. لعل هذا يستطيع أن يحدث نوعًا من التغيير, ومنها: -تغيب الطلاب عن المدارس, والأسباب كثيرة, وفي المقدمة منها الدور السلبي الذي يلعبه الآباء في تعطيل أبنائهم عن الدراسة في ظل وجود حكومة لا تعرف من المسؤولية إلا اسمها. -معاناة مدارس الريف في القرن الحادي والعشرين من عدم وجود مختبرات تطبيقية, وهناك طلاب أذكياء ومبدعون نراهم عند التقدم لكلية الطب أو الهندسة يحصلون على درجة الامتياز, لكنهم في الثانوية لا يعرفون من العلوم التجريبية إلا اسمها, ولكي لا أكذب أستثني مادة كربونات الكالسيوم «الطباشير». أخيرًا, أنصح الآباء بمساعدة المدرسين وإلزام أبنائهم بالحضور إلى المدارس, وأطالب باسم كل أبناء ومدرسي الريف وزارة التربية والتعليم توفير مختبرات تطبيقية والاهتمام بمدارس الريف والطلاب الأذكياء والموهوبين. وباسم كل أبناء الريف أوجه الشكر لموقع «مأرب برس», وأسأل من الله أن يجعله لسان حال الشعب الفصيح, وترجمانه الذي يتحدث عن مظالمه.