في زحام العابرين بدروبه يقف وحيدا ..لا يعبأ بشيء..تضوع الأمكنة بعطر أزاهر افترش عبقها جوانب حياته' بيد أنه لم ينكّس رأس عواطفه لفتنة صاغها عبيرأكمامهن .. الأفق الممتد أمامه مرآة, يرى فيها نفسه فقط ..على تلك المرآة الماثلة أمامه امتدت يد الأخيلة لترسم زهرة لا نظير لها ..بفرشاة الآمال تشكلت, و بأصباغ مشاعره المتيقظة على بواعث الحياة الحالمة تلوّنت .. هي فيض من روحه, على نقاء المرآة انسكب ..بريق عينيها ألق روحه, وحنو كفيها رهف عواطفه .. على أريكة الحلم الغارق في عتمة النوم يلتقيها ..تضمه إلى صدرها شوقا,ً يضيء المكان ويعيد للدماء الساكنة في العروق دفقها ..بالحروف المشتعلة بلواعج البعد يدفئها, وعلى شفاه تلهفها يذرف دمعة لم تُسكب إلا لها .. كانت حلماً دفعت به الأيام الخاوية في حضن الأخيلة لتدرج على ظلال أيكتها, وتنمو مع امتداد تشوق أغصانها .. كانت حلماً ..وتبقى الأحلام في قبضة يد الانتظار أثاث رفاهية, مكوماً في حجرة خالية . في مدينة شيدتها من معطيات الفكر الأنامل ..بالحروف مرصوفة , السطور تشق مساحاتها دروباً تحفها أبنية الكلمات المضيئة بالمعاني.. على ضفاف نهر يخترق صدر تلك المدينة, أمواجه المتدافعة وجدانيات, وأشرعة مراكب أحاديثه حروف ..على تلك الضفاف التقاها..على وجهها سؤالاً حائراً إجابته تعلقت بأذيال العودة لغائب منتظر .... أشرعت له باب الأمل, وعلى سجادة فرح أجلسته ..من ثغر افتر عن معنى الحياة ناولته ابتسامتها متكئاً لمتاعبه .. توالت الأيام واللقاءات الحبلى بمواعيد تترى ..كرة الحقيقة تناقلتها أقدام اللقاء حتى ولوج المرمى هدفاً سعت الاستفهامات إليه .. اسمها المنقوش على الضلوع, لغة خيال فُكّت طلاسمه ..هي ذاتها الشمس التي خبأها ليل الغيب في جلابيبه ..الزهرة التي تخلقت في رحم الأخيلة ذات حلم.. هي ذاتها الروح التي رفّت عليه في بواكير العمر وما تزال.. الروح التي سكنته ألقاً تجسدت أمامه أنثى ترفل في أثواب الحياة, وتخطر على أهدابه حلماً يعيشه الآن حقيقة تلك التي لمسها في جوف الأحلام خيالاً, هي الآن بين يديه حقيقة ..هي ذاتها ..أحاديثها ..أحلامها ..غرورها ..رقتها هل الأرواح تتعارف في عالم لا ندركه لتلتقي بعد حين ..وأي قانون جاذبية بينها لم يكتشفه العلم بعد؟ كانت حلماً ثم التقاها ..كانت حلماً ...وما تزال