يعد الخروج من العيد في بلادنا أشبه بالخروج من معركة شرسة الهدف منها الموت والموت فقط، حيث تأتي إحصائيات العيد تتحدث عن عدد الذين فقدوا أعينهم أو جزءاً من أطرافهم أو أصيبوا بحروق بليغة وتشوهت وجوههم وأجسادهم، أضف إلى ذلك عدد كبار السن الذين ارتفع عندهم الضغط وأصيبوا بنوبة سكر حادة فقدوا معها حياتهم، وكل هذا بسبب الألعاب النارية التي صارت كابوساً يطارد اليمني ويستهلك صحته وأعصابه وماله أيضاً.. يأتي العيد وصرنا نخاف أن يأتي خوفاً من أن نخرج منه وقد فقد أحد من أطفالنا عينه أو تشوه وجهه، نخاف من الكم الهائل من القلق والإزعاج الذي يصنعه الأطفال في الحواري ويجعلونا نعيش مجبرين جو حرب تستهلك الأعصاب حد الجنون..؟! مليارات الدولارات التي نضخها إلى الصين الصديقة من أجل أن نشتري الموت والإعاقات والتشوهات، وحكومتنا تفز في لحظة وتوجه بمنع استخدام الألعاب النارية من البقالات، ألم يكن الأولى بها أن توجه بمنع استيرادها، وإلا ما فائدة الحكومة “ كوز بطاقة” يكفي أننا عملنا ثورة وخربنا البلاد ويتمنا مئات الأطفال ورملنا كثيراً من النساء من أجل أن نأتي بحكومة راقدة، يكفينا منها توزيع الاتهامات، حسنة واحدة لم نرها منها إلى الآن، وكأننا ناقصين موت وإعاقات وانفجارات. بالنسبة للكثير من الآباء والأمهات يدعون عدم قدرتهم على ضبط أطفالهم ومنعهم من شراء هذه الألعاب، حيث إن متابعتهم في الشارع مع أقرانهم أمر متعذر، كما أنهم إن منعوهم منها لن يستطيعوا منعهم من شراء المسدسات التي صار وجودها في البيت مقترناً بوجود الطفل، فمنها ترمي خرزاً أو رصاصاً مطاطياً وأخرى تفرقع البارود في داخلها المهم أن وجودها في السوق يجعل سلطتها أقوى من سلطة الأسرة. أياً يكن فوجود هذه الألعاب في السوق وتوفرها دون ضوابط مع العلم أن الألعاب التي دخلت السوق هذا العام تحمل مواصفات قاتلة وقوة لا تفرق عن قوة الألغام والقنابل اليدوية، يعني بالمشرمحي باستطاعة طالب في الابتدائي أن يفجر نفسه في الصف أو في البيت أو بين أقرانه في الشارع، الطفل اليمني مشروع إرهابي وبامتياز ،فيوم يأتي إلى الدنيا وقبل أن نؤذن في أذنيه نستقبله بالرصاص و الطماش و يوم ينجح نتوج نجاحه بطبل طماش وقرن رصاص وهذه الأيام الألعاب النارية بكافة أشكالها، ويوم يتزوج لا يدخل على زوجته إلا وقد قضى أسبوعاً لا يسمع سوى صوت الرصاص و الطماش، ويخرج في صباحية عرسه فيستقبلونه ويكافئون رجولته بالرصاص والطماش وبذلك هو رجل الموت بامتياز..!!؟ ألم يكن الأولى بتجار الموت وحكومتنا الرشيدة أن يستفيدوا من هذه المليارات التي يغرقون بها الخزينة الصينية، مقابل إغراق سوقنا بالموت والعاهات.. ألم يكن الأولى بهم أن يسخروها لصالح مايفيد هؤلاء الأطفال، وينمي قدراتهم، وأتمنى حين يزور الأخ باسندوة الصين أن يسأل شنغ بنغ - مثلاً- نظيره الصيني هل تشتري قريح لابنك في العيد؟ متأكدة أن رده سيكون والله لأقرح راسه قلك قريح هذه القريح يشتريها الهبل حق اليمن، نحن نشتري بثمنها أجهزة أي باد لأطفالنا، وبذلك سيكره باسندوة الطماش.. [email protected]