مجريات الأحداث والتطورات الدراماتيكية التي حصلت بعد 21 فبراير 2012م ,يوم انطلاق وبزوغ فجر اليمن الجديد, كان هذا التاريخ هو البداية الفعلية لإنطلاق اليمنيين صوب تحقيق طموحاتهم التي دفنت طيلة عقود من الزمان لم تر النور,هذا اليوم الذي خرج فيه اليمانيون ليقولوا نعم ليمن جديد خال من الفساد والمحسوبية وظلم الإنسان لأخيه الإنسان,ليس فيه إقصاء ولا تهميش, يمن يتسع للجميع, وليس محصوراً بين أسوار افتعلها طغاة بقصد الملكية الفردية وكأنها مزارع خاصة بهم, ولكن وبفضل الثورة الشبابية السلمية التي قادها شباب اليمن التواقون إلى الحرية ,هدوا تلك الأسوار وكسروا القيود وانطلقوا صوب المستقبل المشرق, أسقطوا من خلالها ذلك النظام المعشش الذي جثم على صدورهم,لمدة طويلة أحرمهم سبل العيش الكريم, أفقدهم الشعور بالحرية والمواطنة المتساوية, لتتوج تلك الثورة بيوم الواحد والعشرين من فبراير بانتخاب هادي رئيساً توافقياً ارتضاه الشعب الذي خرج بالملايين ليكون قائده وربان سفينته ليبحر بها نحو الأمان, الذي افتقده الشعب طويلاً ,وها هو هادي لم يخب ظن الشعب الذي انتخبه ومنحه الشرعية يهدي اليمنيين أول المنجزات بل أول قطرات الخير القادم , وذلك بالانتصار الساحق والكبير على فلول الطغيان وأيادي الشيطان “ أنصار الشر”. نعم نشعر اليوم بالفخر والاعتزاز بما حققه أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية وخصوصاً الدور الوطني المتميز والمآثر البطولية الخالدة التي سطرتها قيادة وأعضاء اللجان الشعبية في مديرية لودر والذي كان لهم السبق في الوقوف الحاسم في وجه عناصر الإرهاب القاعدي في المديرية عندما خاضوا معهم معارك شرسة لقنوا فيها عصابات الشر دروساً في التضحية والفداء والوطنية, وكبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات, رغم ما كان يتمتع به أعضاء اللجان الشعبية من تجهيزات متواضعة من الأسلحة الشخصية التي كانوا يمتلكونها, إلاّ أن أبطال الجان الشعبية الصناديد الشجعان أرغموا تلك الفئات الضالة على الفرار من لودر الشموخ وعنوان البطولة وهم يجرون أذيال الهزيمة والخزي والعار تاركين قتلاهم وجرحاهم خلفهم .. ليخوض بعد ذلك أبطال اللجان الشعبية ومعهم أشاوس القوات المسلحة والأمن معارك الشرف والفداء ضد ما يسمى بأنصار الشريعة في محافظة أبين كلها لتسقط معاقلهم واحدة تلو الأخرى ويتم تطهير أبين من رجس تلك العناصر ومن يدعمهم والقضاء المبرم عليهم, تلك الإنجازات والانتصارات العظيمة التي كسرت شوكة الإرهابيين وأعادت الطمأنينة والاستقرار إلى مديريات محافظة أبين, وعلى مدى مائة يوم والتي خاضها أبطال القوات المسلحة والأمن ومعهم مقاتلوا اللجان الشعبية من أبناء أبين الشرفاء ضد العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة والجماعات المسلحة التابعة له والمسمى«أنصار الشر» وتحت إشراف وقيادة فخامة المشير عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية – القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي وعد بالقضاء على الإرهاب وعصاباته وأزلامه حين أكد بقوله:«انه لا تهاون ولا تفاهم مع هذه الجماعات الإرهابية ولابد من ملاحقتها حتى القضاء عليها بكل السبل الممكنة, وأن اللغة الوحيدة التي سيتم بها مواجهة الإرهاب والإرهابيين، هي لغة القانون والحسم العسكري والأمني والشعبي، لأن الجماعات الإرهابية، لا تعرف الحوار،. ولم تعترف به في يوم من الأيام، وهي جماعات إجرامية ارتكبت وترتكب أبشع وأفظع الجرائم في حق أبناء القوات المسلحة والأمن والمواطنين والمستأمنين من ضيوف اليمن”, وهكذا وعد وأوفي وخلال مدة قصيرة طهر أبين من تلك العصابات الإجرامية , وقهرت الفزاعة التي سمعناها طوال السنوات الماضية عما كانت توصف بأسطورة القاعدة التي لا تهزم, وإخافتنا والعالم لنكتشف أخيراً أنها كانت مجرد وسيلة أو ألعوبة يمارسها صانع القرار. لكن انتصارات الجيش والأمن ومقاتلي اللجان الشعبية الأسبوع الماضي أثبت أن فكرة القاعدة مجرد كيان هلامي انضوت فيه حشرات من فصيلة البشر الذين لم يستطيعوا أن ينجحوا في حياتهم العملية والعلمية, ليتساقطوا كأوراق التوت في فصل الخريف تحت الضربات الموجعة والقاسمة التي وجهها لهم الأبطال ضمن عملية “السيوف الذهبية” . فهنيئاً النصر لنازحي أبين أولاً, ولمقاتلي اللجان الشعبية, وأبطال القوات المسلحة والأمن, ثانياً , و للقيادة السياسية والشعب اليمني ثالثاً,وإلى وزير الدفاع لإصراره على قيادة المعارك في الجبهات ليعيدنا إلى أولئك القادة العظام الذين كانوا يتقدمون جنودهم في المعارك ليصنعوا أعظم الانتصارات..هكذا كان هينبعل والاسكندر المقدوني والغافقي وبن الوليد ونابليون, ومنتجمري ورومل,عبر التاريخ, ونتمنى ألاّ نرى في المستقبل القريب أو البعيد هذه العناصر وقد عادت إلى أبين أو محافظة أخرى, لذلك يتوجب على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والمواطنين أن يكونوا حذرين ومتيقظين في ملاحقة هذه العناصر ورصد ومنع تحركاتها أولاً بأول حتى لا تتكرر مأساة أبين البطلة. ولأبطال السيوف الذهبية منا التحايا والتقدير والاحترام ونكرمهم إلى جانب الأوسمة والنياشين الرئاسية بالحزام الذهبي على ما اجترحوه من شجاعة وإقدام في معركتهم مع شرذمة الشر والإرهاب ..!!